في يوم السياحة العالمي.. دورات للحرف التراثية وتنمية السياحة بسيناء
نظم حزب حماة وطن بجنوب سيناء تحت رعاية المستشار محمد فتحى أمين التنظيم والدكتور وليد الهواري أمين الحزب بشرم الشيخ أمسية ثقافية سياحية مساء الثلاثاء 27 سبتمبر الجارى بنادى شرم الشيخ الرياضى الاجتماعي عرضت بها رؤى أمناء الحزب وحاضر بها خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار ورئيس لجنة الثقافة والآثار بالحزب بجنوب سيناء، وذلك فى إطار احتفال مصر بيوم السياحة العالمى التى تحتفل به منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة كاحتفالات دولية يوم 27 سبتمبر من كل عام وفى إطار استعددادات شرم الشيخ المدينة الخضراء لاستقبال أكبر مؤتمر عالمى "كوب-27" نوفمبر القادم.
مقترح تثقيفي
وقدّم الدكتور ريحان مقترحًا بعقد دورات تدريبية بشرم الشيخ لتدريب الشباب والأطفال ذوى الاحتجايات الخاصة وأهالى سيناء داخل الأودية والتجمعات البعيدة عن العمران على أعمال الحرف التراثية المختلفة لخلق فرص عمل لهم والترويج لمنتجاتهم وعمل معارض لها على هامش المؤتمرات التى تعقد بشرم الشيخ بصفة دائمة باعتبارها المدينة الأولى لسياحة المؤتمرات فى العالم
وعرض الدكتور ريحان لمقومات السياحة بسيناء بالصورة والمعلومة موضحًا أن سيناء كنز سياحى يمتلك كل مقومات السياحة فى مكان واحد ففى مجال السياحة الروحية فإن سيناء تمتلك ثلاثة طرق تاريخية دينية لها قيمة روحية فى كل الأديان وهى حسب التسلسل التاريخى طريق خروج بنى إسرائيل الذى يحكى مسار نبى الله موسى والمناجاة عند الشجرة المقدسة والتجلى حيث تجلى سبحانه وتعالى مرتين نورًا عند شجرة العليقة المقدسة ودك الجبل حين طلب نبى الله موسى رؤية المولى عز وجل ولقد كرّم الله سبحانه وتعالى جبل الطور وجعله فى منزلة مكة والقدس "والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين" التين 2، 3، والتين والزيتون ترمز للقدس وطور سينين وهو جبل الطور بسيناء والبلد الأمين هى مكة المكرّمة وانتقد علميًا بالأدلة الدينية والأثرية والتاريخية كل الآراء التى تنفى صفة القداسة عن الوادى المقدس طوى بسيناء ذاكرة أنه بأحد الجبال خارج سيناء
وأوضح أن الطريق الثانى هو طريق الحج المسيحى المعروف بسيناء منذ زيارة الإمبراطورة والقديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين لمعالم هذا الطريق فى القرن الرابع الميلادى وبناء كنيسة العذراء مريم فى أحضان شجرة العليقة المقدسة والصعود إلى جبل موسى ثم توجهت بعدها إلى القدس ومنذ ذلك الوقت أصبح هذا الطريق هو طريق الحجاج المسيحيون عبر سيناء إلى القدس، وهناك طريقين للحج المسيحى بسيناء طريق شرقى وطريق غربى، الطريق الشرقى هو للحجاج القادمون من القدس إلى جبل سيناء أما الطريق الغربى فيبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء
وأشار الدكتور ريحان إلى الطريق الثالث الذى يكمل منظومة تلاقى الأديان على أرض سيناء هو طريق الحج المصرى القديم إلى مكة المكرمة عبر وسط سيناء وهذا الطريق قد بدأ استعماله حين جاء السلطان الظاهر بيبرس واسترجع أيلة (العقبة حاليًا) من الصليبيين عام 665هـ -1267م واخترق طريق السويس عبر سيناء حتى أيلة وزار مكة وكساها وعمل لها مفتاحًا وأصبح هذا الطريق منذ ذلك الحين وحتى عام 1885م هو طريق الحج المصرى القديم
أهمية سيناء سياحيًا
ونوه الدكتور سيناء لأهمية سيناء فى السياحة البيئية أغلى أنواع السياحة فى العالم لتميزها بسمات بيئية متفردة ومناظر خلاّبة لا تتوفر فى كبرى البلاد التى تعتمد على السياحة البيئية والمناظر الطبيعية وتحقق منها مليارات الدولارات مثل تايلاند مؤكدًا أن جبال سيناء تشمل كل أنواع الصخور التى ذكرت فى القرآن الكريم فى سورة فاطر آية 27 "وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ" البيض وهى الأحجار الجيرية والحمر وهى الأحجار الرملية الحمراء بوادى فيران والجرانيت الأحمر وفى غرب سيناء يقع الجبل الأحمر الذى أطلق عليه هذا الاسم لحمرة تربته علاوة على الجبال الرمادية والخضراء تتخللها خيوط الذهب الذى استغلها المصريون القدماء فى صناعة أدوات الزينة والكؤوس كما تتميز سيناء بعيونها الطبيعية والكبريتية وآبارها وكهوفها الاستشفائية التى تخرج منها المياه الكبريتية فهى تمثل متحفًا طبيعيًا للفنون والجمال كما يأتى العالم بأسره لرؤية أجمل منظر شروق على قمة جبل موسى وأجمل منظر غروب بمدينة دهب، علاوة على المحميات الطبيعية التى تمتلك مقومات مناطق غوص وهجرات الطيور وأشجار المانجروف والكانيونات الملونة والجبال المقدسة ومنها محمية سانت كاترين ورأس محمد ونبق وطابا وسانت كاترين.
