في الذكرى الـ55 لوفاته.. تعرف على مُلهم الثورات العالمي "جيفارا"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

تحل الذكري الـ 55 لزعم الثورة الكوبية والرجل الذي يعد رمزًا للصمود والفداء لوطنه، "تشي جيفارا"، صاحب الصورة الأشهر في العالم، لذا تقدم جريدة "الفجر" التفاصيل عن حياة زعيم الثورة الكوبية في ذكري وفاته.

 

نشاته 

 

هو إرنستو "تشي" جيفارا ولد في 14 يونيو عام 1928، وتوفى في الـ 9 من أكتوبر عام 1967، وولد جيفارا في روساريو في الأرجنتين، وهو الأكبر بين خمسة أطفال في عائلة من أصول إيرلندية.

كان يعاني تشي من نوبات الربو الحادة منذ صغرة ولازمته طوال حياته، إلا أنه برع كرياضي وتمتع بالسباحة ولعب كرة القدم والجولف والرماية، بل أصبح أيضًا يقود الدراجات وأشتهر بأنه يعرف الكلل ولا الملل.

 

طفولته 

 

تعلم جيفارا الشطرنج من والده وشارك البطولات المحلية، وهو في عمر الأثني عشر عامًا، خلال فترة المراهقة وطوال حياته كان غيفارا متحمسا للشعر، وكان منزله يحتوي على أكثر من ثلاثة آلاف كتاب، مما سمح له أن يكون قارئا متحمسا وانتقائيا، وساعده ذلك على تكوين عقليته الخاصة.

 

التحاقه بكليه الطب 

 

التحق جيفارا بجامعة بوينس آيرس عام 1948م لدراسة الطب، وفي عام 1951م، أخذ إجازة لمدة سنة للشروع في رحلة يعبر فيها أمريكا الجنوبية على الدراجة النارية مع صديقه ألبيرتو غرانادو، وألف جيفارا كتاب يوميات دراجة نارية والذي أصبح الكتاب الأكثر مبيعًا كما وصفته نيويورك تايمز، حيث نال لاحقًا جائزة في 2004م عن فيلم مقتبس منه يحمل نفس الاسم، وفي نهاية هذه الرحلة وصل جيفارا إلى استنتاج بأن أمريكا اللاتينية ليست مجموعة من الدول المنفصلة، ولكنها كيان واحد يتطلب إستراتيجية تحرير على نطاق القارة. 

 

تخرجه وانضمامه للجماعات المسحلة 

 

وحصل على شهادة الطب في يونيو 1953م مما جعله رسميًا "إرنستو غيفارا". ومن خلال أسفاره إلى أمريكا اللاتينية، استنتج غيفارا وجود "اتصال وثيق بين الفقر والجوع والمرض" مع "عدم القدرة على علاج طفل بسبب عدم وجود المال" وأقنعت هذه التجارب التي يستشهد بها جيفارا، أنه من أجل "مساعدة هؤلاء الناس"، يحتاج إلى ترك مجال الطب، والنظر في الساحة السياسية بحثًا عن الكفاح المسلح.

 

الحياة العملية لجيفارا

 

وصل غيفارا إلى مدينة مكسيكو في مطلع سبتمبر عام 1954، وعمل في قسم الحساسية في المستشفى العام، وعمل كمصور صحفي لاتيني لوكالة الأنباء. خلال هذا الوقت جدد صداقته مع نيكو لوبيز وغيرهم من المنفيين الكوبيين الذين كان قد التقى بهم في غواتيمالا. 

 

انضمامه لحركة المقاومة 26 يوليو

 

في يونيو 1955، قدم له لوبيز راؤول كاسترو الذي عرفه في وقت لاحق بأخيه الأكبر فيدل كاسترو الزعيم الثوري الذي شكل حركة 26 يوليو وأصبح الآن يخطط للإطاحة بالديكتاتور باتيستا.

 

كان قد انضم كعضو لما يسمى بحركة 26 يوليو، على الرغم من أنه كان من المقرر أن يكون مسعف المجموعة القتالية، إلا أنه شارك في التدريبات العسكرية مع أعضاء الحركة. كان الجزء الرئيسي من التدريب يتمثل في تعلم تكتيكات الكر والفر في حرب العصابات، خضع غيفارا وغيره لتدريبات شاقة تشمل مسيرات طوال خمسة عشر ساعة في الجبال وعبر الأنهار وخلال شجيرات كثيفة، وتعلم وأتقن إجراءات الكمين والتراجع السريع. 

 

نجاح الثورة 

 

بعد نجاح الثورة على الفور تقريبا في 27 يناير 1959 ألقى تشي غيفارا واحدا من أهم خطاباته، حيث تحدث عن "الأفكار الاجتماعية لجيش المتمردين" وخلال هذا الخطاب أعلن أن الهم الرئيسي للحكومة الكوبية الجديدة هو "العدالة الاجتماعية والذي يأتى من إعادة توزيع الأراضي". 

 

جيفارا وزير للصناعة ورئيس البنك الوطني

 

حصل غيفارا بعد نجاح الثورة على وظيفة إضافية وهي منصب رئيس البنك الوطني والتي وضعت تشي في ذروة قوته إضافة إلى كونه وزير الصناعة وجعلته أهم رجل في الاقتصاد الكوبي.

 

كلمة جيفارا في الولايات المتحدة 

 

سافر جيفارا في عام 1964 لمدينة نيويورك على رأس الوفد الكوبي لإلقاء كلمة في الأمم المتحدة، وخلال كلمته الحماسية انتقد غيفارا عدم قدرة الأمم المتحدة لمواجهة السياسة "الوحشية ونظام الفصل العنصري" في جنوب إفريقيا وأعلن "ألا يمكن للأمم المتحدة أن تفعل شيئا لوقف هذا الأمر؟" ثم شجب جيفارا سياسة الولايات المتحدة تجاه السكان السود قائلا:

 

وقال جيفارا: "أولئك الذين يقتلون أطفالهم ويميزون بينهم كل يوم بسبب لون بشرتهم، الذين سمحوا لقتلة السود بالبقاء أحرارًا، وقاموا بحمايتهم، وإضافة إلى ذلك عاقبوا السود لأنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة بالعيش كرجال أحرار".

 

إعدامه 

 

فى الـ9 من أكتوبر 1967 عام  أمر الرئيس البوليفي رينيه باريينتوس بقتل غيفارا، وقبل لحظات من إعدام غيفارا سئل عما إذا كان يفكر في حياته والخلود.

 

 أجاب: "لا، أنا أفكر في خلود الثورة." ثم قال تشي غيفارا للجلاد " أنا أعلم أنك جئت لقتلي أطلق النار يا جبان إنك لن تقتل سوى رجل. " ثم أطلق الجلاد النار عليه، لتصيب جيفارا في الذراعين والساقين، ثم سقط على الأرض، وتقول الرويات إنه قضم رباط معصميه ليتجنب الصراخ، ثم أطلقت عدة أعيرة أخرى، مما أدى إلى إصابة قاتلة في الصدر.