أستاذ مناخ لـ "الفجر": التغيرات المناخية مشكلة وجودية وتؤثر على الأمن المائي والغذائي
قال الدكتور شاكر أبو المعاطي، أستاذ المناخ ورئيس قسم الأرصاد الجوية بالمعمل المركزي للمناخ إن العالم حاليا يواجه أزمة كبيرة تتمثل في ظاهرة التغير المناخي، مؤكدًا أنها مشكلة وجودية "أكون أو لا أكون" بسبب تأثيراتها السلبية على الأمن المائي، والغذائي، لافتا إلى أنها تتسبب في هجرة الحيوانات، والطيور، وأيضا الهجرة غير الشرعية للبشر.
تأثير التغيرات المناخية على موارد مصر المائية
وأشار الدكتور أبو المعاطي في تصريحات خاصة لـ " الفجر " إلى الضغط الشديد الذي تسببه التغيرات المناخية على حصة وموارد مصر المائية، حيث تتسبب التغيرات المناخية في زيادة نسبة الجفاف والتصحر في العالم ككل لافتا إلى أن جفاف الأنهار في أوروبا مؤخرا أكبر دليل على خطورة التأثيرات السلبية للتغير المناخي.
وأوضح أن التغيرات المناخية تتسبب في زحزحة حزام الأمطار، مما تتسبب في حدوث الجفاف في بعض المناطق التي كان لديها طقس مناخي ممطر وتغير نتيجة زحزحة حزام المطر بسبب التغيرات المناخية، لافتا إلى أن ماحدث من فيضانات وسيول في المملكة العربية السعودية هذا العام كان نتيجة للتغير المناخي وزحزحة حزام المطر في المناطق التي تسقط بها الأمطار وكمية مياه الأمطار نفسها التي تتساقط، وبالتالي فإن تغيرات المناخً تتسبب في زحزحة حزام المطر مما يتسبب في تغير الطقس.
تأثير التغيرات المناخية على النباتات
وقال إن النباتات تتعرض إلى نوعين من الإجهاد بسبب التغيرات المناخية، النوع الأول بسبب الحرارة المنخفضة والثاني بسبب الحرارة المرتفعة، مؤكدًا أنه في كلتا الحالتين تتعرض حصتنا المائية للضغط بسبب إنه يتم تعويض ومعالجة هذا الإجهاد من خلال تقريب فترات الري وتشغيل الري الارتوازي، والري بالرش لتقليل الإجهاد على النباتات.
التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية
ولفت إلى أن التغيرات المناخية تتسبب في مشاكل كثيرة تضرب العالم أجمع، تتمثل في زيادة نسبة الجفاف والتصحر، مؤكدا أنها مشكلة تواجه العديد من الدول، مشيرا إلى أنها تتسبب في تداخل مياه البحر مع المياه الجوفية في دلتا نهر النيل مما تؤثر بالسلب على موارد مصر المائية بجانب عدم صلاحية الأرض للزراعة بسبب زيادة نسبة الأملاح بها.
ضرورة اتخاذ إجراءات ملزمة تحد من التغيرات المناخية والانبعاثات الحرارية
وأضاف أستاذ المناخ أن الآثار السلبية للتغيرات المناخية سوف تزداد إن لم تتراجع نسبة الانبعاثات الحرارية، مؤكدًا على ضرورة أخذ إجراءات ملزمة تحد من هذه الانبعاثات مضيفًا أنه في حالة عدم حدوث ذلك فإنه من الممكن أن تتفاقم الآثار السلبية إلى أكبر مما نتخيل وليس جفاف وتصحر وارتفاع حرارة فقط، قائلا: "طول ما الانبعاثات في حالة تزايد ستكون النتيجة أسوأ مما نتخيل".
وتابع أبو المعاطي أن الأثار السلبية للتغيرات المناخية لم تقتصر على الجفاف والتصحر فقط بل تتسبب أيضا في زيادة الأمراض والحشرات ونقص الإنتاجية لافتا إلى ضرورة الحد من إنبعاثات الدول الصناعية الكبيرة لمواجهة هذه الأزمة، مؤكدًا أن الدولة الأمريكية عانت موخرا بسبب التغير المناخي وهذا قد يكون جرس إنذار للحد من الانبعاثات وتوفير الدعم المادي والمعنوي والفني للدول المتأثرة لمواجهه وتقليل تلك الآثار السلبية والتكيف معها.
وأكد أن الدولة المصرية لا تمثل شيء في نسبة الانبعاثات المسببة في تغير المناخ حيث أن الدولة المصرية دولة متأثره وليست مؤثرة مؤكدا أن نسبة الانبعاثات بها تصل ٦٪ فقط وهذا لا يمثل شئ من انبعاثات العالم.
جهود الدولة المصرية في مواجهة التغيرات المناخية
وقال إن الدولة المصرية سباقة في مواجه تغير المناخ مؤكدا أنها قامت بإستخدام أصناف لمواجهة التأثيرات الحرارية كما أنها قامت وتقوم بتطوير السيارات لإستخدام الطاقة الكهربائية والغاز لتقليل الانبعاثات والعمل على زيادة الرقعة الزراعية من خلال استصلاح الأراضي لتذويد الحزام الأخضر.
ولفت إلى أن الدولة المصرية ممثلة في وزارة الري قامت بالعديد من المشروعات للتكيف مع التغيرات المناخية وتقليل آثارها مثل مشروعات الري الحديث والمشروع القومي لتأهيل الترع لتقليل الفاقد من المياه مؤكدًا أنه يتم فقد ٩ مليار نتيجة البخر وأشعة الشمس بالإضافة إلى زراعة المحاصيل الغير مستنزفة للمياه وتحديد مساحات الأرز والقصب وكل المحاصيل المستنزفه للمياه.
وأشار إلى ضرورة أن تتخذ الدول الكبيرة والتي تتسبب بنسبة كبيرة في تغير المناخ إجراءات حازمة لوقف الانبعاثات ولتقليل الضرر على الدول شديدة التأثر، لافتا إلى أنه في حالة إرتفاع درجة الحرارة أكثر من ٢ درجة مئوية فإننا كدولة أو كمجتمعات هشة لا نستطيع مقاومة هذه الظاهرة وآثارها السلبية.