محادثات غاز المتوسط بين لبنان وإسرائيل في مرحلة حرجة

أثناء قلق أوروبا بشأن أزمة الطاقة وأسعار الغاز، وصلت لبنان واسرائيل إلى مرحلة غير مباشرة بشأن حقول الغاز الطبيعي في المنطقة البحرية المتنازع عليها، في احتمالية أقرب من أي وقت سابق لتوصلهم إلى اتفاق قد يؤدي إلى استفادة كبيرة من موارد طاقة محتملة، ولكن إذا حدث أي خطأ فقد يؤدي إلى اندلاع حرب..

اتفاق أم حرب محتملة ؟ 

يشكل مثلث في مياه البحر الأبيض المتوسط بؤرة خلاف على حقوق التنقيب عن الطاقة بين لبنان واسرائيل، وتضم هذه المنطقة جزءًا من حقل غاز كاريش وجزءًا من حقل غاز قانا المحتمل، وتؤكد إسرائيل أن حقل كاريش يقع في مياهها الإقتصادية وأنه يقع خارج حدود لبنان التي تطالب به، لكن لبنان قالت إن حقل الغاز يقع داخل حدودها جزئيًا، في ظل توجيه عدة تهديدات من جانب حزب الله لإسرائيل.

فبعد أن أرسلت شركة إنرجيان سفينة إنتاج وتخزين إلى حقل كاريش في يوليو أطلقت جماعة حزب الله ثلاث طائرات استطلاع باتجاه السفينة لكن أسقطها الجيش الإسرائيلي، والخطوة المقرر إتمامها الآن هو البدء في الأعمال الأولى لاستخراج الغاز، وقد وصف حسن نصر الله زعيم حزب الله هذه الخطوة بأنها "خط أحمر"، في حين حذر بيني غانتس وزير الدفاع الإسرائيلي نصر الله من أي هجوم قائلًا: "إن الثمن سيكون لبنان".

وتقول أورنا مزراحي الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: "بالنسبة لإسرائيل، فإن الإتفاق على الحدود البحرية هو في الواقع حل لتهديد أمني استراتيجي"، وتؤكد على أهمية الإتفاق حتى ينهي مصدر الصراع المحتمل بين إسرائيل وحزب الله. وأضافت: "الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى منذ شهور وهو مستعد لكل سيناريو. ربما يستطيع نصر الله أن يفعل شيئا، ليس ضد منصة استخراج الغاز، ولكن على طول الحدود".

علمًا بأن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان بدأت قبل 10 سنوات عند اكتشاف رواسب قيمة من الغاز الطبيعي البحري، إلا أنها باءت بالفشل بين الطرفين، ويعتقد خبراء أن الإتفاق هذه المرة بات ممكنًا الآن. 

وثمة أنباء غير رسمية عن أن العرض الجديد يعتمد على نقل لبنان مطالبته الحدودية من الجزء الشمالي لكاريش مقابل السماح له بالسيطرة على قانا، وأن من الممكن أن تطلب إسرائيل حصة من أرباح قانا أو تعويضًا عنه.