قُتل ما لا يقل عن 30 شخصًا وجُرح المئات في اشتباكات تتعلق بالنفوذ السياسي لإيران

عقب ليله دامية.. لماذا تتقاتل الميلشيات المسلحة الشيعية فى العراق؟ (تقرير)

تقارير وحوارات

أنصار مقتدى الصدر
أنصار مقتدى الصدر

شهدت مختلف مدن العراق منذ أمس معارك دامية، وذلك عقب تدخل "عصائب أهل الحق"  التابعة للحشد الشعبي الموالي لإيران، واقتحامهم لمناطق اعتصام أنصار رجل الدين الشيعي "مقتدي الصدر"، وهو الأمر الذي استدعي لتدخل عناصر من مقاتلي "سرايا السلام" الجناح العسكري للتيار الصدري

وقال المسؤولون الأمنيون إن الاشتباكات وقعت في وسط البصرة، مركز إنتاج النفط الرئيسي في العراق مشيرين إلى أنها اندلعت بين مقاتلين من "سرايا السلام"، الجناح العسكري لتيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر و"عصائب أهل الحق"، أحد فصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران.

وقتل 30 شخصا وأصيب حوالي 600 من أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر خلال المواجهات التي اندلعت أمس الاثنين واستمرت قرابة 24 ساعة في المنطقة الخضراء شديدة التحصين والتي تضم مقار الحكومة وبعثات دبولماسية، بين أنصار الصدر من جهة، وعناصر من القوى الأمنية والحشد الشعبي من جهة ثانية.

 

من هو مقتدى الصدر؟

يعد "الصدر" أحد أبرز الشخصيات في العراق منذ الغزو الأمريكي للاطاحة بنظام صدام حسين، وقد اكتسب قاعدة شعبية كبيرة بين الفقراء العاملين الشيعة وبعض الطبقات الوسطى، وأخذ يواجه النفوذ الإيراني في العراق ويدعو إلى إعادة حقوق السُنّة في البلاد ودوما ما كانت علاقته متقلبة مع طهران وغير مفهومة، كما طالب بمغادرة كل القوات الأجنبية بما في ذلك إيران. 

 

 

ماذا يحدث في بغداد والمدن العراقية الأخرى؟

بعد المواجهة لعدة أشهر، تقاتل الجماعات الشيعية بعضها البعض في جميع أنحاء البلاد، وتتركز المعارك بشكل رئيسي في المنطقة الخضراء ببغداد والتي كانت تؤوي القوات الأمريكية في السابق، وتعد استقالة " الصدر" شرارة الاضطرابات وذلك بعد أن ساد شعور المواطنيين بالإحباط من الحياة السياسية.

 

 

 

 

 الخلفية السياسية للاضطرابات

 

كان أداء كتلة الصدر السياسية قوياً في الانتخابات التي جرت قبل 10 أشهر، في حين كان أداء الكتل الشيعية المنافسة المدعومة من إيران ضعيفاً، ولكن المواجهة التي اندلعت منذ ذلك الحين فشلت في تشكيل ائتلاف يمكنه تشكيل حكومة في البرلمان المؤلف من 329 مقعدا. 

وقال الصدر إنه سيترك السياسة ويغلق كافة المؤسسات الصدرية بعد فشل جهود تشكيل الحكومة، ولا يعتبر سلوك الصدر بالغريب ، حيث سبق له أن قدم استقالته سبع مرات من قبل في مواقف سياسية مختلفة.

 

 

 

 دور إيران في السياسة العراقية

إيران والعراق دولتان ذات أغلبية شيعية، ومنذ عام 2003 كان لإيران وجود متزايد في البلاد، فقد دعمت الجماعات الشيعية بقوة، بما في ذلك التيار الصدري، خلال الحرب الأهلية، في حين قامت ببناء وكلاء لها مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله كميليشيات قوية تعمل خارج هياكل الدولة. 

وفي الوقت نفسه، أنشأت موطئ قدم لها في البرلمان العراقي وفي مختلف أجهزة الحكومة.

 

 

ما الذي ينتظر العراق ؟

من خلال مواجهة الصدر بهذه الطريقة، من المحتمل أن تكون إيران قد فتحت معركة لا يمكنها الفوز بها، ويستطيع الصدر أن يحظى بولاء ما يقرب من 7 ملايين شيعي في جميع أنحاء البلاد، ولديه إمكانية الوصول إلى مخابئ كبيرة من الأسلحة،

 

 إن نتائج تلك المواجهات سوف تتحدد بمدى قدر "الصدر" في محاولاته لأسقاط النظام الذي جيش له الأنصار بالآلاف والعشائر والطبقات الاجتماعية