بعد تطويره.. أهم المعلومات عن مسجد "سيدنا الحسين" في مصر
يمتلك آل البيت مكانة روحية عظيمة في نفوس الشعب المصري، حيث يعتبرونهم مصدر للسلام النفسي والطمأنينة، وتتمتع مساجد آل البيت بمنزلة خاصة في نفوس المصريين جعلت من مساجدهم مزارات يتوافد عليها المصريون من جميع المحافظات لينالوا بزيارتها البركات واستجابة الدعوات، وقد إبداع المصريون في تقديس المساجد وظهر ذلك في عمارتها وزخرفتها، وفي هذا الإطار وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالارتقاء بمساجد آل البيت.
وتستعرض بوابة "الفجر" في التقرير التالي أبرز مساجد آل البيت.
مسجد الحسين
يعتبر مسجد الحسين الموجود في محافظة القاهرة في منطقة خان الخليلي في حي الجمالية، أحد أهم مساجد آل البيت في مصر، وقد لقب الكثير من المؤرخين مسجد الحسين باسم مسجد الحرم المصري، وذلك بسبب إقتناع المصريين بأن رأس الحسين مدفون داخل المسجد، رغم اختلاف الروايات حول هذه الحقيقة.
ويتكون المسجد من الحجرة النبوية المدفون فيها رأس الحسين للتبارك بما هو موجود داخلها، وتضم الحجرة مقتنيات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو قطعة من قميصه، إضافة إلى سيفه الخاص المسمى العضب والقاطع، كما يوجد أربع شعيرات من شعره المبارك، وقطعة من عصاه التي حملها عند فتح مكة، ومكحلته الخاصة والمرود الذي كان يستعمله لتكحيل عينه، بجانب بعض المقتنيات المهمة منها كسوة الكعبة، ومصحف الخليفة عثمان بن عفان الذي يزن 80 كجما وارتفاعه 40 سم، ويعود تاريخه إلى القرن الأول الهجري.
وقام ببناء المسجد الخلفاء الفاطميين عام 549 هجرية الموافق لسنة 1154 ميلادية، تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويتكون المسجد من ثلاثة أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وباب آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر، كما بُني مسجد الحسين بالحجر الأحمر على الطراز الغوطي، ويضم المشهد ثلاثة أبواب بالوجهة الغربية، وباب بالوجهة القبلية، وآخر بالوجهة البحرية يؤدى إلى صحن به مكان الوضوء.
مسجد السيدة نفيسة
بُني مسجد السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبى طالب في عام 1314 هجرية الموافق 1897 ميلادية، ويوجد المسجد في منطقة السيدة نفيسة بالقاهرة، والمعروفة قديمًا باسم درب السباع، ويقع على بداية الطريق المعروف بطريق أهل البيت، حيث يصبح المشهد النفيسي، هو المحطة الثانية في هذا الطريق بعد مشهد الإمام علي زين العابدين، وينتهي هذا الطريق بمشهد السيدة زينب بنت علي مرورا بالسيدة نفيسة والسيدة سكينة بنت الحسين، ورقية بنت علي بن أبي طالب، ومحمد بن جعفر الصادق، وعاتكة عمة الرسول.
مسجد السيدة زينب
يوجد ضريح ومسجد السيدة زينب بنت الإمام علي، داخل حي السيدة زينب بالقاهرة، ويقع وسط الحي ويطلق على الميدان المقابل للمسجد أيضا ميدان السيدة زينب.
ويقع الضريح في الجهة الغربية من المسجد ويضم قبر السيدة زينب، وتحيط به مقصورة من النحاس تعلوها قبة صغيرة من الخشب، ويعلو الضريح قبة مرتفعة على الطراز المملوكي، حافلة بالزخارف العربية والكتابات، يتوافد الكثير من محبي آل البيت على المسجد من جميع البقاع للتبرك والدعاء.
تطل الواجهة الرئيسة للمسجد على الميدان المعروف باسمها وتحتوي على ثلاثة مداخل تؤدي إلى داخل المسجد مباشرة، وترتد الواجهة عند طرفها الغربي، وفى هذا الارتداد باب آخر مخصص للسيدات يؤدى إلى الضريح وتوضع المئذنة على يسار هذا الباب ويحيط بالركن الغربي البحري سور من الحديد.
السيدة عائشة
يقع مسجد السيدة عائشة على الطريق المؤدى إلى عين الصيرة وفم الخليج، ويعود نسبها إلى الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي السجاد زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبى طالب.
يتكون المسجد من مربع في منتصفه صحن وتحيط به الأروقة، ويوجد المحراب في الركن الجنوبي الشرقي للجدار القبلة، ويقع في الواجهة الغربية للمسجد بابان بينهما المئذنة التي لم يبق منها سوى الدورة الأولى.
تم تجديد المسجد في العصر الحديث بالكامل حيث نقلت له أحجار مسجد أولاد عنان الذي بني مكانه الآن مسجد الفتح بميدان رمسيس، كما نُقل إلى مسجدها الجديد المقصورة النحاسية التي كانت على قبر السيدة زينب بنت علي قبل إهداء المقصورة الفضية الموجودة الآن على قبرها من طائفة البهرة.
مسجد السيدة رقية
مشهد السيدة رقية هي بنت علي بن أبي طالب رضى الله عنه وعنها، جاءت إلى مصر مع بقية أهل البيت، بعد موقعة كربلاء، مع أختها السيدة زينب الكبرى، هو أحد مساجد آل البيت التي أنشئت في العصر العثماني في مصر على يد الأمير عبد الرحمن كتخدا، ويتميز محراب السيدة رقية بالزخارف البارزة، والكتابات الكوفية التي اشتملت على آيات من القرآن الكريم.
يقع المسجد داخل حي الخليفة، بالقرب من جامع شجرة الدر، كما يجاور المسجد مقام ومسجد السيدة سكينة بنت الإمام الحسين، ومقام ومسجد سيدي محمد الأنور، حفيد الإمام الحسن، ويقع أيضًا بالقرب من مسجد السيدة رقية، مسجد ومقام الإمام الشافعي، إضافة إلى عدد غير قليل من مساجد الصالحين.
مسجد السيدة سكينة
تم بناء مسجد السيدة سكينة ابنة الحسين عليه السلام وحفيدة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، في شارع الأشراف بجوار المشهد النفيس، تم بناءه من قبل المأمون البطائحي، وزير الآمر بالله الفاطمي، ضريحا بُنيت قبته بعد سنة 510 هـ، ثم ألحق بالضريح مسجد أقامه الأمير عبد الرحمن كتخدا سنة 1173هـ 1760م، وتم انشاء مقصورة من النحاس على الضريح سنة 1266هـ، ثم أمر الخديوي عباس حلمي الثاني بتجديده سنة 1322هـ، وأصبح له ثلاثة أبواب غير دورة المياه، يضم المسجد 6 أعمدة من الرخام ومنبر من الخشب النقي، ويعلو الضريح تابوت من الخشب من داخل مقصورة كبيرة من النحاس الأصفر من إنشاء عباس باشا، وتم تجديد أخيرًا من وزارة الأوقاف.