مسؤول عسكري يقول إنه لن يتم معاقبة أي شخص بعد التحقيق في إطلاق النار على صحفية الجزيرة
ربما قتلت عن طريق الخطأ.. تل أبيب تغلق ملف استشهاد "أبو عاقلة"
زعم مسؤول كبير في جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، أن هناك احتمالاً كبيراً بتعرض الصحفية الراحلة "شيرين أبو عاقلة" لإطلاق نار عن طريق الخطأ من قبل جندي إسرائيلي، " قائلا:"وبالطبع لم يعرف أنها كانت صحفية".
وكشف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بموجب إرشادات الإحاطة العسكرية بحسب هيئة الإذاعة البريطانية، أن المحققين تحدّثوا إلى الجندي المتورط، وأخبرهم بما فعله وأنه إذا كان تورط في قتلها فقد جري ذلك عن "طريق الخطأ".
وأردف: "أريد أن أؤكد على بيئة القتال التي كان هؤلاء الجنود فيها، كانوا في مركبة مصفحة محاصرين بنيران متعددة الأبعاد من كل اتجاه".
رفض فلسطيني لرواية الاحتلال
ألقى الفلسطينيون باللوم في استشهاد "أبو عاقلة" على حكومة الاحتلال التي أشارت في البداية إلى أنها ربما قتلت بنيران مجموعات ارهابية، لكنهم قالوا في وقت لاحق إن جنديًا بجيش الاحتلال ربما أصابها عن طريق الخطأ خلال تبادل لإطلاق النار.
وانتقدت عائلة "أبوعاقلة" في بيان لها نتائج التحقيق، متهمة جيش الاحتلال بطمس الحقيقة والتهرب من المسؤولية،كما كررت الأسرة دعوتها لإجراء تحقيق أمريكي مستقل وفتح تحقيق من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
وقال البيان: “عائلتنا ليست متفاجئة من هذه النتيجة، لأنه من الواضح لأي شخص أن مجرمي الحرب الإسرائيليين لا يستطيعون التحقيق في جرائمهم. ومع ذلك، مازلنا نشعر بالألم الشديد والإحباط وخيبة الأمل".
واشنطن تعلق على نتائج تحقيق تل أبيب
وطالبت الولايات المتحدة، اليوم، حكومة الاحتلال بتحديد المسؤولين عن مقتل الصحفية الفلسطينية "شيرين أبو عاقلة"، رغم إصرار جيش الاحتلال على استحالة تحديد مصدر الرصاصة.
ووفقا لما جاء فى قناة روسيا اليوم ، فقد أقر جيش الاحتلال بأن هناك "احتمالاً كبيراً" بأن يكون أحد جنوده قد أطلق خطأً الرصاصات التي قتلت ابو عاقلة في مايو الماضي.
وقال "نيد برايس" المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان: "نشدد مجددا على أهمية تحديد المسؤولين في هذه الحالة، تحديد المسؤوليات يجب أن يشمل السياسات وإجراءات التحقيق لمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل".
أحداث استشهاد الراحلة
شن جيش الاحتلال عمليات مداهمة المنازل والاعتقال في الضفة الغربية بعد موجة من الهجمات التي شنّها فلسطينيون وعرب 48 في شوارع الأراضي المحتلة أسفرت عن مقتل 18 شخصاً، وقتل خلالها ضابط بجيش الاحتلال بالرصاص في جنين .
وكانت أبو عاقلة ترتدي سترة واقية من الرصاص كتبت عليها كلمة "صحافة" وخوذة واقية عندما أصيبت برصاصة في وجهها أسفل خوذتها في مدينة جنين.
وفي البداية زعم مسؤولون على رأسهم "نفتالي بينيت" رئيس الوزراء آنذاك، أن "أبو عاقلة" ربما قتلت برصاص مسلحين فلسطينيين ومع تزايد الضغط من أجل إجراء تحقيق شفاف، قال جيش الاحتلال في وقت لاحق إن إطلاق الجنود النار كان أحد "احتمالين" لمقتلها، والآخر هو إطلاق النار من قبل مسلحين فلسطينيين.
وأفاد شهود عيان ومسؤولون فلسطينيون بأنها قتلت برصاص قوات الاحتلال وهو الموقف الذي أيدته الأمم المتحدة في وقت لاحق وعدة تقارير دولية أخري، كما وجدت مراجعة أمريكية أنه "من المحتمل" أن يكون الجنود الإسرائيليون قد أطلقوا الرصاصة عمداً.
وقد حظيت المراسلة البالغة من العمر 51 عاماً بإعجاب الفلسطينيين والعالم العربي الأوسع على مدى ثلاثة عقود من التغطية من المنطقة، وحظي نبأ استشهادها باهتمام عالمي وأصبح رمزاً للانتهاكات اليومية التي يواجهها المدنيين الفلسطنيين أثناء توغلات قوات الاحتلال.