وبخصوص السياحة العلاجية أشار الدكتور ريحان لوجود الحمامات الكبريتية مثل حمام فرعون 240 كم من القاهرة على هيئة بركة بقوة 3000 متر مكعب فى اليوم الواحد، ويتدفق 15 عينًا كبريتية أسفل الصخور تتجاوز حرارتها 92 درجة مئوية وينزل الطالبون للاستشفاء في البحر بعيدًا عن فم النبع تجنبًا لحرارته، ثم يقتربون من النبع تدريجيًا وذلك لمعالجة العديد من أمراض العظام والأمراض الجلدية، كما اهتمت أسرة محمد على بتطوير المناطق السياحية في سيناء، حين زار الخديوى عباس الأول سيناء وأمر ببناء حمام فوق النبع الكبريتي بمدينة الطور وهب القبة التي تهدمت وبنيت بدلًا منها القبة الحديثة الحالية، ويقع الحمام شمال مدينة طور سيناء على بُعد 3 كيلو من المدينة، وتتدفق مياهه من خمسة عيون تصب في حمام على شكل حوض محاطًا بمبنى، وتستخدم هذه المياه الكبريتية الساخنة في شفاء العديد من الأمراض، منها الروماتيزم، والأمراض الجلدية والتهاب العظام والتئام الجروح ويعيد تنظيم طاقة الجسم لمقاومة أمراض الشيخوخة.
وتابع الدكتور ريحان أن سيناء تشمل سياحة العلاج بالرمال والأعشاب وطالب بإنشاء مراكز صحية للعلاج بالرمال بشمال سيناء ورأس سدر، والعلاج بالأعشاب حيث تحوى منطقة سانت كاترين 472 نوعًا من الأعشاب والنباتات الطبية منهم 42 نوعًامن النباتات النادرة، وهذه الأعشاب تحتاج إلى إنشاء معهد لبحوث النباتات الطبية بسانت كاترين يستوعب الباحثين من كليات الصيدلة والعلوم والزراعة ويخلق منظومة علمية متكاملة لدراسة البيئات الطبيعية لهذه النباتات والمواد الفعالة المستخلصة منها، وتعالج أعشاب سيناء العديد من الأمراض، ومنها الهنيدة للقضاء على الحصوة والأملاح والنقرس والساموا لعلاج السكر وطرد السموم، والجعدة للمسالك البولية والبكتيريا والوزن الزائد، والقيصوم لعلاج الصداع والرمد ومهدئ وزيت الأعشاب المكون من 40 نوعًا من العشب ويستخدم مساج للفقرات والمفاصل والخشونة وحساسية الجلد وشاي الروزماري لالتهاب اللوز والمفاصل ومهدئ للعضلات، واللصف الذي ينبت في شقوق الصخور لعلاج الروماتيزم بغلي أوراقه وتبخير المصاب به، والعاذر يشبه الزعتر لعلاج المغص.
وأشار عضو مجلس النواب السابق بسيناء غريب حسان أمين خليجى السويس والعقبة بحزب حماة وطن بأن الدولة تقوم حاليًا بإنشاء ثلاث منتجعات سياحية بسيناء لاستغلال مقومات السياحة العلاجية بسيناء.
وأكد المستشار محمد فتحى أمين التنظيم بجنوب سيناء أن فخامة رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسى أصدر أوامره لكل الوزرات للتعاون لخدمة السياحة كمصدر هام للدخل القومى وفتح فرص عمل جديدة للشباب وتنشيط كافة أوجه النشاط الاقتصادى.