كواليس "العابد".. أحدث مواليد الكنيسة الفنية
ينتظر الأقباط الأعمال الفنية المسيحية التى تقدم لهم جزء من تراثهم أو شخصية مؤثرة فى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والتى عادة ما يشارك فى تنفيذها فنانين ونجوم أقباط وعادة ما تنال تلك الأعمال رواج واسع فى المجتمع القبطى المحلى وفى المهجر.
حيث يطرح "فيلم العابد"، أحدث مواليد الكنيسة الفنية، والذي جاء من إخراج المُخرج جوزيف نبيل، ومن بطولة الدكتور فريد النقراشي، والمقرر طرحه بدور العرض السينمائى خلال الفترة المقبلة.
تواصلت " الفجر" مع الدكتور فريد النقراشي، بطل العمل وكاتب السيناريو والحوار، والذي شرح تفاصيل الفيلم المنتظر،عن كواليس الفيلم قائلًا: الفيلم يحكي قصة حياة القمص أبونا “بولس العابد” والذى كان راهبا من دير القديس العظيم مكاريوس الكبير بوادى النطرون والمعروف بدير "أبو مقار"، والذى تنيح فى فترة الستينيات بعد فترة كبيرة عاشها وخدمها فى صعيد مصر وتحديدا محافظة سوهاج.
وعن أبونا "العابد " أنه قديس عرف بفضائله ومواهبة الروحية المعاطاة من الله، والقامة الروحية العاليا، وكان له علاقة وطيدة من القدسين المعاصرين له مثل قداسة البابا كيرليس السادس وأبونا ميخائيل السائح وأبونا بولس السائح والراهب القديس أبونا عبد المسيح المناهرى.
وبالعودة إلى الفيلم السيمائي، قال "النقراشي" اعتمدنا في الفيلم على تقديم الشخصية بمنهج روحي وذهني، للوصول إلى كافة أبعاد الشخصية روحيًا واجتماعيًا وشكليًا، مُضيفًا: "ولعل دراستي للشخصية والبيئة الجغرافية والمساحة الزمنية لها، أثناء كتابتي للسيناريو والحوار ساعدني وبقوة في تمثيل شخصيتها".
وواصل "النقراشى" إنه عن طبيعة الفترة التى عاش فيها الراهب "العابد" إنه فى تلك الفترة كان من الممكن للراهب أن يعيش فى منزل وسط الأهالى ليخدمهم إلا أن البابا كيرليس السادس بعد توليه منصب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قرر عودة كافة الرهبان إلى أديرتهم وهو ما رأيناه فى حياة أبونا بولس العابد وأبونا عبد المسيح المناهرى، وأيضا البابا كيرليس شخصيا فى فترة رهبنته عندما كان يسكن فى إحدى طواحين الهواء أثناء فترة خدمته بمنطقة مصر القديمة.
والفيلم إنتاج دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، وسيناريو وحوار فريد النقراشي، وإخراج الأستاذ جوزيف نبيل، والفيلم يوجد به أبطال كثيرة منهم مثلا المرحوم الأستاذ أحمد حلاوة، الأستاذ لطفي لبيب، الأستاذ فتوح أحمد، والأستاذ عاصم سامي، والأستاذ مجدي شكري، والأستاذ محمد رضوان، الأستاذة حنان سليمان، ومجموعة كبيرة جدا من النجوم.
وقال النقراشى، استغرق تصوير الفيلم فترة طويلة قرابة السنتين على فترات متقطعة، وتم الانتهاء منه منذ أيام قليل بدير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، وتم التصوير في أماكن تصوير كثيرة، في مدينة الإنتاج الإعلامي، والفيوم ومجموعة كبيرة من الأديرة مثل دير العذراء السريان ودير الأنبا بيشوي وفي المناطق الزراعية والأرياف
وعن الصعوبات التي واجهت الفيلم قال الدكتور فريد: الفيلم كان مرهق جدًا وأخذ وقت طويل في تصويره، وتم الذهاب إلى مناطق كثيرة جدًا، وكانت أكبر صعوبة تواجهنا هو كيفية إيجاد أماكن بديلة للأماكن التي عاش بها القديس ومازالت محتفظة بطابعها وشكلها الدال على فترات الأربعينيات والخمسينيات والستينيات.
كما أن الفيلم مر بعدة مراحل، على سبيل المثال مر على لجنة القراءة والكتابة العامة بالدولة، كما حصل على إجازة من اللجنة الفرعية للمصنفات الكنسية من المجمع المقدس برئاسة الأنبا مارتيروس، أسقف كنائس عام شرق السكة الحديد، إضافة إلى مراجعة آباء دير الأنبا شنودة برئاسة الأنبا أولوجيوس.
واختتم “النقراشى” حديثه قائلًا: ”والفيلم الآن في المراحل الأخيرة من صناعته، وهي مرحلة المونتاج والمكساج وتصحيح الألوان والدوبلاج، وإن شاء الله ينال إعجاب الجمهور".