تعرف على السيناريوهات المحتملة في الأزمة الصينية التايوانية
تشهد الساحة الصينية التايوانية حالة من التوترات خلال تلك الفترة وذلك بعدما قامت الولايات المتحدة الأمريكية بدعم التايوان بأسلحة متطورة، الأمر الذي جعل الصين تقوم بناء ترسانة عسكرية من أجل مواجهة تايوان.
لذلك تحاول "الفجر "رصد آخر التطورات وتأثيرها على العالم.
بداية الأزمة
حينما اندلعت الحرب الأهلية فى الصين، والتى انتصرت فيها قوات ماو تسي تونغ الشيوعية قوات الزعيم آنذاك تشيانغ كاي شيك، وهزمت فقام تشيانغ وبقايا حكومة ما يعرف بـ(الكومينتانغ) بالفرار إلى تايوان في عام 1949 وجعلوها مقرا للحكومة، بينما بدأ الشيوعيون المنتصرون حكم البر الرئيسي باسم جمهورية الصين الشعبية، وقد قال كلا الجانبين إنهما يمثلان الصين كلها.
ومنذ هذه اللحظة سيطرت تلك الأقلية على الأوضاع السياسية في تايوان، وأخذت العلاقات تتحسن بين الصين وتايوان في الثمانينيات.
فقامت الصين بطرح صيغة تعرف باسم "دولة واحدة ونظامان" تمنح بموجبها تايوان استقلالية كبيرة إذا قبلت إعادة توحيد الصين.
إلا أن العلاقة سرعان ما ساءت بين الطرفين بعدما تولى تشين شوي الذى تبنى استقلال وانفصال تايوان.
بعده أصدرت الصين ما يسمى بقانون مناهضة الانفصال، والذي ينص على حق الصين في استخدام "الوسائل غير السلمية" ضد تايوان إذا حاولت "الانفصال" عن الصين.
وكانت الولايات المتحدة حاضرة دائمة في دعم استقلال تايوان.
زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان
أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أنه سوف تقوم بزيارة تايوان من أجل إثبات أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعمها، هذا الأمر جعل الخارجية الصينية تحذر من تلك الزيارة التي سوف تؤدي إلى توترات العلاقات أكثر.
اندلاع الحرب بين الصين وتايوان
قالت الدكتورة هبة جبر، أستاذ العلاقات الدولية، أن الأزمة الصينية التايوانية تشهد حالة من عدم الاستقرار منذ وجود الأزمة التي اندلعت بعد الحرب العالمية الثانية ولكن خلال تلك الفترة أصبحت الأزمة أكثر سوءا وهذا بسبب دخول الإدارة الأمريكية بشكل قوي فيها.
وأضافت الدكتورة هبة جبر في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن عندنا وصل إلى سدة الرئاسة أعلن أن أمريكا عادت للعالم من جديد، وأنه سوف تواجه الدول المستبدة مع حلفاءه الديمقراطيين؛ قاصدًا بهذا التصريح "الصين وروسيا الاتحادية".
واستكملت جبر، أن بايدن صرح بشكل صريح أنه قام بسحب قواته من أفغانستان من أجل التفرغ للصين؛ في نفس الوقت صرح الرئيس الصيني أن عصر التفرد الأمريكي قد انتهي، ولا يوجد أحد يقدر على وقوف الصعود الصيني، وأن تايوان ستعود سواء بالتفاوض أو بالقوة، ولم يكتفِ بذلك بل سرَّع في بناء ترساناته العسكرية، وما أعلنت وزارة الدفاع الصينية أنها ستضاعف سلاحها النووي، وتباهت بإطلاق صاروخ لا يمكن للمظلة الأمريكية المضادة للصواريخ اكتشافه، وهذا الصاروخ يعتمد على تكنولوجيا الذكاء الصناعي الذي يعترف الأمريكان بتأخرهم فيه؛ فالجميع يدرك الآن أن الصين قادرة على ضرب العمق الأمريكي بقوة مدمرة، وأن الأمريكان قادرون على ضرب العمق الصيني بقوة مدمرة أيضا.
