تنمية بالحجر وبناء للبشر.. ما هي الرمال السوداء؟ وكيف نستفيد منها؟
مصنع للرمال السوداء افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس في مدينة البرلس بكفر الشيخ، حيث إنه هو الأحدث من نوعه على مستوى العالم، إذ يستخدم تكنولوجيا التعدين المتطورة.
وبحسب موقع الفجر، يعتبر المصنع إضافة قوية وجديدة للمشروعات القومية الكبرى لاستغلال الموارد الطبيعية لمصر، لتحقيق القيمة المضافة للمعادي التي سوف يتم استخلاصها من الرمال السوداء، إذ يتم استخدام صناعات دقيقة فيه مما يفتح آفاقا جديدة للاستثمارات، وكذلك المساهمة في التنمية الشاملة.
6000 فرصة عمل
اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ بدوره، قال إن الإرادة السياسية حولت حلم استغلال الرمال السوداء إلى حقيقة، وأن مشروع الرمال السوداء يوفر أكثر من 6000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وعاد ليؤكد أن عددًا كبيرًا من حجم العمالة في المشروع من أبناء محافظة كفر الشيخ، وأن الدراسات أكدت أن الساحل من أبو قير حتى رفع، متوفر به تركيزات وأعماق مختلفة من الرمال السوداء، فدراسات مشروع الرمال السوداء موجودة منذ الثلاثينات، لكنها كانت تتطلب إرادة سياسية.
6 مليارات دولار عوائد
بينما حامد ميرة، رئيس هيئة المواد النووية في مصر، قدّر في كلمته أثناء افتتاح الشركة، أن عوائد المشروع قد تصل إلى 6 مليارات دولار، وهي عوائد استخلاص تلك المعادن الثمينة التي تدخل في أغلب الصناعات الحديثة.
وأبرز هذه المعادن التي سيعمل المشروع على استخلاصها هي الإلمانيت، والزيركون، والجارنت، والروتايل، والمونازيت، الماجنتايت، ويدخل بعضها في 70% من الصناعات، وصناعة هياكل الطائرات، والصواريخ، والغواصات، ومركبات الفضاء، والأجهزة التعويضية وغيرها.
ما هي الرمال السوداء؟
الرمال السوداء عبارة عن رواسب شاطئية تكونت عند مصبات الأنهار بفعل ظاهرة المد والجزر على مر العصور، وتشكل ثروة طبيعية من الكثبان الرملية على الشريط الساحلي الممتد بطول 400 كيلومتر بين مدينتي رفح في سيناء وأبي قير بالإسكندرية.
إضافة إلى ذلك، هناك مواقع أخرى للرمال السوداء في جنوب منطقة برنيس وبحيرة ناصر، وفقًا لمدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وليد حسين، الذي أكد أن مصر تمتلك أحد أكبر احتياطيات الرمال السوداء على مستوى العالم، ويتركز وجودها في محافظات، "البحيرة، وكفر الشيخ، ودمياط، وبورسعيد، وشمال سيناء، والبحر الأحمر، وأسوان".
مصانع الرمال السوداء في مصر
ومن ناحية أخرى، كشف تقرير صادر عن آخر مسح جوي قامت به هيئة المواد النووية المصرية عن امتلاك مصر لما يقرب من 11 موقعًا على السواحل الشمالية تنتشر بها الرمال السوداء بتركيزات مرتفعة، بدءًا من رشيد حتى العريش بطول ساحل 400 كم.
وتابع ذلك تقرير من لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، أكد على أن الرمال السوداء الموجودة علي الأراضي المصرية تضم أهم المصادر الأساسية لكثير من المعادن ذات الأهمية الاقتصادية مثل المونازيت واليورانيوم المشع والزريكون.
إضافة لمعادن أخرى كثيرة تدخل في صناعات كثيرة ومهمة مثل صناعة الصواريخ والطائرات وهياكل السيارات والسيراميك والبويات ومواد الإشعاع النووي، بالإضافة إلى المواد الخام التي تستخدم في الصناعات الحديثة.