د. مصطفى ثابت يكتب: الحوار الوطني وطريق مصر إلى المستقبل (5)

تعتبر الأحزاب ركيزة أساسية في العمل السياسي، وطريقًا شرعيًا للشباب والمواطنين جميعًا لممارسة العمل السياسي والتعبير عن الرأي، والوصول إلى المناصب العليا في الدولة، بعيدًا عن استقطاب الجماعات التكفيرية والإرهابية، ولذلك، لا حديث عن تطوير العمل السياسي أو إطلاق حوار سياسي دون النظرة في ملف الأحزاب، والتي مثل باقي أعمدة الدولة ومؤسساتها، لها ما لها وعليها ما عليها.

اقرأ أيضًا.. د. مصطفى ثابت يكتب: الحوار الوطني وطريق مصر إلى المستقبل (4)

ورغم وجود عشرات الأحزاب في مصر إلا أنها ليس لها دور يُذكر على كافة المستويات ولا تتفاعل مع الجماهير الذي انشأت بالأساس من أجله، لذلك نقترح أن يتم وضع أسس للتداول السلمى للسلطة داخل الأحزاب، ووضع آليات واقعية لفض المنازعات الداخلية، وذلك بعيدًا عن قواعد التزكية أو التعيين المعمول بها في أغلب الأحيان، وذلك بعد أن أصبحت الأحزاب عبارة عن عزب لبعض الأشخاص يتوارثوها ويأتوا بأهل الثقة بدلا من أهل الكفاءة.

اقرأ أيضًا.. د. مصطفى ثابت يكتب: الحوار الوطني وطريق مصر إلى المستقبل (3)

بالإضافة لذلك يجب التأكيد على أهمية دورية عقد المستويات التنظيمية للحزب، لإعداد كوادر تسعى لمحاسبة القيادات الراهنة للأحزاب، ويتم ذلك كله عبر تغيير اللوائح ديمقراطيًا، مما يهدف معه إلى دعم الثقة ومصداقية المواطن في الأحزاب، إضافة إلى إعمال قواعد الشفافية والرقابة الكاملة على جميع المستويات الحزبية التنظيمية، لا سيما ما يتعلق بموازنة الحزب السياسي، بدلا من حالة الفساد والإفساد.

اقرأ أيضًا.. د. مصطفى ثابت يكتب: الحوار الوطني وطريق مصر إلى المستقبل (2)

كما أن إيجاد تمويلات مشروعة للأحزاب من أهم خطوات إعادة إحياء الأحزاب في مصر، من خلال قيام هذه الأحزاب بممارسة بعض الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية لتمويل أنشطتها السياسية، سواء مشروعات تعليمية أو صحية عديدة كتلك التي تقوم بها الجمعيات الأهلية، مع وضع  تلك الأنشطة تحت رقابة أجهزة محاسبية رسمية لمنع الفساد، ويجب أيضا مواجهة العدد الكبير للأحزاب السياسية عبر آليات دمج الأحزاب المتشابهة سياسيا سواء إسلامية أو يسارية أو ليبرالية أو وسطية.

في المقابل، نجد بعض الممارسات المستفزة من بعض الأحزاب، إذ يحدث تداخلات غير مفهومة، فنجد مثلًا نائب دخل البرلمان وهو عضو في أحد الأحزاب، ثم يتحول لحزب آخر بطريقة غير مفهومة، وهذا يعطي انطباعًا للناس أنه لا يوجد أي تنوع حزبي، إضافة إلى أن بعض المستقلين موجودين في الهيئات الحزبية، وهذا يضرب المصداقية، ولذلك يجب الاهتمام بوضوح الحالة السياسية للنائب، لكي لا يشعر الناس بأن الحالة الحزبية في مصر كرتونية.

اقرأ أيضًا.. د. مصطفى ثابت يكتب: الحوار الوطني وطريق مصر إلى المستقبل (1)

ولذلك، أقترح إنشاء هيئة متخصصة في حل مشاكل الأحزاب والعمل الحزبي، لأن هناك أشياء تحدث داخل تلك الكيانات السياسية تستوجب أن تكون هناك جهة تقوم بحل كافة مشكلاتها.