"ميكي ماوس وتوم&جيري" على بردية عمرها آلاف السنين
"تراثيات مصرية".. توم وجيري وميكي ماوس ابتكار مصري عمره آلاف السنين (صور)
يُعد المصري القديم ذو الحضارة الضاربة في عمق التاريخ من أكثر المبدعين الذين يصادفون المتعمق والمتبحر في أعماق الحضارة الإنسانية، وقد تركت لنا الحضارة المصرية القديمة خاصة كمًا من الإبداع يصعب حصره، ولعل أغربه أن القدماء كانوا أول من اخترعوا الصراح بين الفأر والقط والذي اشتهر حديثًا بـ “توم وجيري”
كاريكاتير عمره آلاف السنين
وفي هذا الإطار قال بسام الشماع المؤرخ المعروف وعضو الجمعية التاريخية، في تصريحات إلى الفجر إن بردية مصرية قديمة تحمل رسمًا كاريكاتوريًا ساخرًا لقط يخدم فأر، والكاريكاتور المرسوم الساخر فى مصر القديمة والذي دون نصوص أو كتابات هيروغليفية أو غيرها تشرح لنا الغرض من المناظر تحاكي فكرة النكات أو الرسومات الساخرة التى تعنون حاليًا بكلمة "دون تعليق".
وقال الشماع إن المنظر مرسوم على بردية محفوظة في المتحف المصري بالتحرير، وهي تمثل فأرًا يظهر مبجلًا وكأنه شخصية هامة، تجلس على كرسي راق عال، ويتناول مشروب من كأس مميز مرتديًا رداءً رائعًا يبدو وكأنه من الكتان الشفاف وله شراشيب تجعله أكثر جمالًا وأناقة، وهذا الرداء الجميل يميز الفأر، ويجعله يبدو كشخصية متميزة.
إقرأ أيضًا.. تراثيات مصرية “أبيب رمز الكوارث”
ويتابع الشماع، أسفل قدمي الفأر يوجد رسم لمسند قدمين وهو من الأثاث المتميز والذي استخدمه الملوك في مصر القديمة، أما القط الممتلئ الجسد ذو الصحة الموفورة والجسد الكبير يقف أمام الفأر كوقفة الإنسان ويمد يده ربما لتقديم شئ للفأر أو لخدمته أو يؤدي له التحية.
كما أن هناك قطًا آخرًا يقف كالإنسان خلف الفأر المبجل يمسك بمروحة التهوية لجلب النسمات المنعشة للفأر المبجل في الرسمة التي ربما تحاكي فكرة الكاريكاتور الآن، خلف القط ذو المروحة يوجد رسم آخر لقط يحتضن فأرًا كالأم وهي تحتضن ابنها وتحرص عليه وتهتم به.
إقرأ أيضًا.. “فيفي وسوسو وبيبي” أسماء مصرية قديمة
تحليل البردية
وتابع الشماع محللًا أن المواقف الثلاثة منافية للطبيعة وللواقع، فهي تمثل قططًا تخدم فأرًا،
وهي فكرة ساخرة لأن من المعروف أن القط يصطاد الفأر بسهولة فهو أقوى منه ولكن هنا يقلب المصري القديم المتعارف عليه، ربما ليعبر فى نفسه عن فكرة اجتماعية ما أو وضع ما أو تجارب حياتية يومية ما يعبر عنها بالرسم ولكن بطريقة غير مباشرة وذكية فى آن واحد.
وربما يعبر هنا بسخرية عن وضع أو موقف أو مواقف حدثت أمامه إبان زمن الرسومات الساخرة هذه، فاختار أن يعبر بالحيوانات عن البشر وهي فكرة تكررت بعد زمن هذه البردية بألاف السنين فى بلاد مختلفة فى العالم، نفس فكرة الكوميكس الآن.
الرسمة تشبه أعمال والت ديزني
وقال الشماع إن المصرى القديم رسم هذه الرسومات بدقة ومهارة والتي تثبت تميزه فى فن الرسم على الورق واستخدام الألوان والأحبار والبوص وغيرها بشكل متقن ومحدد، وقد رسم على هذه البردية منذ آلاف السنين وهي محفوظة الآن في المتحف المصري بالتحرير في حالة جيدة من الحفظ.
وأضاف الشماع أننا نلاحظ أيضًا أن أذني الفأر تشبه بشكل واضح أذنى الفأر "ميكي ماوس" الشهي لشركة "والت ديزنى" الغربية، وفكرة القط والفأر هنا فى البردية تشبه فكرة الكارتون الشهير "توم وجيري".