دلالات اختيار مصر لمؤتمر المناخ كوب 27 ومقومات السياحة البيئية بسيناء ندوة بطور سيناء 30 مايو
في إطار خطة الوعى الأثرى لمنطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية ومديرها الآثارى أحمد إبراهيم الحشاش وبالتعاون معالمركز الدائم للموهوبين والتعلم الذكي بطور سيناء تحت رعاية محمد حامد عقل وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة وإشراف عام عادلعتلم وكيل المديرية يستضيف المركز في بداية موسمه الصيفى خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثريةوالنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار في محاضرة بعنوان " الآثار والسياحة بسيناء في ضوء مؤتمر المناخ بشرم الشيخنوفمبر المقبل"، والدكتور تامر العراقى مدير الشئون الأثرية بجنوب سيناء في محاضرة بعنوان "الأنباط في سيناء نقوش وحضارة"
وأشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان إلى أن محاضرته تتضمن دلالات اختيار مصر لهذا المؤتمر الدولى "اتفاقية الأمم المتحدةاللإطارية بشأن تغير المناخ COP27 بشرم الشيخ" للمرة الأولي في شمال أفريقيا منذ عشر سنوات وهى مدى تقدير العالم لقيادتهاالسياسية والتي رفعت أسهم مصر سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا لما تشهده مصر من طفرة غير مسبوقة فى شتى المجالات وتوفير مناخ ملائمللاستثمار والتنمية الشاملة والمستدامة وتقديرًا لدور مؤسساتها في مجال حماية البيئة وتغير المناخ ونجاح الاستراتيجية الوطنية في هذاالمضمار علاوة على توافر البنية الأساسية في مصر كمجتمع راقى متحضر قادر على استضافة مؤتمر بهذه القيمة في مدينة السلام المدينةالخضراء الخالية من التلوث والتي تعد المدينة الأولى في إفريقيا في سياحة المؤتمرات كما يؤكد هذا المؤتمر للعالم أن مصر آمنة للاستثماروالسياحة وحسن الضيافة لكافة شعوب العالم
ويضيف الدكتور ريحان أن سيناء تتميز بسمات بيئية متفردة ومناظر خلاّبة لا تتوفر فى كبرى البلاد التى تعتمد على السياحة البيئيةوالمناظر الطبيعية وتحقق منها مليارات الدولارات مثل تايلاند مؤكدًا أن جبال سيناء تشمل كل أنواع الصخور التى ذكرت فى القرآن الكريمفى سورة فاطر آية 27 }وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ{ البيض وهى الأحجار الجيرية والحمر وهى الأحجارالرملية الحمراء بوادى فيران والجرانيت الأحمر وفى غرب سيناء يقع الجبل الأحمر الذى أطلق عليه هذا الاسم لحمرة تربته علاوة علىالجبال الرمادية والخضراء تتخللها خيوط الذهب الذى استغلها المصريون القدماء فى صناعة أدوات الزينة والكؤوس كما تتميز سيناء بعيونهاالطبيعية والكبريتية وآبارها وكهوفها الاستشفائية التى تخرج منها المياه الكبريتية فهى تمثل متحفًا طبيعيًا للفنون والجمال كما يأتى العالمبأسره لرؤية أجمل منظر شروق على قمة جبل موسى وأجمل منظر غروب بمدينة دهب
