قيادي بمؤتمر عدن الجامع لـ "الفجر": تعز مصنع الثوار والثورات الشعبية.. والحوثي صنيعة دول كبرى (حوار)
◄تدخلات إيران وحزب الله ساهم بإطالة أمد الحرب والصراعات في اليمن
◄عدم امتثال الحوثي لأي هدنة سيهدد بفشل أي مفاوضات مقبلة
◄محافظة تعز حاضنة للمثقفين وسُميت بمصنع الثوار والثورات الشعبية
◄على المبعوثين الدوليين إعادة ضبط البوصلة بالتركيز على جوهر الأزمة اليمنية
قال العميد طيار شكيل عبدالصمد رئيس هيئة الدفاع المدني وإدارة الازمات " بمؤتمر عدن الجامع "، إن تأثير تدخلات إيران وحزب الله بلا شك ساهم بإطالة أمد الحرب والصراعات في اليمن.
وأضاف عبدالصمد في حوار خاص لـ "الفجر"، بأنه بالتأكيد عدم امتثال الحوثي لأي هدنة سيهدد بفشل أي مفاوضات مقبلة فهو أمر متوقع ومرتبط بمدى التقدم في ملف مفاوضات إيران النووية مع 5+1، إلا أن تلك السمة ليست وحدها حصرًا على الحوثي بل يتشارك معه كل أرباب صنعاء وسدنت بيتها العتيق فتجاربنا السابقة معهم كدولة جنوب منذ توقيع اتفاقية الوحدة في مايو ١٩٩٠م وحتى اللحظه مليئة بنقض العهود والمواثيق والالتزامات لتصبح هي سمه غالبة وملازمه لهم جميعًا.
وإليكم نص الحوار:-
◄في ظل مراوغات الحوثي.. كيف ترى تمديد الأطراف اليمنية تمديد الهدنة شهرين إضافيين ؟
نعم من مصلحة جميع الأطراف الإمتثال للهدنة أو على الأقل الإدعاء بها علنًا، فهي تخدم مليشيات الحوثي في إعادة ترتيب أوراقهم وصفوفهم جميعًا لمرحلة فرض إرادة لاحقة، بل وفي تقديري بأن أكبر المستفيدين من الهدنه سيكون هو الحوثي مقابل فك الحصار، أما اطراف الشرعية اليمنية مجلس القيادة الرئاسي أيضًا سوف يستفيد من هذه الهدنه في محاولة ترتيب وترسيخ وضعه كسلطة شرعية وانطلاقة داخليًا واقليميًا ودوليًا كأول ظهور له على الأرض منذ تأسيسة قبل شهرين.
◄ في ظل حصار الحوثي المستمر.. ما هي أهمية محافظة تعز؟
إنها البوابة الجنوبية على الحدود الفاصلة بين دولة الشمال اليمني "الجمهورية العربية اليمنية" مع دولة الجنوب "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية "قبل الوحده في ٢٣ مايو ١٩٩٠م. وطبيعي أن تكون مناطق التماس الحدودية بزمن الحرب، كما أن محافظة تعز تعد الأكبر كثافة سكانية وحاضنة للمثقفين وسميت بمصنع الثوار والثورات الشعبية، كرؤوس أموال وبيوت تجارية كبرى وبأغلبية مذهبية سنية ظلت عقائديًا تشكل هاجسًا مروعًا واعظم تهديدًا مستدام ومنافس خصم لعرقلة نفوذ وسيطرة وتوسع الزيدية في المناطق الوسطى من اليمن.
◄في ظل جرائمها … ماذا عن إدراج الحوثي على قوائم الإرهاب؟
لا اظن أنه سيتم ادراجها كجماعة ضمن قوائم الإرهاب فهي صنيعة دول كبرى لها حساباتها ومصالحها وأجنداتها الخاصة في اليمن والمنطقة وتعمل جاهدة لديمومة نفوذها وتحقيق مآربها والابقاء على تواجدها لطالما كان وظل دور ووظيفة الحوثي ووجوده أن يكون كاداة وبعبع في المنطقة يخدم لها أجنداتها وأهدافها.
أما مواجهته فيمكن للتحالف وخصوم الحوثي ذلك من خلال تغيير وتطهير بعض من أدواتهم الفاسدة وإعتماد سياسات فصل المسارات عن بعضها البعض وبذات الوقت تفعيل العمل بمسارات متوازية ومتعددة في آمين واحد معًا سيرًا نحو هدفهم الاستراتيجي.
