سلطان الجابر: استمرار الاستثمار في النفط والغاز ضرورة أساسية لضمان أمن الطاقة والنمو الاقتصادي المستدام
أكّد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك ” ومجموعة شركاتها، أنّ ضمان أمن الطاقة يعد عاملًا أساسيًا لاستمرارية النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام وإحراز التقدم في العمل المناخي.
جاء ذلك في الكلمة الرئيسية التي ألقاها معاليه خلال مشاركته في منتدى "إنرجي إنتليجنس" الذي عقد في لندن.. وقال فيها: " إن معنويات السوق لا تعكس الأسس الرئيسية الحقيقية والسعة الاحتياطية المحدودة ونمو الطلب بعيد المدى، وهذا بدوره يؤكد عدم جدوى السياسات التي تدعو إلى التخلي الفوري عن منظومة الطاقة الحالية قبل تطوير وتشغيل منظومة جديدة"، موضحًا أن العالم بحاجة إلى استثمارات كبيرة في مصادر الطاقة الهيدروكربونية التي سيعتمد عليها في المستقبل لاستمرار النمو الاقتصادي المستدام.
وأضاف مخاطبًا الحضور من رؤساء أكبر وأهم شركات الطاقة في العالم: " يعد أمن الطاقة ركيزة أساسية للتقدم في كل القطاعات، وباعتبارنا رواد قطاع الطاقة العالمي وفي ضوء المتغيرات التي يشهدها العالم، فقد أصبحت مسؤوليتنا في ضمان أمن الطاقة أكثر وضوحًا من أي وقت مضى".
وقال: "علينا الالتزام بتخفيف تأثيرات نقص إمدادات الطاقة العالمية، مع تركيز الجهود على التقاط وإزالة الكربون وليس وقف الإنتاج، كما يجب أن نتذكر على الدوام أن هدفنا هو خفض الانبعاثات وليس خفض معدلات النمو والتقدم".
وأضاف: "فيما يقترب موعد انعقاد الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف، ومع استعداد دولة الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من المؤتمر، نحن بحاجة إلى تبني نهج شامل يحتوي جميع أصحاب المصلحة والمعنيين، بمن فيهم خبراء قطاع النفط والغاز، وذلك لضمان التخطيط الناجح للانتقال في قطاع الطاقة".
وجدد معاليه التأكيد على أن دولة الإمارات، وتماشيًا مع توجيهات القيادة الرشيدة، حريصة على مد جسور التعاون والعمل مع جميع الشركاء للتخفيف من تأثير مصادر الطاقة الهيدروكربونية على المناخ، والبناء على خبرتها وريادتها على مستوى المنطقة كمُنتّج مسؤول وموثوق للطاقة منخفضة وعديمة الانبعاثات.
وأوضح أن "أدنوك" تنفذ استثمارات ضخمة لرفع سعتها الإنتاجية من "مربان"، الخام الرئيسي الذي تنتجه الشركة، والذي يعتبر واحدًا من أقل خامات النفط في الانبعاثات، حيث تقل كثافة الكربون فيه عن نصف المتوسط العالمي للقطاع. كما تخطط "أدنوك" لمضاعفة سعتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال ثلاث مرات لتصل إلى أكثر من 15 مليون طن سنويًا، مدعومةً بمحطة "أدنوك" لشحن وإنتاج الغاز الطبيعي والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 9.6 مليون طن في إمارة الفجيرة. وتعمل "أدنوك" في الوقت نفسه على التوسع في استخدام التقنيات المتطورة والاستفادة من الطاقة الشمسية المتجددة والنووية السلمية لخفض الانبعاثات الناتجة عن عمليات إنتاج النفط والغاز بنسبة 25% إضافية قبل نهاية هذا العقد. وبالتزامن مع هذه الجهود، تعمل "أدنوك" على وضع اللبنات الأساسية وإنشاء البنية التحتية لسلسلة القيمة لوقود الهيدروجين، والتوسع في استخدام تقنيات التقاط الكربون وتخزينه واستخدامه.
وباعتباره الحاصل على جائزة "شخصية العام التنفيذية في قطاع الطاقة من مؤسسة "إنرجي إنتليجنس" العام الماضي، قدم معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، نسخة هذا العام من الجائزة إلى سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة في دولة قطر، العضو المُنتدب والرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة، مشيدًا بدوره في توسعة وتطوير قطاع الغاز الطبيعي في قطر.
وأوضح معاليه أن سعادة سعد بن شريدة الكعبي يعد من قادة الإنتاج المستدام والمسؤول للطاقة، كما كان له دور رائد في جهود إزالة الكربون من سلسلة التوريد للغاز الطبيعي المسال في قطر، وتشجيع التوسع في استخدام الطاقة الشمسية.