هاني مهنا يؤدي واجب العزاء في المحامي فريد الديب بعمر مكرم (فيديو)
حضر منذ قليل الموسيقار هاني مهنا في تأدية واجب عزاء المحامي الراحل فريد الديب، والمقام بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير.
وشهد العزاء حضور واسع من الوزراء والشخصيات العامة والمشاهير.
هذا وأشتهر المحامي فريد الديب بالشخصية الأكثر جدلًا في ساحات المحاكم، والمحامي الأكثر شهرة في مصر والوطن العربي، حيث ترافع عن أغلب قضايا الرأي العام في مصر، ويلجأ إليه المشاهير وكبار رجال الأعمال دوما في قضاياهم على اختلاف أنواعها، سواء قتل أو آثار أو جاسوسية أو تهريب أو أي شيء تجتمع فيه عناصر المال والسياسة أو المال والشهرة والنفوذ، وتحديدا على مدار الثلاث عقود الأخيرة من النادر أن تجد قضية رأي عام لم يترافع فيها.
كما امتلك فريد الديب كاريزما طاغية، حيث يستطيع بسهولة سرقة الأضواء من أي قضية أو شخص أو حوار وتحويلها إليه.
وحاز علي الشهرة الإعلامية في العديد من القضايا التي هزت الرأي العام أبرزها:
- قضية احمد الريان
الدفاع عن أحمد الريان صاحب أشهر قضية هزت الرأي العام بالثمانينيات، بل وسجن لأجل هذه القضية بعد اتهامه بإخفاء أموال موكله، لدرجة أن آل ريان نشروا بيانا عبر الصحف المصرية يتبرأون فيه من الديب، ويؤكدون انتهاء التعامل بينهم وبينه للأبد.
- قضية الجاسوس
بدأت شهرته الإعلامية “الحقيقية” في عام 1997، حين تولى الدفاع عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام، حيث أكد مرارًا عبر الصحف وقتها اقتناعه ببراءة موكله، مما أثار جدلا كبيرًا في الشارع العربي وليس المصري فحسب، لدرجة أن ممثل نقابة المحامين تقدم بطلب للمحكمة بإعفاء فريد الديب من مهمته كمدافع عن الجاسوس، لأنه “تآمر ضدّ مصلحة الأمة”، لكن تم رفض الطلب ورأت المحكمة أن لكل متهم الحق في ممثل قانوني، فضلا عن رفض الديب أن يتنازل عن القضية أصلا.
في النهاية ثبتت تهمة التخابر مع الموساد الإسرائيلي على عزام عزام، وأدين بعدها بتهمة التجسس ونقل معلومات عن المنشآت الصناعية المصرية إلى إسرائيل، وحكم عليه بالسجن 15 عاما مع الأشغال الشاقة، ليخرج بعدها في فترة حكم الرئيس الأسبق مبارك بعد 8 سنوات، ويطلق سراحه في مقابل إطلاق سراح 6 طلاب مصريين اعتقلوا في الأراضي الفلسطينية.
- دافعه عن هشام طلعت مصطفي في قضية قتل الفنانة سوزان تميم بعد حكم المحكمة بإحالته إلى فضيلة المفتي، استطاع فريد الديب تخفيف الحكم ليصل إلى السجن المشدد 15 عامًا، ليؤكد فيما بعد أن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى بريء من قضية مقتل سوزان تميم، ولذلك ألغت محكمة النقض حكم الإعدام
- قضية حبيب العادلي
- دافعه عن حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق في قضية اتهامه بتسهيل الاستيلاء على أموال وزارة الداخلية المعروفة إعلاميًا بـالاستيلاء على أموال وزارة الداخلية، حاليا له البراءة وتغريمه مبلغ 500 جنيه، ورفضت محكمة النقض طعن النيابة على براءة العادلي والغرامة الموقعة عليه، بالإضافة إلي تبرأته من جميع التهم المنسوبة إليه ورفع الحظر عن ممتلكاته.
- ترافعه عن مبارك وأسرته
- كما ترافع عن مبارك وأسرته في القضية المعروفة بمحاكمة القرن، فهي أول محاكمة مدنية لرئيس مصري وأسرته في التاريخ، حيث ظل يترافع ويدافع عن مبارك وعائلته حتى قضت المحكمة ببراءته وكل مَن معه من تهم قتل المتظاهرين وتصدير الغاز والفساد المالي في عام 2018.
سنوات من الدفاع والطعون والأحكام والنقض والمرافعات واللقاءات والتبريرات، انتهت جميعها بخروجه منتصرا بحكم البراءة للرئيس الأسبق ونجليه، لدرجة أن صورته الشهيرة قبل نطق المحكمة بالبراءة أصبحت رمزا لانتصاره، فقد شعر بنشوة النصر وجلس جلسته الشهيرة وهو ممسك بسيجاره كعادته في المحكمة، ينفث منه دخانه الكثيف بعدما أطاله في فمه، لكن هذه المرة متلذذًا بنشوة النصر التي لم يحققها أي محام آخر.
- قضية حسن راتب
- مرافعته قضية الآثار الكبرى ودفاعه عن حسن راتب هزت الرأي العام، ليدافع عن رجل الأعمال حسن راتب المتهم بالاتجار في الآثار وتمويل التنقيب عنها، وفي هذه القضية لم يفلح في تبرئة موكله وقضت المحكمة معاقبته بالسجن المشدد 5 سنوات وغرامة مليون جنيه.
وأعلن "الديب" بعدها أنه لن يترافع مجددًا أمام المحكمة وسيعتزل العمل العام.
هذا وظهر مجددا فريد الديب بأعلان قبوله مبدئيًا الدفاع عن قاتل طالبة المنصورة، وسيدرس مرحلة قبول الطعن عقب صدور حكم المحكمة ودراسة حيثياته، بعد طلب مجموعة من المصريين تولي القضية خلال تواجده باليونان على حد قوله.
وقال المحامي فريد الديب، أنه قبل مبدئيا، تولي مهمة الدفاع عن المتهم بقتل الطالبة نيرة أشرف، أمام محكمة النقض، مشددا على أن بيان القاضي الذي تضمن إدانة المتهم صدر قبل النطق بالحكم على المتهم بإجماع الآراء.
رغم كل تلك القضايا، والتي خسر الديب الكثير منها، فلم يحصل الكثيرون على البراءة، لكنه ينجح دوما في تحقيق أخف عقوبة ممكنة، وينجح حرفيا في حل حبل المشنقة من على أعناق الكثيرين، وهو "منطقيا" ما لا يعد خسارة بل مكسب كبير، لكنه لم يكن كافيا لطموحه، إلى أن جاءته القضية الأكبر والأهم في مسيرته وفي القضاء المصري ككل، ألا وهي الدفاع عن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ونجليه، في أول محاكمة مدنية لرئيس مصري على مر التاريخ.
هذا وأعلنت حنان ابنة المحامي الكبير فريد الديب نبأ وفاته الثلاثاء الماضي، عن عمر يناهز 79 عاما.
وعانى فريد الديب مؤخرا من وعكات صحية متتالية أبعدته عن النزول لقاعات المحاكم، حيث اكتفى بممارسة عمله بكتابة المذكرات القانونية في الطعون المختلفة.