حاكم كردستان يلقي باللوم في الوفيات على “مؤامرة العدو” في اليوم الرابع من الاحتجاجات على وفاة شاب يبلغ من العمر 22 عاماً في الحجز
لليوم الرابع على التوالي.. مقتل ثلاثة فى احتجاجات كردستان إيران على مقتل "أميني"
أكد " إسماعيل زارع كوشا" حاكم إقليم كردستان الإيراني ، اليوم الثلاثاء، مقتل ثلاثة أشخاص، لكنه ألقى باللوم في مقتلهم على "مؤامرة العدو"، بحسب وكالة أنباء فارس الرسمية.
ونقل عنه قوله: "قُتل أحد مواطني مدينة ديفانداره بنوع من الأسلحة العسكرية التي لا يستخدمها أي من صفوف القوات المسلحة".
فيما ندد مسؤولون في الحكومة الإيرانية باليوم الرابع من الاحتجاجات بعد وفاة شابة كردية، أثناء احتجازها لدى الشرطة، زاعمين أن المتظاهرين وقعوا ضحية مؤامرة من أعدائها.
وتوفيت مهسة أميني يوم الجمعة بعد أن ألقت شرطة الآداب القبض عليها لعدم ارتدائها الحجاب والسراويل بشكل صحيح، وهي حادثة مأساوية أطلقت العنان للغضب في الشوارع ضد المعاملة غير الخاضعة للمساءلة، والوحشية أحيانًا، التي يتعرض لها النساء من قبل هذا الفرع من الشرطة. .
تظاهر المئات والحكومة تتهمهم بالتخطيط لخلق الاضطرابات
وأظهرت الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي خروج النساء والرجال إلى الشوارع في المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد للمساء الرابع على التوالي، وهم يرددون شعارات مناهضة للقيادة الدينية في إيران. .
وفي وقت سابق من اليوم، غرد " محسن منصوري" محافظ طهران، قائلا: “العناصر الرئيسية للنواة الأولية للتجمعات في طهران الليلة كانت منظمة بالكامل ومدربة ومخططة لخلق اضطرابات في طهران" ،مضيفاً أن حرق العلم، وسكب الديزل على الطرق، وإلقاء الحجارة، ومهاجمة الشرطة، وتدمير الممتلكات العامة،. ليست من عمل الناس العاديين.
تعتيم حكومي على عنف اشتباكات إقليم كردستان إيران
وعلى الرغم من صعوبة تقييم حجم العنف وعدد الاعتقالات ليلة الاثنين، تم نشر مقاطع فيديو للضرب والاحتجاجات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت جماعة حقوق الإنسان الكردية "هنغاو"، إنها وثقت مقتل ثلاثة أشخاص في مسيرات بإقليم كردستان في كل من بلدات ديفانداره وسقز ودهجلان.
وأضافت في بيان لها على تويتر أن 221 شخصا أصيبوا واعتقل 250 آخرين في إقليم كردستان حيث شهد أيضا إضرابا عاما طوال يوم الاثنين.
رغم الإجراءات الحكومية.. مخاوف من خروج كردستان عن السيطرة
ويعتبر هذا الجدل حساسا بالنسبة للرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الموجود حاليا في نيويورك لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة للمرة الأولى. وتحتج جماعات حقوق الإنسان في نيويورك على وجوده وتتخذ إجراءات قانونية ضده.
وألقى الجدل بظلاله على المحادثات المقرر عقدها اليوم بين "علي باقري" كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، وكبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، "إنريكي مورا".
وعلى الرغم من أن رئيسي أمر بإجراء تحقيق وأعرب عن تعاطفه الشخصي، إلا أن منتقديه يقولون إن دعمه السابق لشرطة الأداب الأكثر تدخلاً كشف عن انقسام حاد داخل المجتمع االإيراني.
وفي علامة على أن السلطات كانت قلقة من أن الغضب قد يخرج عن نطاق سيطرتها، قام " عبد الرضا بورذهبي " أحد مساعدي المرشد الأعلى للبلاد،، بزيارة لمدة ساعتين إلى منزل عائلة أميني يوم الاثنين.
وقالت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء، إن "بورذهبي" أبلغ عائلة أميني أن جميع المؤسسات ستتخذ إجراءات للدفاع عن الحقوق التي تم انتهاكها وأنه متأكد من أن خامنئي "تأثر وألم أيضا" بوفاتها.
فيما علق مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على الأحداث في بيان، بأن النظام عازم على القول بأن وفاتها في حجز الشرطة ليس بسبب أي ضرب، ولكن نتيجة لحالة مرضي موجودة مسبقًا، وعملية أجريت لها عندما كانت في الخامسة من عمرها.
وأضاف البيان أن شرطة الأخلاق الإيرانية قامت بتوسيع دورياتها في الأشهر الأخيرة، مستهدفة النساء لعدم ارتداء الحجاب الإسلامي بشكل صحيح.
وبغض النظر عن النتيجة، فمن الواضح أن قطاعات من المجتمع الإيراني قد نفد صبرها تجاه شرطة الأخلاق، بحجة أن العديد من النساء عانين لفترة طويلة من جراء الإعتداء عليهن واحتجازهم وتعرضهن للتعذيب.