الجمود السياسي وتدهور الأوضاع الإقتصادية يشعلون التظاهرات الأسبوعية في طرابلس منذ سنوات

طرابلس.. غوتيريش يدعو للهدوء في ليبيا مع انتشار الاحتجاجات

تقارير وحوارات

تظاهرات سبها - أرشيفية
تظاهرات سبها - أرشيفية

اقتحم متظاهرون مقر البرلمان في مدينة طبرق شرقي البلاد، مساء الجمعة، مع اننتشار التظاهرات بسبب تدهور الأوضاع المعيشية والجمود السياسي.

 

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش"، إلى الهدوء مع انتشار المظاهرات في الشوارع في جميع أنحاء ليبيا احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي والفشل في إجراء انتخابات وطنية.

وقال مكتب غوتيريش في بيان صحفي ، إن الأمين العام يتابع بقلق التظاهرات التي خرجت في عدة مدن في ليبيا، بما في ذلك طرابلس وطبرق وبنغازي.

وحث الأمين العام للأمم المتحدة المتظاهرين إلى تجنب أعمال العنف ودعا قوات الأمن إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

ووفقا للبيان مطالب غوتيريش للجهات الليبية الفاعلة للعمل معا للتغلب على الجمود السياسي المستمر، والذي كان سلبيا  وأدي إلي تعميق الانقسام

 

 

مباحثات جنيف تفشل في الاتفاق على دستور للبلاد

 

يذكر أن المحادثات بين الأطراف الليبية في جنيف الأسبوع الماضي، والتي دعت إليها " ستيفاني ويليامز" المستشارة الخاصة للأمم المتحدة ، لم تحقق  تقدما في الاتفاق على دستور للانتخابات.

 

وكانت "ويليامز" تأمل في أن تؤدي الانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر إلى تغيير الأوضاع في البلاد، لكن الخلافات حول الدستور، وأهلية بعض المرشحين الرئاسيين، وهيمنة بعض الشخصيات المرتبطة بنظام القذافي والتي سيطرت على المشهد السياسي على مدى العقد الماضي أدى إلى المشهد الحالي في ليبيا.

 

ويري محللون، أنه ومع استمرار الفشل في إجراء الانتخابات، تتواصل "ويليامز" مع الفصائل في شرق وغرب البلاد لالاتفاق على دستور مستقبلي للبلاد كشرط أساسي لإجراء الانتخابات، قد تكون الاحتجاجات الشوارع، بما في ذلك اقتحام البرلمان في طبرق، هي التي تجبر النخبة السياسية على تقديم التنازلات اللازمة.

 

المحتجين يغلقون الطرق في بنغازي ومصراته وإِشعال النار في مباني حكومية 

 

ووجهت حركة شباب بلتريس النشطة علي مواقع التواصل الإجتماعي، اللوم على النخب السياسية، حيث أدي الجمود السياسي خلال العام المنصرم إلى تدهور الأوضاع المعيشية والإقتصادية .

 

كما أكدوا على استمرار اعتصامهم واستمرار التظاهرات السلمية حتى تحسين الأوضاع السياسية والإقتصادية ، حيث تنقسم البلاد بين مجلس النواب الذي يتخذ من شرق البلاد مقرا له والذي عين فتحي باشاغا رئيسا للوزراء، والحكومة المؤقتة في طرابلس بقيادة عبد الحميد الدبيبة.

 

يبدو أن المحتجين الليبيين، بعد عام من الهدوء النسبي في مواجهة الاقتتال السياسي الذي لا نهاية له، قد نفد صبرهم تجاه الطبقة السياسية، قائلين إنهم سيواصلون التظاهر حتى تترك جميع النخب الحاكمة السلطة.

ونظم المتظاهرون أكبر مسيراتهم منذ سنوات في العاصمة طرابلس، مرددين شعارات ضد النخب السياسية المتناحرة في ليبيا، في حين أغلق المتظاهرون الطرق في بنغازي ومصراتة وأضرموا النار في المباني الحكومية في سبها والقرابولي.

 

الدبيبة يدعو القيادات السياسية للإستقالة وإجراء انتخابات

 

وعلق الدبيبة يوم الجمعة على الأحداث داعيًا قيادات المؤسسات السياسية للاستقالة وإجراء الانتخابات،  قائلاً  "لا يوجد خيار سوى الاتفاق على إطار دستوري من أجل إجراء أول انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد،  مؤكدًا أن الطريقة الوحيدة للحصول على الشرعية الحقيقية هي من خلال صناديق الاقتراع.