الشهيد الحي.. حكاية الجندي عبدالجواد سويلم الذي فقد أطرافه في الاستنزاف واستمر على الجبهة حتى نصر أكتوبر
في ظل احتفال جمهورية مصر العربية بانتصارات أكتوبر العظيمة عام 1973 على العدو الصهيوني، يأتي الحديث دوما عن أبطالنا الذين ضحوا بأرواحهم وأنفسهم من أجل استعادة كرامتنا وإعادة سيناء.
بطولات عبدالجواد سويلم الشهيد الحي.
ومن بين البطولات التي لا تعد ولا تحصى نتذكر بطولة البطل جندي الصاعقة عبدالجواد سويلم الذي لقبه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بـ "الشهيد الحي" بعدما تعرض لبتر ساقيه ووذراعه الأيمن وطلب استكمال خدمته في الجيش المصري حتى النصر وهو ما تم بالفعل.
ونقدم لحضراتكم حكاية البطل عبدالجواد سويلم "الشهيد الحي" الذي قاتل في حرب أكتوبر وهو مبتور الساقين والذراع، تخليدًا لبطولات أبنائنا الذين دافعوا عن أرضنا واستعادوا تراب سيناء.
نشأة وميلاد عبدالجواد سويلم
ولد البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم الذي أطلق عليه الزعيمك جمال عبدالناصر في 26 إبريل 1947 بعزبة أبو عمر التابعة لمركز أبو صرير محافظة الإسماعيلية.
خدمة عبدالجواد سويلم
خدم عبدالجواد سويلم في السرية الاولى من الكتيبة 23 صاعقة إحدى الوحدات المشاركة فى حرب اكتوبر 1973 المجيدة، وهو مبتور الساقين والذراع الأيمن خلال حرب الاستنزاف.
العمليات التي نفذها عبدالجواد سويلم
اشترك جندي الصاعقة عبدالجواد سويلم في 18 عملية عبور خلف خطوط العدو وتمكن من تدمير 16 دبابة و11 مدرعة و2 بلدوزر وعربة جيب وأتوبيس يحمل جنود اسرائيلين. كما شارك رفاقه في تدمير 6 طائرات إسرائيلية خلال هجومهم على "مطار المليز" في عملية فاجأت العدو وأبهرت العالم.
إصابة البطل عبدالجواد سويلم
أصيب البطل عبدالجواد سويلم بصاروخ إسرائيلي نتج عنه بتر ساقيه وساعده الأيمن وفقد عينه اليمنى إضافة إلى جرح كبير في ظهره، ليقدم جسده فداءً للوطن رفضا لدخول العدو الصهيوني أرضنا.
قذف عبدالجواد سويلم
رصد طيار إسرائيلي عبدالجواد سويلم خلال عودته من إحدى العمليات بعد تنفيذ 18 عملية نوعية ضد إسرائيل وأطلق صاروخ جو أرض عليه ما أصابه ببتر في ساقيه اليمنى واليسرى وساعده الأيمن وفقد عينه اليمنى مع جرح كبيرغائر في الظهر.
رفض الفدائيين ترك زميلهم عبدالجواد سويلم رغم بتر ساقيه وذراعه والجرح الغائر في ظهره، ليحملوه إلى غرب القناة ويسيرون به 11 كيلو حاملين أطرافه معهم حسب رغبته، ليصلوا إلى الوحدة ويتم سعافه.
تفاجأ الطبيب بحالة عبدالجواد سويلم ليقرر استدعاء قائد الكتيبة الذي أمر بتحرك مدرعة لنقله إلى بورسعيد التي تبعد عنهم 25 كيلومترا إلا أنه رفض المجازفة بالمدرعة والجندي الذي يقودها لأن طريقها موازِ للقناة ولعى مرأى الإسرائيليين وكانت ستعرض لقذف.
حمل عبدالجواد سويلم إلى بورسعيد سيرا على الأقدام
أمر القائد اثنين بحمل عبدالجواد سويلم على "نقالة" ليسيروا به طوال الـ25 كيلو مترا محملين بمحلول ماء من أجل تركيبه له ليصلوا إلى المستشفى بعد 8 ساعات من المشي على الأقدام وهم يحملونه وتحت نيران كثيفة للعدو إلى بورسعيد وبعد ذلك تم نقله إلى مستشفى دمياط وبسبب إصابته الشديدة تم نقله على طائرة هيليوكوبتر إلى مستشفى الحلمية العسكري بالقاهرة ودخل في غيبوبة استغرقت 72 ساعة.
خضع عبدالجواد سويلم لعمليات كثيرة وتم تركيب أطراف صناعية للبطل وقرر التقرير الطبي منحه أجازة لمدة شهر وعرضه لإبعاده من الخدمة العسكرية ولكنه رفض هذا التقرير وقرر العودة إلى وحدته فإما الاستشهاد أو تحرير سيناء.
زيارة عبدالناصر للبطل عبدالجواد سويلم
علم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بقرار البطل عبد الجواد سويلم فطلبه في رئاسة الجمهورية وقال له: "إنت إللي ضربت مطار الملينز "؟ فرد: "نعم يا ريس.. والجيش يريد إنهاء خدمتي" ليطلب منه عبدالناصر البقاء قائلًا: "لا خليك.. مصر عوزاك".
عبور عبدالجواد سويلم قناة السويس والمشاركة في نصر أكتوبر
وعبر البطل عبدالجواد سويلم قناة السويس مع زملائه خلال حرب أكتوبر 1973 ليحقق حلمه بالانتصار على العدو الصهيوني واسترداد سيناء ولكنه بعد ذلك خرج من الخدمة العسكرية بصفة نهائية ليم تكريمه وينال أعلى الأنواط العسكرية.
تكريم الشهيد الحي
كرم جمال عبدالناصر البطل عبدالجواد سويلم ومنحه نوط الشجاعة العسكري كما كرمه الرئيس محمد أنور السادات والرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في الاحتفالات باليوبيل الفضي لانتصارات أكتوبر فقد كُرمت الصاعقة ممثلة في شخصه.
عبدالجواد سويلم ممثلا عن القوات المسلحة
واختارت القوات المسلحة المجند عبدالجواد سويلم واستدعته للاحتفال باليوبيل الفضي لنصر أكتوبر عام 1998 والحصول على ميدالية مقاتلى أكتوبر ليكون ممثلًا عن مليون و200 ألف جندى وهو عدد جنود القوات المسلحة إبان الحرب.
البطل عبدالجواد سويلم أيقونة مصرية خالدة
ويعتبر بطلنا الجندي عبدالجواد سويلم "الشهيد الحي" هو الجندي الوحيد بالعالم الذي حارب وكان على الجبهة رم أن نسبة عزه وصلت لـ100%، ليسطر اسمه بأحرف من ذهب في لوحة العزة والشرف والكرامة.