تعرف علي الطريقة الصحيحة للتعامل مع كذب الأطفال
يلجأ العديد من الأطفال للكذب لحل مواقف يعجز عن الرد عليها؛ لذا يجب على الوالدين مساعدة أطفالهم على حلّ المشكلات التي يواجهونها، وإشراكهم في التفكير في الحل المناسب، حتّى يستفيدوا من نصائحِ الوالدين وإرشادهما فيصبحوا أكثر قدرة على البحث عن حلول للمشكلات بدلًا من الكذب بشأنها، وفي المرّات القادمة سيشعرون بأنّهم عندما يرتكبون خطئًا ما فإنّ البحث عن طريقةٍ لتصحيح الخطأ هي الوسيلة الأفضل للتخلّص من المشكلات.
ووفقًا لدراسة نشرها مؤخرًا موقع “laviedesreines ” من المهم للغاية أن تفهم سبب كذب طفلك وتساعده في التغلب على السبب الذي يقف وراء الكذب.
الأسباب التي تدفع طفلك للكذب:
أولًا؛ هناك الكثير من الأطفال الذين يخشون العقاب فيلجئون للكذب، نعم! الخوف هو السبب الأكثر شيوعًا وراء كذب الأطفال، وبمجرد أن يستوعب الأطفال في داخلهم الآليات الأولى للسبب والنتيجة يفهمون أن بعد الخطأ عواقب لا محالة، لذلك من المنطقي إنكار الخطأ لتجنب عواقبه. وفي العائلات التي يُعاقب فيها الأطفال بشكل أكثر قسوة، يكون الطفل أكثر عرضة للكذب.
ثانيًا؛ كثير من الأطفال يكذبون لأنهم لا يريدون أن يخيبوا آمال والديهم، وإنهم يفهمون توقعات آبائهم لكنهم لم يتمكنوا من تلبيتها.
ثالثًا؛ السعي للحصول على إعجاب الآخرينَ واحترامهم، خاصةً إذا كانوا يُعانون من ضعفٍ في الثقة بأنفسهم.
رابعًا؛ الرغبة في تجربة سلوك جديد ومعرفة نتائجه وردّة فعل الآخرين عليه.
كيف تتعامل مع طفل يكذب؟
كن هادئًا
يمكن أن يساعدك الصراخ أو الشتائم على التخلص من التوتر، ولكن طفلك قد يخاف من مثل ردود الفعل هذه، وعليك التحكم في ردود أفعالك تجاه سلوك طفلك غير المحبب. وعندما يعرف الطفل أن رد فعل أحد الوالدين سيكون قويًا للغاية فمن المرجح أنه سيقوم بالكذب وبدلًا من معاقبة طفلك على ما حدث بالفعل من الأفضل إيجاد الحلول معًا، ولكن هذا لا يعني أن طفلك لا يجب أن يشعر بالعواقب، بل يعني فقط أنه يجب أن تتاح له الفرصة ليعترف بخطئه ويقر بذنبه.
البحث عن سبب الكذب
بدلًا من تأنيب طفلك وهو يكذب استمر في سؤال نفسك عن سبب كذبه، وبنبرة هادئة ومهتمة اسأل طفلك عما إذا كان ما يقوله صحيحًا حقًا أم أنه مجرد قصة.
المدح وسيلة فعالة
عندما يعترف طفلك بشيء يجعله يشعر بعدم الارتياح فهذا إنجاز كبير، حيث يواجه طفلك مخاوفه ويتقبل العواقب، وهذا جدير بالثناء. إنها أيضًا علامة على الثقة بالنفس، خاصة عندما يعترف طفلك بالكذب.
تعزيز الصدق
يهدف تعزيز الصدق وأهميته لدى الأطفال إلى التقليل من عادة الكذب لديهم، فإذا قاموا بفعلِ شيءٍ قد يضطرّونَ بسببه للكذب فإن دور الأهل حينها منحهم المجال لشرحِ دوافعهم وفهمها، بدلًا من معاقبتهم مباشرةً ممّا يجعلهم يلجؤون للكذب بدلًا من قول الحقيقة، بدلًا من معاقبتهم بشكلٍ مباشرٍ بسبب كذبهم، كما يُمكن تعزيز الصدق لدى الأطفال بمدحهم عندما يقولون الحقيقة حتّى وإن ترتّب على اعترافهم فرض عقوبة ما.
الحب والدعم الدائم
يحتاج أطفالك إلى الشعور بأنهم محبوبون دائمًا، ليس فقط عندما يفعلون كل شيء بشكل صحيح ولكن أيضًا حتى عندما تكون غير راضٍ عن سلوكهم وأدائهم. وحتى عند عدم رضاك لا يتضاءل حبك، هذا القبول غير المشروط يخلق الثقة والأمن، وهذا يُشعر طفلك بقدرة أكبر على التأقلم مع المواقف الصعبة.
لا تخبر أحدًا أن طفلك كذب عليك
وهذه الحالة لا سيما عندما يكون طفلك معك، فهذا شأن عائلي لا يهم أي شخص خارج الأسرة. أنت قوي بما يكفي للتعامل مع هذا الموقف بنفسك مع طفلك، ولا تحتاج إلى نصيحة من الجيران أو الزملاء أو العمات.
العقاب الفعّال
يُعدّ العقاب عنصرًا مهمًا لمعالجة الكذب عند بعض الأطفال، بشرط أن يكون عقابًا فعّالًا وغير مبالغ فيه؛ لأنّ العقوبة بطريقةٍ خاطئةٍ تُشعر الأطفال بالظلم بدلًا من التفكير بخطئهم، كما ينبغي تجنّب الغضب، والصراخ، والتهديد، ويكون اختيار العقوبة فعّالًا بعد منح الطفل وقت لمراجعة نفسه؛ كتكليفه بمهام إضافيّةٍ للقيام بها، أو سلبه بعض الامتيازات، أو مطالبته بحلّ ما تسبّب به من مشكلات.