أكاديمي بجامعة عدن يكشف لـ "الفجر" أسباب ظهور "داعش" بالتزامن مع مساعي الحوثي لخرق الهدنة
تواصل ميليشيات الحوثي الإيرانية انتهاكاتها في المحافظات اليمنية، ورغم تمديد الهدنة في اليمن أكثر من مرة إلا إن الميليشيات الحوثية، ما زالت لا تمتثل للسلام، وتمارس كل أنواع الإرهاب.
وبشأن هذا الأمر، قال الدكتور صالح طاهر سعيد أستاذ الفلسفة السياسية المساعد بكلية الاداب بجامعة عدن، إن ظهور ميليشيات الحوثي، وظهور تنظيم داعش الارهابي وغيرها من التنظيمات، وفي ظل انتهاكات الحركة الحوثية واستمرارها والمراوغات الحوثية في التعامل مع الهدنة مع استمرار جرائمها المرتكبة ضد شعبي الجنوب والشمال، حيث يشير هذا إلى استمرار الوظيفة التي أنشأت هذه الحركات المتطرفة لتحقيقها.
وتابع سعيد في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، بأن المليشيات الحوثي، من حيث زمن نشأتها؛ نشأت متزامنة، كما يوجد نوع من التناغم في الأداء الوظيفي وأفعال هذه الحركات رغم الاختلاف في انتماءاتها المذهبية والتناقض العقائدي في اتجاهاتها، واللغز هنا يكمن في عدم انسجام شكل هذه التكوينات مع مضمون أفعالها ان لم يكن التضاد أو التصادم بين الشكل والمضمون.
وأشار بأنه يتبع الكثير من المشتغلين في حقل السياسة قاعدة مفادها إنه إذا أردت النجاح في السياسة واردت التحرك باتجاه اليمن عليك ان تؤشر يسارًا “للتموية”، يبدو ان هذه القاعدة تستخدم على نطاق واسع في سيناريوهات التعامل مع المنطقة العربية ومن بينها اليمن، لقد اعتمدت هذه القاعدة أساس لإنشاء الحركات المتطرفة سواء كانت مذهبية أو عرقية أو ايديولوجية، فهي موجهة لخوض صراعات وحروب تفكيك العالم العربي وأوطان شعوب الأمة العربية تحت هذه العناوين، فهي تدعي أنها أتت من خلفية دينية، والدين توحيدي وتخوض حروب تفكيك الأمة وينطبق الأمر على ذوي الانتماءات العرقية والايديولوجية الذين صاروا عربًا بمجرد أنهم يسكنوا الأرض العربية ويتكلمون بلسانها، أليس كل الوافدين إلى أمريكا من أصقاع الأرض المختلفة وينحدرون من أعراقها صاروا امريكيين بمجرد أنهم سكنوا الأرض الأمريكية.
واستكمل الأكاديمي بجامعة عدن حديثه لـ “الفجر”، حيث قال: للآسف الانتماء الوطني مستبعد عند منتسبي هذه الحركات على اختلاف اتجاهاتها العابرة للحدود، الأمر الذي يجعل الصراع هنا صراع انتماء وهوية، بين الانتماء الوطني بحدوده المعلومة والحركات المتطرفة المذهبية والعرقية والأيديولوجية العابرة للحدود بولاءاتها للمراكز الدولية التي تعمل ليل نهار على تفتيت الأمة العربية والسيطرة على أراضي شعوبها والاستحواذ على ثرواتها.
وفي تصريحاته الخاصة لـ "الفجر" أيضًا قال: نجد في ذلك عند الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان والحشد الشعبي ومشتقاته في العراق وعند حزب الأخوان المسلمين وفروعهم في الدول العربية، وكذلك عند الحركات ذات الطابع العرقي في أرجاء مختلفة من العالم العربي تتحرك جميعها بأجهزة التحكم عن بعد من قبل مراكز الشر العالمي.
وتطرق الدكتور صالح طاهر سعيد في حديثه بأن امتدادات الجذور واتجاهاتها في باطن الأرض تحدد اتجاهات فروع الشجرة وأغصانها.
وأكد بأن الأمة العربية بنيان شامخ يقوم على عمودي العروبة والإسلام، ووظيفة الحركات المتطرفة على اختلافها تدمير العموديين، فبالمذهبية تتفكك الوحدة الدينية وبالعرقية والأيديولوجية تتفكك واحدية العروبة وصولًا إلى اسقاط واحدية الأمة العربية وجعل المنتمين لهذه الأمة يقتتلون مع بعضهم بعض.
كما قال إن موضوع تفكيك الأمة والسيطرة على جغرافيتها ومواردها والغاء شعوبها اختارته القوى الأجنبية طريقًا للوصول إلى أطماعها في الوطن العربي.
وتابع: لقد مر هذا الطريق بأربع مراحل ثلاث منها مضت والآن في المرحلة الرابعة، إلاّ ان أدوات التفكيك ظلت هي نفسها في المراحل الأربع “المذهبية والعرقية والأيديولوجية"، مشيرأ بأنه تعمل مخالب التامر الخارجي على العالم العربي المنتشرة في الكثير من الدول العربية تحت أغطية المذهبية والعرقية والأيديولوجية وهي مجرد أدوات تتحرك في خدمة المصالح الأجنبية وتغليبها على المصالح العربية، وما تشهده المنطقة العربية من نماذج مدمرة موجهة لزعزعة أمن واستقرار الشعوب العربية وتقويض المصالح العربية على سبيل المثال نموذج الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان والحشد الشعبي وأجنحته السياسية في العراق والإخوان المسلمين وفروعهم في العديد من الدول العربية وأجنحتهم العسكرية الإرهابية والدور التخريبي الرامي إلى زعزعة أمن واستقرار الشعوب العربية.
ولا تكتفي مراكز القوى الخارجية التي تعمل ضد العالم العربي من خلال مخالبها التي تتحرك تحت اغطية المذهبية والأيديولوجية بل تحرك الجماعات التي تعمل بأجندات عرقية في العديد من الدول العربية، وتوجيه كل انشطتها لخدمة المخطط التفكيكي للأمة العربية وتهيئة الساحة العربية لتمرير التدخلات الخارجية وانتصار مصالحها على حساب تقويض المشروع العربي.
وفي النهاية قال الأكاديمي بجامعة عدن إن ما يجري في اليمن من مماطلة للهدنة واستمرار التصعيد العسكري وارتكاب المزيد من الجرائم هو نتيجة مباشرة للتحركات الحوثية التي تتناغم مواقفهم في ارتكاب كل هذه الجرائم مع التيارات المتطرفة الأخرى داعش والقاعدة وأنصار الشريعة، فجميعها تتكامل مع بعضها لخدمة أهداف تقويض الأمة وأمنها واستقرارها ولا نتوقع تعاطيهم مع أي حلول عربية أو دولية بشأن إيقاف الحروب لان الوظائف والمهام المسنودة لهم قائمة ويأتمرون لمراكز القوى الخارجية المعادية للعالم العربي، وهذا هو السبب المباشر لممانعة هذه القوى من التعاطي مع أي حلول يتبناها النظام الإقليمي العربي أو مؤسسات الشرعية الدولية.