بعد عقود من الملكية والاحتلال الإنجليزي
23 يوليو أفضل أيام الوطن (3).. مبادئ الثورة لإنقاذ مصر
لما كان الوضع الاقتصادي والاجتماعي قد تدهور في مصر، قبيل ثورة 23 يوليو المجيدة، فإن الضباط الأحرار بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، قد وضع أسس لقيام الثورة، وارتكزت على مبادئ خمسة كانت هي عماد سياسة الثورة.
1 ـ القضاء على الاقطاع
كانت نصف في المائة من السكان في مصر، قبيل ثورة 23 يوليو، يملكون جميع الأطياء والأراضي الزراعية، والمملتاكت، ورؤساء الشركات والقيادات العليا في الجيش، بينما كان يعيش المصريون أجراء في وطنهم، لحساب البشوات والخوجات والأجانب، فأتت ثورة يوليو وأعطت لكل ذي حق حقه.
وملكت الثورة الفلاح الأرض الذي كان أجيرا أو مستأجرا لها، وتم توزيع أراضي الأثرياء على فقراء الفلاحين والتي أطلق عليها أراضي الاصلاح الزراعي بقانون 178 لعام 1952 وهي الأراضي التي تمتلكها مصر، وبعد تحديد الملكية الزراعية امتلك الشعب الأرض عقب سداد أقساطها على 40 عاما واستلم الفلاح المصري عقد التمليك حتى يؤمن مستقبل أولاده.
2 ـ القضاء على الاستعمار
كان بتوقيع اتفاقية الجلاء والتي بموجبها تم إخراج آخر جندي إنجليزي من مصر، بعد مساعي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
3 ـ القضاء على سيطرة رأس المال
ففي الفترة من 1952م وحتى 1956م سعت حكومات الثورة إلى إشراك رأس المال المصري والأجنبي في خطط وجهود التنمية الكبرى التي سعت الثورة لتنفيذها وكان معظمها صناعيا بالإضافة لمشروع السد العالي؛ ولاحظت الثورة تقاعس الرأسماليين الأجانب عن ضخ استثمارات حقيقية في خطط التنمية الوطنية؛ وعندئذ بدأت الدولة في تمصير الاقتصاد المصري عبر التأميم وجاء ذلك في إطار خياراتها السياسية المعادية نسبيا للغرب بعد فشل العدوان الثلاثي على مصر.
كما لاحظت حكومات الثورة تردد الرأسمالية المصرية الكبيرة في الدخول كمنفردين أو كشركاء للدولة في مشاريع اقتصادية ضخمة تتسم بقلة الربح وتأخره مما دفعها لحركة تأميمات واسعة في الستينيات فيما عرف بقرارات يوليو الاشتراكية عام 1961م؛ بهدف توفير رأس المال اللازم للتنمية الوطنية المخططة مركزيا على نمط الاقتصاد الإشتراكي.
4 ـ بناء حياة ديمقراطية سليمة
فقد اتجهت ثورة 23 يوليو، إلى التعاون والإشراك الشعبي في السياسات العامة للدولة، وإنشاء النقابات وتشجيع تثقيف المواطنين، حتى يساهموا في إثراء الحياة السياسية.
5 ـ بناء جيش وطني
تمتع الجيش بهيكلة وطنية من أوله لآخره، بعد سيطرة الإنجليز والأتراك على مقدراته وقيادته، فأصبح الجيش وطنيا بالكامل وبدأ جمال عبد الناصر ببناءه بشريا، وتسليحه ميكانيكيا.