من هي الأميرة زائدة الجدة المسلمة للعائلة الملكية البريطانية

توفيت الملكة إليزابيث الثانية، أطول ملوك بريطانيا جلوسا على العرش، عن عمر يناهز 96 عاما، بعد سبعين سنة في الحكم، حيث أنها كانت قد اعتلت العرش في عام 1952.

وتحدث العديد من الأشخاص، على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، علي امتداد نسب الملكة الراحلة إلى آل بيت رسول.

لذا توضح "الفجر" التفاصيل الكاملة حول حقيقة نسب الملكة إلي ال بيت رسول الله، ووجود صلة حلقة الربط بين الاميرة زائدة والملكة اليزابيت.

الأميرة زائدة

الأميرة زائدة أميرة مسلمة عاشت في أشبيلية في القرن الحادي عشر، وهي إحدى أسلاف العائلة المالكة البريطانية، حيث عاشت زائدة حياة رغيدة في بلاط بني عباد في إشبيلية من خلال زواجها من الأمير الفاتح بن المعتمد.

 يعتقد الكثيرين أن زائدة هي ابنة لأمير، وأظهرت الدراسات الحديثة أنها على الأغلب من خارج الدائرة الداخلية للعائلة المالكة التي لم تدخلها إلا من خلال هذا الزواج.

قدوم زائدة لبلاد الاندلس 

وفي عام 1040 ميلادية، احتل بنو عابد  بلاد الأندلس، حيث كانت إسبانيا تحت حكم السلالة الأموية لثلاثة قرون، وتحت حكم المعتمد، عمّ الأميرة زائدة، شهدت إشبيلية عصرًا ذهبيًا في الثقافة والأدب، وكانت قبلة الشعراء، في جميع أنحاء العالم الإسلامي، ومن بينهم ابن حمديس الصقلي، وحتى المعتمد نفسه الذي كان أميرا شاعرا.

غزو إشبييلية ورحيل وأسر زائدة 

في 1091 ميلادية، تم غزو إشبيلية من قبل جيش المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين، وتم نفي الأمير المعتمد إلى أغمات، بالقرب من مراكش في المغرب حيث توفي هناك بعدها بفترة قصيرة، وفرت زائدة من حصار المرابطين القاسي الذي قتل فيه زوجها المأمون.

ففي خلال هروبها بحثا عن مكان، تم أسرها، ثم ارسلت إلى بلاط قشتالة في توليدو (طليطلة)، حيث سوف تجبر على عيش حياة جديدة ومختلفة.

زواج زائدة من ألفونسو

كما إنه لم يكن مرحبا بزائدة في البلاط القشتالي، حيث اروادو إرسالها إلى المغرب لتنضم إلى أقاربها في المنفى، ولكن برغم العلاقة بين ألفونسو والأميرة المسلمة، لم يتم إرسالها.

وفقا للمؤرخ التونسي من القرن الثالث عشر، ابن الكردبوس التوزري، كان ألفونسو السادس يتطلع إلى أن يصبح الحاكم الوحيد لشبه الجزيرة الإيبيرية، بما في ذلك الأراضي الإسلامية، بدأ الحاكم القشتالي المتعجرف في تصوير نفسه على أنه "إمبراطور الديانتين" أي الإسلام والمسيحية!

اعتناق المسيحية

كانت مكانة زائدة في البلاط غير مفهومة بشكل جيد من قبل المعاصرين المسيحيين في إسبانيا، فبعض النصوص تشير إليها على أنها كانت خليلة أو عشيقة الحاكم الإسباني.

ووجود الأميرة المسلمة في البلاط المسيحي موضوعًا حساسًا في حد ذاته، فإن قرار ألفونسو السادس بجعل زائدة زوجته الشرعية لا بدّ ان تتحول زائدة إلى المسيحية.

زواج زائدة من ألفونسو ملك أسابنيا

تحولت زائدة بعدها إلى المسيحية، بعد ولادة سانشو، ابن ألفونسو السادس الوحيد، وهو كان العامل الحاسم وراء كل ذلك، واستخدمت اسم ايزابيل، الذي كنّيت به لاحقًا سليلتها الشهيرة إيزابيلا ملكة إسبانيا.

قضت زائدة نحبها في غرفة نومها بعد أعوام،  حيث ماتت الأميرة وهي تلد طفلًا آخرًا من الطفلين اللذين حملت بهما عن طريق ألفونسو السادس.

وصول أحفاد زائدة إلى الشواطي الانجليزية

وصلت سلالة زائدة إلى الشواطئ الإنجليزية بعد ارتباطها بألفونسو السادس ملك ليون-كاستيل، ثم انحدرت من نسلهم إيزابيل بيريز أميرة قشتالة، التي أرسلت في القرن الرابع عشر إلى إنجلترا للزواج من إيرل كامبردج، ريتشارد كونسيرج، ومنها إلى ولادة الملكة اليزابيت الثانية.