خبير أثري: الشمس تتعامد على أبوالهول كأبوسمبل.. ونظرية جديدة عن "معبد الغرائب"
يُعد تمثال أبو الهول الأثري، وعلى الرُغم من الأبحاث العديدة التي دارت حوله، إلا أنه يظل ملهمًا للخيال مثيرًا للتساؤلات مهما طال الزمن، وعبر التقرير التالي نكشف حقيقة جديدة تتعلق بهذا التمثال العتيق.
عبقرية المصري القديم
ومن ناحيته قال المؤرخ المعروف د. بسام الشماع في تصريحات خاصة إلى الفجر، إن عبقرية المصري القديم بلغت مبلغًا راقيًا، حيث أثبت العالم الأميركي "مارك لينر" في دراسة له أن أشعة الشمس تمر على الكتف الأيمن لتمثال أبو الهول بالجيزة والمعروف باسم "حر إم آخت" إبان زمن الدولة الحديثة ومعناها "حورس فى الأفق"، حيث أكدت الدراسة أن مرور تلك الأشعة يحدث مرتين سنويًا الأولى في سبتمبر والثانية في مارس، أي أن لدينا حدثًا في القاهرة يشبه نفاذ الأشعة بأبوسمبل في الجنوب.
الاعتدال الخريفي
وأشار الشماع إلى تلك الظاهرة تتزامن مع ظاهرة فلكية طقسية وهي ظاهرة الاعتدال الخريفي والتي تحدث في سبتمبر، حيث تتساوى فترات الليل والنهار في اليوم الواحد وتسمى الـ Equinox أي الليل المتعادل أو المتساوي، مما يجعلنا نعتقد أنه ربما يكون المصري القديم قد درس ورصد هذه الظاهرة نادرة الحدوث وربما يكون قد نحت تمثال أبو الهول خصيصًا في هذا الموقع كي يتفاعل التمثال مع أشعة الشمس خلال وقت حدوث الظاهرة وهو تفاعل ترجمة وقصده أجدادنا
وبذا يستحق المصري القديم لقب أقدم فلكي عبقري في تاريخ العالم، ومن المعروف أن في رحلة الروح للمتوفي في طريقة إلى الأبدية يعبرها خلال ٢٤ ساعة تُقسم إلى ١٢ ساعة نهارًا حيث تظهر الروح و١٢ ساعة ليلًا، إذًا عرف المصري القديم تقسيم اليوم بأوقات متعادلة.
نفاذ أشعة الشمس
وتحدث تلك الظاهرة أيام 21 و22 سبتمبر من كل عام، حيث تدخل الشمس معبد أبو الهول الكائن أمام التمثال وتقسم المعبد لنصفين، ثم تستقر في نهايته على جزء من حائط المعبد الذي ربما كان مكانًا أو غرفة مقدسة كما يُعتقد، ومعبد ابو الهول مغلق لا يستطيع الزوار العاديين دخوله، ونتسائل هنا لماذا؟، كما أن المنطقة المحيطة بالتمثال ممنوعة على الزوار إلا بتصريح خاص من الوزارة.
معبد الغرائب
وتابع الشماع، من غرائب معبد أبو الهول، كما هو الحال فى معبد الوادي الملاصق له، أنهما معبدين بلا هيروغليفي، بلا نقوش ولا نحوتات ولا نصوص طقسية ولا مناظر دينية للملك والمعبودات الأسطورية كما هو الحال فى معابد مصر كلها.
تساؤل مشروع
والتساؤل هنا، لماذا معبدين بهذه الضخامة بلا هيروغليفي؟، وأجاب المؤرخ بسام الشماع، إما أن عوامل التعرية قد محت النقوش، وهذا شبه مستحيل فى حالتنا هذه، أو أن المعبدين تم تشييدهما قبل ابتكار الهيروغليفي مما يشير إلى أن المعبدين تم بنائهما قبل توحيد القطرين وقبل الأسرة الأولى وفى عصر ما قبل الأسرات بأيدى مصرية، وتم استخدامهما فى عبادة المعبود الأسد الذي كان قد تم تبجيلة في ثقافات مصرية ترجع إلى عصور ما قبل الأسرات، فلا مفاجأة إذن أن يكون التمثال المنحوت تمثال لأسد.
لوحة الإحصاء
وأضاف الشماع، أن نص لوحة الإحصاء، يؤكد أن الملك خوفو أعاد طلاء أبو الهول مما يركد قدم تمثال أبو الهول ليكون بذلك أقدم من خفرع، بل ومن الممكن أن يكون أقدم من خوفو نفسه، ولوحة الإحصاء تم نقلها منذ سنوات من مكانها في المتحف المصري بالتحرير إلى مكان مكان آخر وطالب الشماع بالكشف مكان عرضها الجديد.
نظرية جديدة
وقال الشماع إنه طبقًا لكل ما سبق من معلومات والتي قالها علماء كبار، ولكن بتجميعها إلى جانب بعضها البعض قد نصل إلى نتيجة مفادها أن أبو الهول قد يرجع تاريخ نحته إلى ما قبل اكتشاف الكتابة، وإلى ما قبل عصور الأسرات.