حاسبوا “المحرضين” قبل فوات الأوان
قبل انطلاق مباراة الأهلى مع الإسماعيلى والتى أقيمت على ملعب الجيش ببرج العرب تفاجأ الجميع ببعض جماهير الإسماعيلى قامت بإيقاف الحافلة الخاصة بجماهير النادى الأهلى ثم ألقت عليها بعض الحجارة بهدف إيذاء أفراد المجموعة ومرت الأمور بسلام ووصلت الجماهير إلى ملعب المباراة ثم اشتعلت الأوضاع على السوشيال ميديا حتى الآن.
قرار بعض جماهير الإسماعيلى والتى بالتأكيد لاتمثل السواد الأعظم من جمهور المدينة الجميلة لم يأت وليد الصدفة ولا لم يكن الأول وللأسف لن يكون الأخير، المخطئ سيحاسب بالطبع ولكن هل المخطئ المقصود هو بعض الصبية التى قامت بإلقاء بعض الحجارة على حافلة جماهير الأهلى أم أن هناك العديد من العوامل التى أوصلت الأمور إلى هذا المشهد العبثى.
بالتأكيد أول المتهمين فى وصول الأمور إلى هذا المنحنى غير الجيد هى البيئة الرياضية غير الصالحة تماما والتى تنبت كل يوم ببعض مثيرى الفتنة عبر شاشات الفضائيات فتارة نجد إعلاميين ولاعبين كبارًا حاليين وسابقين يتحدثون ليلا نهارًا عن إمكانية ذهاب الأهلى للعب فى مدن القناة وهو القرار الأمنى البحت الذى تم معه عدم لعب الأهلى لمبارياته فى مدن القناة الإسماعيلية وبورسعيد منذ حادثة ستاد بورسعيد المشئومة، وتجد بعض الأبواق تتحدث بسخرية أن الأهلى وجمهوره وإدارته تخشى اللعب فى مدن القناة وكان الأمر بيد مجلس إدارة النادى الأهلى ثم تطور الأمر إلى التراشق غير المسبوق عبر السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعى بين جمهور الفريقين حتى أصبح الحديث عن عدم لعب الأهلى فى مدن القناة هو الشغل الشاغل لبعض المحللين فى القنوات الفضائية ومنها قنوات الأندية.
الأمر الثانى هو اللهجة التحريضية الواضحة للجميع من بعض المسئولين عن الرياضية المصرية من لاعبين وإداريين ورؤساء أندية كبار يتحدثون عبر الفضائيات وعبر صفحاتهم الشخصية لزرع فتنة جديدة بين جماهير الكرة المصرية دون مراعاة لأى اعتبارات أمنية.
الأمر الثالث عدم معاقبة المخطئ بشكل جزرى والاكتفاء بالغرامات المالية المحدودة التى لاتمثل أى عبء على مورديها ليعود الخطأ من جديد ويتكرر بشكل أكبر وأكبر.
الآن وبعد أن اقتربت الأمور من نقطة العودة إلى سيناريوهات الشغب التى لفظتها الملاعب المصرية وبعد أن نجحت المنظومة الأمنية فى إعادة الجماهير بشكل تدريجى إلى المدرجات وظهرت فئة جديدة من الجمهور بشكل أكثر احترامًا وأصبح المشجع يحضر إلى المدرجات من خلال شركة تذكرتى التى لعبت دورا مهما فى إعادة الحياة إلى المدرجات المصرية نجد البعض يسعى بشتى الطرق إلى أحداث الفتنة والوقيعة من جديد وإعادة الأمور إلى ماكانت عليه فى الماضى القريب، اليوم وقبل فوات الأوان حاسبوا المحرضين وامنعوهم من الظهور وتحريض الجماهير قبل أن نستيقط فى يوم على كارثة كروية جديدة.