ويوضح أن آثار سيناء جسّدت عبر عصورها التاريخية نموذجًا حيًا للتفاعل بين الإنسان والبيئة الصحراوية والجبلية بسيناء وتطويعهالصالحه، فمنذ ما قبل التاريخ بدأ الإنسان السيناوى الأول فى بناء مساكنه ومقابره التى تمتلأ بها مناطق جنوب سيناء ما بين سانت كاترينودهب ونويبع تعرف بالنواميس، وفى عصر مصر القديمة استغل المصريون القدماء ما تتميز به البيئة السيناوية وهو الفيروز ومنها جاءتتسميتها بأرض الفيروز وأرسلوا البعثات لتعدين الفيروز والنحاس بسيناء منذ عهد الدولة القديمة، وفى عصر الأنباط بسيناء الذى يمتد منالقرن الأول قبل الميلاد إلى عام 106م نهاية دولتهم رسميًا استغلوا البيئية السيناوية فى إبداع أعظم نظم الرى للاستفادة من مياه الأمطاروالسيول وتحويلها من قوة مدمرة إلى مصدر للمياه العذبة كما استغلوا نحاس سيناء فى وادى النصب وقاموا بتعدينه، وفى الفترة المسيحيةبسيناء والتى ازدهرت من القرن الرابع إلى القرن السادس الميلادى لجأ الرهبان إلى سيناء هروبًا بالدين الجديد من وجه الرومان الوثنيين ثمعشقوا حياة الصحراء والبيئة السيناوية وسكنوا الوادى المقدس "منطقة سانت كاترين حاليًا" واستفادوا من الجبال الجرانيتية والحجرالرملى الأحمر بوادى فيران 60كم شمال غرب دير سانت كاترين وأنشأوا أول أبرشية لهم هناك منذ القرن الرابع الميلادى واستفادوا منالجبال الجرانيتية فى بناء أشهر أديرة العالم وهو دير طور سيناء فى القرن السادس الميلادى والذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين فىالقرن التاسع الميلادى بعد العثور على رفات القديسة كاترين على أحد الجبال الذى حمل اسمها كما بنى الدير باتجاه شمال شرق وجنوبغرب موازى لمجرى السيل حتى لا يجرفه السيل مع عمل أماكن لتصريف السيول التى تتسرب إلى الدير
وفى العصر الإسلامى استغل الإنسان بسيناء مواد البناء المتوفرة لصالحه حيث أدخلت فى المبانى الساحلية نوع من الأحجار المرجانيةالتى تقاوم الأملاح بشكل كبير واتضح ذلك فى مبانى حصن رأس راية بطور سيناء ومبانى كاملة بتل الكيلانى من الأحجار المرجانية وفىالنقطة العسكرية المتقدمة بنويبع أقدم مركز بوليس فى سيناء خاصة ومصر عامة يعود إلى عام 1893م كما أنشأ السدود لحجز مياهالأمطار واتضح ذلك قرب قلعة الجندى برأس سدر الذى بناها صلاح الدين الأيوبى فى الفترة من 1183 إلى 1187م،ل وفى جزيرة فرعونبطابا استغل صلاح الدين تلين مرتفعين بالجزيرة وبنى عليهما قلعته الشهيرة التى تعود إلى عام 1171م واستغل التل نفسه كمحجرللحصول على أحجار بناء القلعة كما استغل مستويات التل نفسه فى البناء طبقًا لمنحدراته واستغل مقومات الموقع الدفاعية من وجوده فىجزيرة وفوق تل مرتفع لتكون محصّنة ضد أى هجوم
وأشار الدكتور تامر العراقى إلى أن محاضرته تلقى الضوء على أهم المواقع الأثرية والنقوش الصخرية التي تركها الأنباط في سيناء أثناءعبورهم من البتراء الي مصر عبر دروب سيناء، حيث لعب الأنباط دور الوسيط التجاري بين حواضر العالم القديم فقد كانوا يستخرجون القاروالملح من البحر الميت ويأتون به الي مصر كي يستخدمه المصريون القدماء في التحنيط، وتركوا بسيناء آلاف النقوش التذكارية التي تخلدذكراهم، واستمر دورهم الحضاري حتي بعد انتهاء دولتهم سياسيًا في البتراء بالأردن عام ١٠٦م وأصبحوا جزءًا من الولاية الرومانية ومنأهم آثارهم مركز تجارى كبير بقصرويت بشمال سيناء