د. مصطفى ثابت يكتب: تكليفات الرئيس وتجاهل المسؤولين
نحن في دولة كل ما نحتاجه لنحل الكثير من المشكلات التي يعاني منها المواطنون يوميا هو فقط متابعة تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعلى سبيل المثال في ملف الصحة، وجه في أحد المؤتمرات وزيرة الصحة السابقة الدكتورة هالة زايد، بتجهيز المستشفيات، وأشار إلى أن الجمعيات تدير المستشفيات بطريقة أكفأ من الوزارة، ولذلك وجه بتجهيز المستشفيات ثم تسليمها للجمعيات الأهلية لإدارتها، ورغم ذلك فإن خلال الفترة الماضية لم يحدث أي شيء في هذا الملف سواء من الوزيرة السابقة أو الوزير الحالي الدكتور خالد عبدالغفار القائم بأعمال الوزارة.
إن الجهات التي تقدم خدمات الصحة في مصر تنقسم إلى ثلاث، أولها وزارة الصحة من خلال مستشفياتها، ثم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، من خلال المستشفيات الجامعية، ثم وزارة التضامن الاجتماعي من خلال مستشفيات الجمعيات، والمؤسسات الأهلية مثل الأورمان، ومركز أورام الفيوم، وغيرهما.
وطبقا للمشاهدات اليومية؛ فإن المستشفيات التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي تعد الأفضل، والأكثر جودة، وعلى سبيل المثال فإن مستشفى 57357 تحتل المركز الثاني على مستوى العالم، ولو استطعنا إنشاء هيئة أو جهة تتابع تكليفات الرئيس وتنفيذها، سينصلح حياة الناس في العديد من الملفات.
الحقيقة؛ إننا نعيش في دولة لا يتحرك أغلب مسؤوليها إلا بتعليمات من الرئيس، ويعوق تنفيذ التوجيهات والتكليفات الرئاسية مسألة عدم متابعتها، فضلا عن البيروقراطية الرهيبة لأن فكرة نقل ملف من وزارة إلى وزارة أخرى يستغرق وقتًا طويلًا وهناك عقم في تنفيذ التكليفات وعدم تقديمها بالوجه الأمثل، ما يؤثر على تقديم الخدمة.