الرقم 7 همزة وصل بين الحضارات.. باحثة تكشف عن أسراره
الرقم 7 يحمل من الأسرار الكثير وهو رقم مقدس من الحضارات والأديان منذ آلاف السنين فالقدماء آمنو أنه يحكم إيقاع الحياة وأنه رمز للكمال والأديان السماوية ارتبطت به بصورة مذهلة لا يمكن تجاهلها فما هى مدلولاته عبر الحضارات؟
رصدت أسراره الباحثة الآثارية ميرنا محمد المرشدة السياحية التى تكشف يومًا وراء يوم سرًا من أسرار الحضارة المصرية عبر عصورها التاريخية لتنقلها كسفيرة للحضارة لكل جنسيات العالم فى جولاتها السياحية
وتشير الباحثة ميرنا محمد إلى ظهور الرقم 7 بكثرة في المعتقدات والميثولوجيا القديمة إذ اعتاد الأقدمون على الحديث عن البحار السبعة وعن السبعة الأرواح التي يمتلكها القط وعن النجمة السباعية التي ترمز لإله الشمس عند السومريين والبابليين.
فهو رقم مفعمًا بالأسرار يتميز بمكانة خاصة عند أصحاب الحضارات القديمة، وآمنت كثير من الشعوب القديمة به بوصفه رقمًا مقدسًا ففي العقائد المندائية القديمة، ظهر الرقم 7 في الاعتقاد الشائع بأن روح المتوفى تمر بسبع بوابات لتطهيرها قبيل الخلود.
وتضيف ميرنا محمد بأن الرقم سبعة هو على الأرجح الرمز المصري لأفكار الكمال والمثالية والإيجابية أو التأثير ولقد تم استخدام سبعة آلاف برميل من الجعة الحمراء لخداع سخمت كي تكف عن قتل البشر في قصة رع وغضبه على البشر ورغبته في إبادتهم، ومزق الإله ست جسد أخيه أوزوريس لـ 14 قطعة أي سبعة مكررة مرتين وكان يحرس الإلهة إيزيس في رحلتها للبحث عن أجزاء جسد زوجها أوزوريس سبعة عقارب، ودامت المجاعة فى مصر سبع سنين، والحد الأدنى الذي فاض به النيل حتى تنتهي المجاعة كان سبعة أذرع والحد الأقصى كان ثمانية وعشرين (سبعة مضاعفة لأربعة أمثالها) رمز المياة (حرف النون) يحتوي سبعة تعرجات، ورمز الذهب (نوب) يحوي سبعة أشواك تحته، هرم سقارة المُدرج سبعُ درجات.، أيامُ الخلق سبعة، سلّم الصعود إلى عرش الإله سبعة
ويرصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة معالم هذه الدراسة موضحًا مدلولات الرقم 7 لدى البابليون فكانوا يعتبرون الرقم 7 عدد الكمال بل إن السومريين الذين أخذ عنهم البابليون كانوا يستخدمون العدد 7 مرادفًا لكلمة "الكل".وكانت الأبراج البابلية المكونة من سبعة طوابق تمثل الكون كما كانوا يستخدمون العدد للتعبير عن أكبر قوة وأعظم قدرة، وهكذا وجد الرقم 7 طريقه إلى المجال الديني وربما منذ منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد كانت العبارة "سبعة آلهة" تعني "جميع الآلهة".السومريون والبابليون وقدّس المصريون القدماء سبعة كواكب هى الشمس، القمر، المريخ، الزهرة، عطارد، المشتري، زحل، والإغريقيون القدماء أسموه بالرقم المثالي لأنه عبارة عن مجموع أضلاع المثلث
وينوه الدكتور ريحان إلى رمزية الرقم 7 فى اليهودية فى المينوراه الشمعدان السباعى وهو عبارة عن درع مجزأ إلى سبعة فروع حاملة للشموع، وكان اليهود يحتفلون باليوم السابع للعبادة وبالسنة السابعة وكانت أعياد الفطير والمظال سبعة أيام وكانت الذبائح فيها سبعة وكان الدم يرش على المذبح في يوم الكفارة سبع مرات، كما ذُكر في العهد القديم أنه قد حَذر الله نوح قبل الطوفان ثم أنزل المطر بعد سبعة أيام وبعد سبعة أيام من الطوفان أرسل نوح الغراب والحمامة
وللرقم سبعة في المسيحية الأسرار السبعة المقدسة، سر المعمودية، سر الميرون، سر الأفخارستيا، سر التوبة والاعتراف، سر مسحة المرضى، سر الزيجة، سر الكهنوت، والخطايا السبع المميتة هى الشراهة، الكسل، الغرور، الشهوة، الغضب، الانتقام، الحسد.
