كيف ترد روسيا على العقوبات الغربية المفروضة عليها؟

أعلنت روسيا عن قرار جديد فيما يخص العقوبات الدولية المفروضة عليها منذ بدء الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وعزمت على  تصدير الغذاء والمحاصيل إلى "الدول الصديقة" فقط، وأكدت أن التعامل سيكون بالروبل أو بعملات تلك الدول، هذا ما اعتبره محللون سلاحًا جديدًا تستخدمه روسيا ضد أوروبا، التي تعد أكبر مستورد للمنتجات الزراعية الروسية.

البيع للدول الصديقة

قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، دميتري ميدفيديف، إن روسيا ستقوم بتوريد المنتجات الغذائية والزراعية لأصدقائها فقط  ولحسن حظ روسيا أن لدينا الكثير منهم، وهم ليسوا ضمن الدول الأوروبية ولا أمريكا الشمالية.

كما أكد ميدفيديف أن الأولوية في الإمدادات الغذائية ستكون للسوق المحلية والتحكم بالأسعار فيها، وأن الإمدادات الزراعية للأصدقاء ستكون بالروبل، أو بعملاتهم الوطنية بنسب متفق عليها، وأن يتم التعامل بالعملات الأوروبية على الإطلاق في أي من الصفقات الروسية. 
وجاءت هذه التصريحات الروسية بعد أن طالبت موسكو المشترين الأجانب بدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل، في رد قوي منها على تجميد أصول روسيا في الغرب بسبب هجومها على أوكرانيا.

قائمة الدول غير الصديقة

أعلنت الحكومة الروسية عن قائمة بأسماء الدول غير الصديقة، والتي ضمت الدول التي فرضت أو انضمت إلى العقوبات الغربية ضد روسيا على خلفية حرب أوكرانيا.
وشملت القائمة: الولايات المتحدة وكندا ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأوكرانيا والجبل الأسود وسويسرا وألبانيا وأندورا وأيسلندا وليختنشتاين وموناكو والنرويج وسان مارينو ومقدونيا واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وميكرونيسيا ونيوزيلندا وسنغافورة وتايوان، فيما لم تضم القائمة أي دولة عربية أو إفريقية.

كارثة وشيكة

كشفت صحيفة   "نيويورك تايمز"، عن كارثة وشيكة تهدد العالم تتمثل في نقص المواد الغذائية الرئيسية، بعد أن أدت الحرب إلى التأثير في صادرات القمح والحبوب الرئيسية من كلا البلدين الذين يمثلان مصدرا رئيسيا لها.
وأشارت إلى أن حصة كبيرة من القمح العالمي والذرة والشعير محاصرة في روسيا وأوكرانيا بسبب الحرب، في حين أن كمية أكبر من الأسمدة العالمية عالقة في روسيا وبيلاروسيا، والنتيجة هي ارتفاع أسعار الغذاء العالمي والأسمدة.
هذا وقد حذرت الأمم المتحدة من أن الحرب في أوكرانيا تهدد بتدمير جهود البرنامج لتوفير الغذاء لحوالى 125 مليون شخص على مستوى العالم، لأن أوكرانيا انتقلت "من سلة خبز للعالم إلى بلد يقف مواطنوه في طوابير للحصول على الخبز".

إجمالي صادرات روسيا

بلغ حجم صادرات المنتجات الزراعية من روسيا في العام 2021 مستوى 37.7 مليار دولار، حسب بيانات مركز "أغروأكسبورت" التابع لوزارة الزراعة الروسية.
وارتفعت في 2021 بواقع 7.2 مليار دولار مقارنة بالعام 2020، وحينها بلغت صادرات المنتجات الزراعية 30.5 مليار دولار، كما احتلت محاصيل الحبوب الحصة الأكبر في إجمالي الصادرات الزراعية، حيث تم تصدير حبوب بقيمة 11.441 مليار دولار، بزيادة في العام 2021 نسبتها 12 بالمئة عن العام 2020.

وكشفت الدراسات الروسية أن الاتحاد الأوروبي تم تصنيفه كأكبر مستورد للمنتجات الزراعية الروسية، حيث اشترت دول الاتحاد منتجات زراعية من روسيا في العام 2021 بقيمة 4.716 مليار دولار، بزيادة نسبتها 41 بالمئة عن العام 2020.

وجاءت تركيا في المرتبة الثانية، بعد الاتحاد الأوروبي وقد استوردت منتجات زراعية من روسيا بقيمة 4.33 مليار دولار (زيادة في 2021 بنسبة 38 بالمئة مقارنة بـ2020)، فيما احتلت الصين المرتبة الثالثة، حيث استوردت منتجات زراعية روسية بقيمة 3.554 مليار دولار.
جدير بالذكر أن قيمة صادرات المنتجات الزراعية تجاوزت قيمة صادرات الأسلحة الروسية بنحو 1.5 مرة، حيث تشير البيانات إلى أن صادرات الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية بالمتوسط بلغت نحو 13 مليار دولار.