◄كيف تري تعامل الأمم المتحدة في التعامل مع الملف اليمني؟
حتمًا ستفشل كل مهام الامم المتحده وكل مبعوثيها إن استمروا بالتعامل مع ذات فريق نظام الحكم الواحد المتسببون والمنتجون لكل الحروب والأزمات، فالحالة اليمنية جوهر صراع الأطراف والحروب فيها تكمن في أصحاب المصالح الخاصة وذلك بالالتفاف على مشروعية القضية الجنوبيه وباستمرار الانكار وعدم الاعتراف من قبل قوى الشمال النافذه بأن الجنوب كان وطن ودولة وهويه وشعب وذات سيادة وحدود دوليه مستقلة وجب عليهم التعامل معه على اساسه، لذا على المبعوثين الدوليين إن إرادوا النجاح في مساعيهم إلى إعادة ضبط البوصلة الأممية واختصار المسافه والجهد والوقت بالتركيز على جوهر الأزمة اليمنية وباقرار جملة دبلوماسية واحدة وهي بفرض " العودة إلى وضع الدولتين لما قبل مايو ١٩٩٠ م وتحت البند السابع "، كأساس ومنطلق عملي لحل كل الأزمات والحروب لاحقًا، وهو ما سيجمع الشماليون ليصطفوا لوحدهم ويفصل الجنوبيون لوحدهم، وهنا سينتج طرفان فقط على الواقع مما يمكن المبعوثين الدوليين من اختصار المسافات والجهد والوقت ويسهل عليهم التعامل مع طرفي الحرب والفاعليين الحقيقيين على الأرض.
◄حدثني حول ممارسات الحوثي الوحشية ضد الجامعات وخاصة صنعاء
بالتأكيد سلطة الأمر الواقع التي فرضها الحوثي، مكنته من فرض سلطاته الادارية وكل توجهاته طوعيًا أم بالإكراه ليس على جامعة صنعاء وحدها بل وكل جامعات اليمن وكلياتها ومدارسها.
◄ كيف ترى عدم إمتثال مليشيات الحوثي الإيرانية لأي هدنة؟
بالتأكيد عدم امتثال الحوثي لأي هدنة سيهدد بفشل أي مفاوضات مقبلة فهو أمر متوقع ومرتبط بمدى التقدم في ملف مفاوضات إيران النووية مع 5+1، إلا أن تلك السمة ليست وحدها حصرًا على الحوثي بل يتشارك معه كل أرباب صنعاء وسدنت بيتها العتيق فتجاربنا السابقة معهم كدولة جنوب منذ توقيع اتفاقية الوحدة في مايو ١٩٩٠م وحتى اللحظه مليئة بنقض العهود والمواثيق والالتزامات لتصبح هي سمه غالبة وملازمه لهم جميعًا، وما نقض اتفاقية الوحدة مايو ١٩٩٠م + وثيقة العهد والاتفاق ١٩٩٤م في الاردن ثم مخرجات الحوار الوطني في 2012م وتلتها أيضًا المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذيه من 2012م_2014 م وما تلاها من انقلاب عليها في 2015 م ونقض اتفاقية استكهولم بشأن الحديدة وغيرها من الاتفاقيات.
◄في ظل وجود عدد كبير من الألغام باليمن.. كيف تمكن الحوثي من زرعها؟
تمكن له زرعها في البر والبحر عبر قوات متخصصة مدربة لهذه المهام وبوسائل خاصه بها، وفي البحر مثلًا اعتقد من خلال ضفادع بشرية أو القائها عن طريق قوارب صيد أو أخرى عسكرية وتجارية لدول حليفه له اكانت متمركزه أو ماره في الممرات المائية.
◄تدخلات إيران وحزب الله في حرب اليمن زاد في تعقيد الأزمة.. فما دوافعها؟
تاثير تدخلات إيران وحزب الله بلا شك ساهم بإطالة أمد الحرب والصراعات في اليمن وبانتاج المزيد من صنوف الأزمات الإنسانية لكل فئات الشعب والمواطنين، بل ونسفت عوامل الأمن والسلم الدوليين وكل عوامل الاستقرار في المنطقة، وهو ما أدى بدوره إلى استدعاء التواجد العسكري الدولي الضخم والكثيف والمتعدد في خليج عدن وبحر العرب ومضيقا باب المنذب وهرمز وسيؤدي لا محالة إلى تدويل المضايق والممرات المائيه الدولية، وهو ما يفصح عن وجود علاقة تبادل ادوار وتخادم مصالح خفية بين القوى الدولية الكبرى وايران ومليشياتها،، وحدهم العرب فيها هم أكبر الضحايا.