وأكدت أستاذة العلاقات الدولية، أن الصورة تبدو واضحة للتنبؤ بأن شرارة الخطر تكمن في جزيرة تايوان التي تعتبرها الصين خارجة عن سلطة الدولة الأم، وتعتبرها أمريكا أنه كيانًا مستقلًا؛ وتعتبر دول الجوار المتخوفة من الصين تراجع أمريكا عن حماية تايوان تخليًا عن تعهداتها، وبالتالي لا تصلح أن تكون شريكًا وأنه من الأنفع لهذه الدول أن تتوصل إلى تفاهمات مع الصين قبل أن تخسر كل شئ وهذا الأمر لن تقبل به الولايات المتحدة الأمريكية بتاتًا، ولذلك بدأت بتسليح تايوان بأسلحة متطورة، متخلية عن نظرية الغموض الاستراتيجي التي كانت ترضي الصين، ولاشك أن الترقب بين الطرفين تفرضه الحرب المشتعلة في اوكرانيا وما سوف تسفر عنه من أحداث.
التقارب الأمريكي لتايوان
أشار الباحث محمود أبو حوش، الخبير في العلاقات الدولية، إلى التنافس الشديد بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية على قيادة النظام العالمي فلهذا تحاول الولايات البحث عن أوراق ضغط على الصين.
وأضاف الباحث محمود أبو حوش في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الإدارة الأمريكية تقوم بالتقرب مع تايوان في المجالات المختلفة ذلك من أجل الضغط علي الصين خصوصًا في وجود الدعم الصيني لروسيا.
واختتم الخبير في العلاقات الدولية، أن النفوذ الصيني على منطقة جنوب شرق آسيا يهدد مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة لهذا تحاول الولايات المتحدة الأمريكية استغلال الأمور من أجل تواجدها في تلك المنطقة من أجل التصدي إلى الجموح الصيني.
تأثير الحرب بين الصين والتايوان على العالم
قال الدكتور السيد خضر، الخبير الاقتصادي، إن التوترات العسكرية بين الصين وتايوان شهدت أسوء حالاتها منذ أكثر من ٣٠ عامًا، ازدادت حدة تلك الصراعات خاصة بعد تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية خلال الفترة الأخيرة ومدى تأثير تلك الحرب على الأوضاع الدولية والاقتصادية فى العالم من نقص سلاسل الإمداد الغذائيه وكذلك ارتفاع الأسعار.
وأضاف الدكتور السيد خضر في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الحرب على تايوان تشكل خطرا كبيرا خلال السنوات العديدة القادمة على العالم أجمع إذا بدأت الحرب الصينية على تايوان ستكون حرب شرسة للغاية، أيضًا مع تصاعد التوترات بين الصين وتايوان سيكون مصير الصناعة مصدر قلق للعالم أجمع فى ذلك استمرار الصراعات وأيضا تعطيل لإمدادات الرقائق في تايوان يمكن أن يشل إنتاج معدات رئيسية، مما يؤثر على كل شخص في العالم بسبب تلك الحرب.
وبين خضر، أن هذه التوترات جعلت العديد من الدول إلى اتخاذ خطوات لكسر اعتمادها على تايوان، وسيكون هناك امتداد لها ودخول العديد من الدول خاصه الولايات المتحدة الأمريكية لدعم تايوان، مما سيؤدى إلى خلق اختلالات فى الاقتصاد العالمى خاصه أنه مازال يعانى من العديد من التغيرات والتقلبات والصراعات التجارية خاصه أن الصين أهم دولة فى العالم تصديرا للمواد الخام.
واختتم الخبير الاقتصادي حديثة قائلا: "مع اندلاع تلك الحرب أرى أنه سيكون هناك توقف العديد من القطاعات الإنتاجية مما يدخل العالم فى أزمة خطيره للغاية وكساد اقتصادي، وسيؤدى إلى دمار العديد من الاقتصاديات فى العالم".