"من الاحتلال للاعتراف لمصادرة الأموال".. كيف يتعامل بايدن مع طالبان؟
جاءت الذكرى الـ21 لهجمات 11 سبتمبر بخبر أفزع الشعب الأفغاني، وهو احتمالية تحويل نسبة من أموال البنك المركزي الأفغاني المجمدة بالولايات المتحدة إلى ذوي ضحايا هذه الهجمات، وذلك بالرغم من عدم ثبوت مسؤولية أي جهة أفغانية عنها، ومن خلال هذا التقرير ترصد جريدة "الفجر"، الموقف القانوني لهذا الأمر وحقيقة إتهام حركة طالبان بالتورط في التفجيرات ومصير الأموال المجمدة حتى هذه اللحظة.
فرار الحكومة الأفغانية وتجميد أموالهم
بعد سيطرت "حركة طالبان" على الحكم في أغسطس 2021، فر قادة الحكومة الأفغانية من البلد تاركين ورائهم في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أرصدة البنك المركزي الأفغاني بـ 7 مليارات دولار، وأعلن البيت الأبيض في فبراير 2022، أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" أصدر قرارًا بتجميد أرصدة البنك الأفغاني في المؤسسات المالية بالولايات المتحدة الأمريكية وتحويلها إلى حساب البنك الفيدرالي.
وفي السياق نفسه قال مصدر أمريكي مسؤول بإن إدارة جو بايدن تحاول تسهيل الوصول إلى 3.5 مليار دولار لدعم الشعب الأفغاني ومستقبل أفغانستان مانعه وصول حركة طالبان إليها، وبموجب الأمر السالف ذكره فإن الـ3.5 مليار دولار سوف تبقى في الولايات المتحدة كرهن دعاوى قضائية رفعها ضحايا إرهاب أمريكيون إلى جانب عدد من ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001 ضد طالبان.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في يوليو أن وفدًا أمريكيًا ناقش مع مسؤولين في حركة طالبان جهود الإفراج ع ن مليارات الدولارات من احتياطات البنك المركزي الأفغاني، ومن ناحية أخرى أخذت حركة طالبان تطالب بحقها في الحصول على الأموال المجمدة، وشهدت القضية تطورًا ملحوظًا عندما أوصت القاضية، سارة نتبرن، بعدم السماح لضحايا هجمات 11 سبتمبر بالحصول على أصول بمليارات الدولارات بالبنك المركزي الأفغاني وفقًا لأحكام قضائية حازوا عليها ضد طالبان مشيرة إلى أن البنك المركزي مخصص من الاختصاص القضائي، والسماح لهم بالحصول على الأصول يعتبر إعترافًا قاطعًا بحركة طالبان باعتبارها الحكومة الأفغانية، وهو أمر لا يستطيع فعله سوى الرئيس الأمريكي.
طالبان ليست المتهم الأول
وبحسب رئيس مركز أفغانستان للدراسات والإعلام "فضل الهادي وزين"، قال واصفًا إن قرار إدارة بايدن بتسليم نصف الأموال المجمدة لضحايا هجمات 11 سبتمبر بأنه عقاب للشعب الأفغاني الذي يعاني فعليًا من أزمات مالية كبيرة.
وتؤكد طالبان أن توافد هذه القرارت الأمريكية دون وجود أي دلائل على تورط حركة طالبان في الهجمات رغم مرور 21 عامًا على وقوعها، مضيفة أن لا علاقة لها بالتفجيرات التي نفذها " تنظيم القاعدة" منذ عام2001، كما تعهدت طالبان بإجراء تحقيق دولي مع المتهمين في الموجودين في أفغانستان حينها.
كما يشير بعض الباحثين الدوليين إلى أن المتهمين الأصليين في التفجيرات لم يكونوا في أفغانستان، وأن الولايات المتحدة لا تتهم طالبان بشكل مباشر بل القاعدة المتهم الأول إلى جانب مساعدة طالبان.
من هم طالبان الذين فشلت أمريكا في القضاء عليهم
بدأت حركة طالبان تظهر في أوائل التسعينيات من القرن الماض، شما باكستان، فور انسحابقوات الإتحاد السوفيتي السابق من أفغانستان، وبزغ نجمهم في أفغانستان عام 1994، وتتكون معظم عناصرها من البشتون، وحينها أخذت تحلم طالبان في أن تتغلغل لتطبيق الشريعة الصارمة فور وصولها لسدة الحكم بإطلاق الرجال لحاهم وإرتداء النساء النقاب إلى جانب الإعدامات العلنية للمتهمين في جرائم القتل والزنا وبتر أيدي من ثبت إداناتهم بالسرقة.
ورغم نفي باكستان أنها من أسست طالبان، إلا أنه يوجد شط كبير أن الصفوف الأولى التى انضمت إلى طالبان قد تلقوا تعليما في المعاهد الدينية الباكستانية، وبعدها أخذت قوة طالبان تزداد لدرجة أنه إمتد نفوذهم جنوب غرب أفغانستان، وأستولت على إقليم هرات الذي يحد إيران عام 1995، وبعد عام من هذا التاريخ أستولواعلى العاصمة ألأفغانية كابل بعد الإطاحة بنظام حكم الرئيسبرهان الدين رباني ووزير دفاعه أحمد شاه.
وسيطرت طالبان على نحو90% من أفغاستان بحلول عام 1998، ووجهت إليهم العديد من الإتهامات حول انتهاكات حقوق الإنسان وكان أبرز مثال عام 2001 عندما دمرت تمثال بوذا في باميان وسط أفغاستان.
انهيار نظام طالبان والعودة من جديد
غزت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في السابع عشر من أكتوبر 2001 أفغانسان وكان الأسبوع الأول من ديسمبر بمثابة ضربة قاضية للنظام الطالباني، ولاذ الملا عمر ومساعدوه بالفرار، لتستعد طالبان من جديد وتظهرفي ثوب التوسع في نطاق أكبر وبالفعل امتد نفوذها إلى مطرد، مما جعل مساحات كبيرة من أفغاستان غير آمنه وعاد العنف إلى ذروته.
وأدي تراجعهم من جديد إلى الحد من خسائرهم البشرية والمادية والعودة بروح الثأر، وهناك العديد من الهجمات التي شنتها طالبان في الأعوام الأخيرة مثل الهجوم على قاعدة كامب بلستيون التابعة لحلف شمال الأطلسي " الناتو" في سبتمبر 2012، وفي الشهر نفسه سلم الجيش الأمريكي السلطات الأفغانيةالإشراف على سجن "باغرام" الذي يضم 3 الآف مقاتل من طالبان.
وفرضت حركة طالبان سيطرتها الكاملة على العاصمة كابل الأفغانية بعد ما يقرب من 20 عام من إطاحة القوات الأمريكية بالإطاحة بالحكم المتشدد، ولكن بعد الإتفاق بين طالبان والولايات المتحدة وحلفاؤها في شمال الأطلسي بعدم السماح للقاعدة أو أي جماعة متطرفة تسيطرعلى المناطق التى تمس سيادتها مقابل سحب الولايات المتحدة قواتها.
ووضع الرئيس الأمركي جو بايدن أن الموعد النهائي لسحب القوات الأمريكية بالكامل في الذكري السنوية لهجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة، وردت حركة طالبان على ذلك أن وجود أي قوات أجنبية بعد الموعد النهائي في أفغاستان ستكون معرضة للخطر بصفتها " محتلة"