مسيرات مؤيدة لمقتدى الصدر تأتي في أعقاب احتلال البرلمان العراقي وسط فراغ سياسي
مخاوف من اندلاع العنف في العراق عقب تظاهر الكتل الشيعية المدعومة من إيران (تقرير)
خرج متظاهرون من كتل شيعية مختلفة أغلبها مدعومة من إيران، إلى شوارع عدة مدن عراقية في استعراض للقوة، مما أثار مخاوف من الانزلاق إلى العنف وسط أزمة سياسية مستمرة منذ 10 أشهر بشأن تشكيل حكومة جديدة.
وجاءت التظاهرات في أعقاب احتلال أنصار رجل الدين الشيعي "مقتدى الصدر" للبرلمان العراقي في نهاية الأسبوع، والذي دعا إلى الإطاحة بالنظام السياسي القائم في العراق من خلال ثورة شعبية، فيما يعتبره المحللون أخطر تحد يواجهه العراق منذ ذلك الحين.
وانضم المتظاهرون من الجماعات المدعومة من إيران، والمعروفة باسم إطار التنسيق، إلى الحشود المنتشرة في العديد من المدن العراقية مع تزايد المخاوف من انتشار العنف بين المجتمعات الشيعية في البلاد والانجرار نحو فوضى أعمق في بلد يعاني من سلسلة من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية.
مساعي للإطار التنسيقي لتعويض خسائر البرلمان
كان أداء الصدر قوياً في الانتخابات الوطنية للبرلمان العراقي والتي أجريت في أكتوبر/تشرين الماضي، ولكنه طالب نوابه بالاستقالة، وبدأ مؤخراً في حشد أنصاره بكثافة في الشارع العراقي، الأمر الذي يشكل تهديداً متزايداً للمؤسسة السياسية.
وعلى الجانب الأخر، كان أداء الجماعات المدعومة من إيران ضعيفا في الانتخابات، وتحاول منذ ذلك الحين تعويض خسائرها، وترفض محاولات تسمية رئيس أو رئيس وزراء، وتصر على أن نفوذها لا يزال قويا في البرلمان المكون من 329 مقعدا.
وتجنب الجانبان الاشتباكات المباشرة يوم الاثنين، وأمرت الكتل المرتبطة بإيران أنصارها بالمغادرة على نفس الحافلات التي نقلتهم إلى أطراف المنطقة الخضراء ببغداد في وقت سابق من اليوم.
وفي الوقت نفسه، ظل أنصار الصدر داخل المنطقة الخضراء، حيث خيم العديد منهم داخل البرلمان خلال اليومين الماضيين، وقام بعضهم بإنشاء أكشاك حلاقة وعربات طعام.
مخاوف من عودة إقتتال الجماعات الشيعية
وفي وقت سابق، تم إخلاء بعض الوزارات الحكومية تحسبًا لوقوع اضطرابات، وأعربت عدة قبائل قوية في جنوب العراق عن دعمها للصدر، الذي يتمتع بشعبية كبيرة ومؤثرة بين طبقة العمال الشيعة في العراق، ويعد قوة لا يستهان بها بين الزعماء السياسيين من رجال الدين الشيعة.
وعلى الرغم من أن قرار التنحي، واللغة الاسترضائية التي تلت ذلك، قوبلت بارتياح من قبل كبار المسؤولين، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة من أن يكون يوم الاثنين بمثابة بروفة للأيام والأسابيع المقبلة، حيث يمكن أن تتصاعد التوترات، إذا التزم الصدر بتعهده لإسقاط النظام
وكانت المواجهة هي الأقرب إلى اشتباكات مباشرة بين "الصدر" وغريمه السياسي رئيس الوزراء السابق "نوري المالكي" منذ أوائل عام 2008، عندما أمر المالكي القوات العراقية بإطلاق العملية العسكرية "صولة الفرسان"، لمواجهة ميليشيا جيش المهدي والتي كان يقودها مقتدي الصدر في مدينة البصرة جنوب البلاد.
وتمت الإطاحة بالمالكي كزعيم في عام 2014، عندما كان تنظيم الدولة الإسلامية يهدد بغداد، لكنه عاد إلى موقع بارز بين الجماعات المدعومة من طهران ويصر على تسمية مرشحه لمنصب رئيس الوزراء.
العراق يتمزق بين الجماعات القومية والمصالح الإيرانية
وكانت بغداد مركزية في معركة النفوذ بين إيران والجماعات العراقية القومية منذ وقت قصير بعد سقوط نظام صدام حسين، واستغلت إيران انهيار الأوضاع ذلك الحين ببناء قاعدة شعبية في البلاد طوال العقدين الماضيين، ولها تأثير خاص في برلمان البلاد.
وتعززت مكاسب طهران إلى حد كبير تحت تأثير " قاسم سليماني" الجنرال الإيراني السابق، الذي قُتل في يناير من عام 2020 في غارة جوية أمريكية، ومنذ ذلك الحين، نشأ فراغ في أوساط الفصائل الشيعية المدعومة من إيران في مساعي لإعادة السيطرة.
ويحتفظ الصدر أيضًا بعلاقات مع إيران، وكان لاعبًا بارزًا في الحرب الأهلية التي مزقت البلاد من عام 2004 إلى عام 2010. ومع ذلك، فقد حاول منذ ذلك الحين تأسيس أوراق اعتماد قومية، وتحدث عن الحاجة إلى إعادة منح حق التصويت للطائفة السنية في العراق، و وإقامة علاقات مع الأكراد في الشمال الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي.