مادة E120 بعد إثارتها للقلق.. حكم الدين في استخدامها بالأطعمة؟
وسط حالة الجدل المثارة على مدار اليومين الماضيين بسبب رفض مركز الرقابة الليبي على الأغذية والأدوية استلام شحنة عصير تانج المصري لمخالفته وفق تبرير المركز مواصفات السلامة نتيجة احتوائه على مادة E120 المعروفة علميًا باسم الكارمين.
وتوضح " الفجر" حكم الدين في استخدام تلك المادة في الأطعمة:
تطورت الصناعات الغذائية وطرحت في الأسواق أنواعًا كثيرة من الأطعمة التي يجهل الكثير منا مصادرها وتكوينها، وبالتالي أصبح من فروض الكفاية الحكم على حلها وحرمتها وفيما يلي توضيح حكم استخدام مادة E120 الملونة في الأطعمة، وفقًا لتصريحات مركز الأزهر للفتوى، لا يجوز استخدام الملون الغذائي الأحمر المستخرج من الحشرات القرمزية والمشار إليه بالرمزE120 لأن هذه الحشرات من الحشرات المستخبثة عند جمهور أهل العلم حيث تندرج عند عموم قوله تعالى " { وَیُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّیِّبَـٰتِ وَیُحَرِّمُ عَلَیۡهِمُ ٱلۡخَبَـٰۤىِٕثَ } وقد أكرم الله المؤمنين بالطيبات في قوله تعالى {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُلُوا۟ مِن طَیِّبَـٰتِ مَا رَزَقۡنَـٰكُمۡ}.
وخالف مالك- رحمه الله – في المسألة حيث يرى جواز أكل الخنفساء وغيرها من الحشرات والتداوي بها قياسًا على جواز أكل الجراد المنصوص على جوازه في قوله صلى الله عليه وسلم: " أُحلت لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان: فالحوت والجراد، وأما الدمان: فالكبد والطحال " وينقل الباجي– رحمه الله – هذا الحكم بقوله: “ قال ابن حبيب: كان مالك وغيره يقول: من احتاج إلى أكل شيء من الخشاش لدواء أو غيره فلا بأس به إذا ذُكي كما يذكى الجراد”.
والراجح هو مذهب الجمهور لقوته، ولأن الخنفساء لا تقبل التذكية إذ لا دم لها سائل وكل مالا يقتدر على ذكاته فحكمه التحريم لأنه ميته، وقد جاء النص القرآني بتحريم الميتة ويأمر بتذكية ما يجوز تذكيته قال تعالى: { حُرِّمَتۡ عَلَیۡكُمُ ٱلۡمَیۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِیرِ وَمَاۤ أُهِلَّ لِغَیۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّیَةُ وَٱلنَّطِیحَةُ وَمَاۤ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّیۡتُمۡ}.
وعلمًا بأن مالكًا- رحمه الله – أباحه بشرط التذكية فيسمى الله عند وخزه بالشوك وغرزه بالإبر ونحو ذلك، ويغيب هذا الشرط في المادة ذات اللون القرمزي، إذ يتم حرقها أو غلي جسدها وأعضائها جميعًا لاستخراج هذه المادة الحمراء.
فالحاصل: أن الملون الغذائي الأحمر المستخرج من هذه الخنافس بغض النظر عن خبثها وعدم قبولها للتذكية فإنها من جهة أخرى تسبب أضرارًا جسمانيةً متفاوتةَ الخطورة من الحساسية للأطفال والربو وأمراضٍ مسرطنةٍ وغيرها من الأعراض والأمراض حسب نسبتها الموضوعة في الطعام، لذلك تمنع عملًا بقوله صلى الله عليه وسلم: " لا ضرر ولا ضرار"، وبقوله: " ما أسكر كثيره، فقليله حرام ".
ما هي مادة E120
تعرف باسم الكارمين وهو كلمة إنجليزية تعني لون أحمر داكن ويتم الحصول عليها من حمض الكرمنيك الذي تنتجه بعض الحشرات مثل الدودة القرمزية وحشرة القرمز البولندية الشهيرة باسم كوشنيل وتعرف هذه المادة في بعض الدول باسم كوشنيل نسبةً إلى اسم الحشرة التي تنتجها
وتستعمل E120 في صناعة الملونات الغذائية والملونات الدوائية ومستحضرات التجميل وطلاء الأظافر وأحمر الشفاه كما تستخدم في تلوين الزهور الصناعية وتستخدم على نطاق واسع في تلوين منتجات اللبن والعصائر التي يراد إضفاء لون أحمر وردي عليها.
طريقة إنتاج مادة E120
يمكن إنتاج الكارمين من الدودة القرمزية أو الخنفس الأحمر، حيث يتم تجفيف هذه الحشرات وتركها تغلي في الماء ليظهر حمض الكرمنيك كمحلول رائق يضاف إليه الشب أو بعض المواد الأخرى للحصول على اللون الأحمر صافيًا أما الشوائب الحشرية الأخرى فتترسب.
وتعتبر البيرو، دولة تقع غرب أمريكا الجنوبية، أكبر دولة تقوم بصناعة هذه المادة ويرجع سبب تصدرها السوق العالمي في صناعتها إلى القوانين الصارمة على الملونات المضافة إلى الأغذية حيث تتلاشى البيرو هذه القوانين بتصدير مادة E120 بتركيز ٤٠٪ صبغ، و٦٠٪ دود وبالتالي هي تقدم لون أحمر مشبع يصلح استخدامه كعامل تلوين في أي منتج.
مخاطر الكارمين
يعرف عن الكارمين كملون غذائي تسببه في حساسية شديدة لبعض الأشخاص تعرف علميًا باسم anaphylactic shock أو الصدمة التحسسية رغم إضافتها بنسب معينة، إلا أنه يسمح بإنتاجها عالميًا وفقًا لهيئة الدستور الغذائي العالمي كودكس بشرط عدم تجاوز النسب المنصوص عليها.
الكارمين والنباتيين
تعد مادة الكارمين مصدر قلق للأشخاص النباتيين الذين يمتنعون عن تناول اللحوم الحيوانية وكل ما هو مشتق من الحيوان، فعند إضافتها إلى المواد الغذائية غير الحيوانية مثل العصائر والعلكة والمستحلبات يمتنع النباتيون عن تناول هذه الأطعمة.