وتؤمن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأن هذه الأسرار لازمة تمامًا للكنيسة العامة وبعضها لازم لجميع المؤمنين للخلاص، كما يشير رقم 7 إلى الذبائح الخمسة في العهد القديم مضافًا إليهم العصفورين اللذان كان يقدمهما الأبرص للتطهير.
وفي العهد الجديد سؤال القديس بطرس الرسول للسيد المسيح عن مدى الغفران للآخرين قال «هل إلى سبع مرات»، فكان رد السيد المسيح له المجد «لا أقول لكَ إلى سبع مرات، بل إلى سبعين مرة سبع مرات» (متى 18: 22).
فى سفر الرؤيا ذكر القديس يوحنا الحبيب سبعة أرواح، سبعة منائر، سبعة كواكب سبعة مصابيح، سبعة ختوم، سبعة قرون، سبع أعين، سبعة أبواق، سبعة رعود، سبعة ملائكة، سبع جامات، سبع ضربات
ولفت الدكتور ريحان إلى الرقم 7 فى الإسلام حيث ذكر فى القرآن الكريم سبع سموات وسبعة أراضين وآيات فاتحة القرآن سبعة وتتكون لفظة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) من سبع كلمات وفرائض الحج وواجباته سبعة، ويطوف المسلم حول الكعبة سبعة أشواط، ويسعى بين الصفا والمروة سبعة، وفي النهاية يرمي الجمرات على سبع دفعات، كل دفعة سبع جمرات.
وفى حلم فرعون الذى فسره يوسف الصديق كان عدد البقرات سبع، وعدد السنابل سبعة، تكبيرات العيدين 7 في الأولى
وذكر 24 مرة ما بين "سبع" و"سبعًا" فى القرآن الكريم فنجد فى قوله تعالى }مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ{ البقرة 261، {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ* سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا}الحاقة 6 -7، }و لو أنما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم { لقمان 27. وقال صلى الله عليه وسلم (مروهم بالصلاة لسبع)
وحديثًا يحتفل بسبوع المولود بعد مرور سبعة أيام على ولادته ويوم 7 يوليو هو رقم مميز رمز الخير والعطاء والتضحية لدى أبناء النوبة لتفاؤلهم الشديد بهذا الرقم فالمولود بيتخطي عليه 7 خطوات ونزول الطفل المولود لمياه النيل في اليوم السابع لميلاده وغيرها من الأمور التي تخص العادات والتقاليد النوبية والتي لم تتغير حتى الآن حتى أصبح عيدًا لهم بعدما اعتمدته منظمة اليونسيكو يومًا عالميًا للنوبة واحتفلت به العديد من الدول من مختلف بلدان العالم على رأسهم مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
أيام الأسبوع 7 وألون الطيف للمطر 7، ويعرف العالم البحار السبع و7 أنواع أساسية من النجوم، وتهاجر الطيور بسرب على شكل 7، الجنين في بطن أمه لا يكتمل نموه إلا في الشهر السابع.
هناك 7 حواس للإنسان السمع، البصر، الشم، اللمس، الذوق، حاسة إدراك الزمن، حاسة إدراك الوضع في المكان، وعدد أبواب الجحيم سبعة، دورة القمر حول الأرض 28 يومًا وهي مجموع 7+7+7+7، وعدد قارات العالم 7 قارات