حكايات التجلى الأعظم، كيف تربى نبى الله موسى في بلاط ملك مصر
في إطار استكمال حلقات "التجليات الربانية بالوادى المقدس طوى" منذ دخول يوسف الصديق وأهله آمنين إلى مصر ومسار نبى الله موسى بسيناء حتى الوصول إلى أعتاب المدينة المقدسة والذى يستعرضها خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار نستكمل الحلقة الرابعة عن تربية ونشأة نبى الله موسى في بلاط أحد ملوك مصر وقد استعرضنا دخول يوسف الصديق وأهله إلى مصر ومكان إقامة بنى إسرائيل في مصر ومناقشة موقع ولادة نبى الله موسى في ثلاث حلقات سابقة
}وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِين{سورة القصص آية 7
يشير الدكتور ريحان إلى نسب نبى الله موسى وهو موسى بن عمرام بن قاهات بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إيراهيم الخليل، ولد عام 1548ق.م. كما ذكر غطاس عبد الملك الخشبة فى أول حكم الملك "أمينوفيس الأول" وآخر حكم الملك أحمس الأول وقد أمرا القابلات بإلقاء الأطفال الذكور من أولادهم فى اليم عقب ولادتهم واستبقاء الإناث، ويشير القرآن الكريم إلى تربية ونشأة نبى الله موسى في بلاط أحد ملوك مصر القديمة في الآية الكريمة رقم 18 من سورة الشعراء }قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ{
وينوه الدكتور ريحان إلى تربية نبى الله موسى فى بيت أحد ملوك مصر القديمة وتولى البلاط الملكى تربيته كما كانوا يربون أبناء الملوك فى ذلك العهد بواسطة الكهنة ورجال الدين وتعلم موسى تعليمًا راقيًا هذا مع ما أفاضه الله عليه فى كبره من الحكمة والعلم الثابت اتضح فى قوله تعالى }وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{سورة القصص آية 14
وقدًر بعض المؤرخين أن ميلاد نبى الله موسى كان فى عام 1500 قبل الميلاد وذلك لأن دخول يوشع ببنى إسرائيل أرض كنعان كان فى عام 1200 قبل الميلاد، ولكن لا يتسع ما بين نبى الله موسى ويوشع إلى ثلاثمائة عام حيث أن بنى إسرائيل الفارين من مصر مع نبى الله موسى مكثوا بسيناء أربعين سنة فقط، ويرى عبد الفتاح الزيات أن نبى الله موسى ولد عام 1571 قبل الميلاد فى عهد أحمس الأول (1580 – 1557 ق.م.) بينما يرى الدميرى أن نبى الله موسى ولد فى عهد رمسيس الثانى
ولفت الدكتور ريحان إلى اختلاف العلماء فى تفسير اسم موسى واتفق العديد منهم على أن أصل اسم موسى فى الهيروغليفية هو "مسى" وهو مشابه لأسماء مصرية كثيرة أوردها هرمان رانكه مثل أمون مس – تحوتمس – أحمس – بتاح مس – رع مس – رمسيس، وهناك كلمة فى الهيروغليفية وهى "مس" وتعنى طفل أو ابن وربما يكون اسم نبى الله موسى قد اشتق منها
وقد ظهر حرف (س) فى الهيروغليفية هو نفسه فى العبرية عند كتابة بعض الأسماء الشائعة مثل إيزيس وأوزيريس، وذكر اسم نبى الله موسى فى النسخة العبرية للتوراة باسم "موشيه"، ويعتقد الباحث "هلك" أن القاعدة العامة بالنسبة لحرف (س) تظهر فى اللغات السامية فى الشرق الأدنى القديم (ش)، وقد استشهد هوفماير بما ورد فى سفر القضاة ما يفيد بأن حرف السين كان ينطق أحيانًا شين
أمّا عن من الذى قام بتسمية موسى، الملكة أم الأميرة، فيرى كيتشن أن الأم هى التى أطلقت الاسم على موسى واتفق معه كاسترو، ويرى البعض أن نبى الله موسى ولد فى عهد الملك خنفرع الملقب "سبك حتب" أحد ملوك الأسرة الثالثة عشرة والذى ورد اسمه فى بردية تورين، وعاش مع قومه فى منطقة جوشن أو جاسان الواقعة بين أفاريس وبيثوم