"القفاص" مهنة تعافر البقاء في بني سويف.. عم حسان: البلاستيك خسف بنا الأرض (فيديو)

محافظات

عم حسان القفاص
عم حسان القفاص

تعتبر مهنة "القفاص" من المهن اليدوية الهامة، حيث يعمل من يمتهنها في صناعة الأقفاص اللازمة للخضر والفواكه والطيور وطاولات الخبز للأفران وأيضا صناعة حمالات المصاحف والكراسي والمناضد المصنوعة من جريد النخيل والتي يتم الإستعانة بها في المقاهي والكافتيريات وهي مهنة تراثية أصبحت الآن على وشك الإنقراض حيث أن مصانع البلاستيك بمنتجاتها المختلفة من الأقفاص والكراسي والمناضد البلاستيكية قد قضت على هذه المهنة التاريخية.  

مهنة القفاص

ومهنة القفاص هي أحد المهن القليلة التى لم تدخل فيها الآلات الحديثة والتي لا تستطيع إنجازها ولذلك فهي تعتمد على آلات يدوية بدائية بسيطة ولذلك فأدوات القفاص التي يستخدمها في هذه الحرفة هي المنجل والساطور والسكينة والقرمة الخفيفة والثقيلة ومسمار العلامة بخلاف دبوس الشوك ويتم الحصول علي جريد النخيل اللازم للأقفاص من بعض محافظات الصعيد ومن منطقتي كرداسة والحوامدية والبدرشين بمحافظة الجيزة.

ألتقت "الفجر" بـ عم حسان، 73 عامًا، أحد أقدم من أمتهن مهنة القفاص بمحافظة بني سويف، وتحدث عن حكايته مع المهنة، التي امتهنها منذ السابعة من عمره، تعلمها على آيدي أحد جيرانه واتخذها مهنة لكسب قوت يومه، ووسيلة لتوفير قوت أسرته المكونة من زوجته "التي توفيت منذ 14عامًا" وأبنه وأبنته، وعدد ثمانية أحفاد.

عم حسان القفاص

خطوات التصنيع

وقال إن عملية التصنيع تبدأ بإعداد الجريد اللازم لتصنيع المنتجات المختلفة بتنظيف سعف النخيل أولا حيث يتم قطع الكرب منه وتنظيفه من الخوص وبعدها تبدأ عملية تجفيف الجريد الأخضر وتتم بتعريضه لأشعة الشمس لبضعة أيام وبعد ذلك يتم غمره في الماء لمدة ثلاثة أيام ثم يتم تجفيفه تمهيدًا للإشتغال به ثم تتم عملية إزالة القشرة الخارجية للجريد وتشذيب حوافه وتسويتها وذلك بإستخدام المنجل وبعد أن يتم إعداد الجريد تبدأ عملية إعداد قطع الجريد التي تركب مع بعضها بعضا لتعطي المنتج الأخير.

أقفاص الخضروات

وأضاف عم حسان، أن مهنة "القفاص" كانت في أبهى عصورها خلال فترة السبعينات حتى نهاية الألفية الثانية، ومع بداية الألفية الثالثة بدأت تتلاشى رويدًا رويدًا، بسبب إقبال التجار والأهالي على بدائل المنتجات كأقفاص الخضروات والفاكهة، والخبز، وأقفاص الدواجن، التي أُستبدلت بمثيلاتها المصنوعة من البلاستيك، وهو ما تسبب في هجر معظم من يمتهنونها لحرفتهم، إلى حرف يدوية أخرى كـ "النجارة" ورفض الشباب تعلمها كونها لم تعد إحدى الحرف المطلوبة في سوق العمل.

منتجات عم حسان القفاص

الأقفاص البلاستيك

وواصل عم حسان، الحديث عن مهنته، قائلًا: المهنة فى طريقها للإنقراض، بسبب ظهور الأقفاص البلاستيك والكراتين، و"عايشين اليوم بيومه والرزق بتاع ربنا"، موضحًا أنه صحيًا أقفاص الجريد أفضل من الأقفاص المعدة من البلاستيك، لرخص سعرها مقارنة بالبلاستيك، كما يمكن إصلاحها بسهولة في حال تفككها أو تهشمها، فضلًا عن أنها بدرجة حرارة مناسبة صيفًا وشتاءً ما يجعل الفواكه والخضراوات الموضوعة بها لا تفسد بسرعة على عكس أقفاص البلاستيك التي تصدر منها سخونة تؤدي لفساد محتوياتها.

عهد السادات

وقال "عم حسان" إن فترة عهد الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، كانت فترة مليئة بالعمل والحراك "كانت بحق فترة الإنفتاح" وازداد فيها الرزق مع زيادة حركة التجارة والبيع والشراء، والآن المهنة تقترب من الانقراض، فهو يبدأ عمله أمام منزله فى التاسعة صباحا حتى نهاية اليوم، يقوم خلالها بعمل بعض الأشكال من الأقفاص التي مازال يقبل عليها الزبائن وأهمها أقفاص الخبز والطيور، أما منتجات الكراسى والترابيزات، فيتم تصنيعها حسب الطلب.