سفراء ودبلوماسيون عدد من الدول يكشفون زيف دعاية الكرملين ويكشفون سبب الحرب
عقد مركز الفارابي للدراسات والاستشارات والتدريب بالتعاون مع مؤسسة النهار للصحافة مؤتمره الرابع، اليوم الخميس، تحت عنوان "التداعيات العالمية للأزمة الروسية الأوكرانية"، وشارك فيه سفراء أوكرانيا وبولندا وليتوانيا وكذلك دبلوماسيين من كولومبيا والمملكة المتحدة والبرتغال وسنغافورة وإيطاليا وألمانيا وفرنسا.
مركز الفارابي
ووصف الدكتور مدحت حماد، رئيس مركز الفارابي، الحرب الروسية على أوكرانيا بأنها إبادة، مُدينا استهداف المواطنين المدنيين، مطالبًا بالوقف الفوري للحرب.
مؤسسة النهار
كما أدان أسامة شرشر، رئيس مؤسسة النهار، بأقوى العبارات تدمير البنية التحتية في أوكرانيا قائلا: "إن الصواريخ الروسية عندما تستهدف مواقع البنية التحتية الاقتصادية والإنسانية والتعليمية والثقافية والدينية في أوكرانيا فهي تدمر في نفس الوقت الإنسانية في كل دول العالم".
القائم بأعمال السفير الأوكراني
وفي سياق البحث عن حل سلمي للحرب، أكد القائم بأعمال السفارة الأوكرانية، روسلان نيتشاي، أن رئيس أوكرانيا قد صرح منذ بداية العدوان الروسي على أوكرانيا، بأن الطريق الوحيد للتسوية والسلام هو المباحثات الدبلوماسية السلمية.
وأضاف نيتشاي، في حديثه حول اخر تطورات المباحثات بين روسيا وأوكرانيا " لا يزال إنهاء الحرب، التي أطلقتها روسيا، هو الأولوية الرئيسية لأوكرانيا، وقد عُقدت ست جولات من المفاوضات الأوكرانية الروسية حتى الآن، وآخرهم الجولة التي بدأت يوم 29 مارس، وقدم الجانب الأوكراني رسميًا مقترحاته بشأن النظام الجديد للضمانات الأمنية لأوكرانيا، حيث يجري النظر في معاهدة دولية موقعة ومصدقة عليها من كل من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، والصين، وروسيا بصفتهم أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وكذلك تركيا وألمانيا وكندا وإيطاليا وبولندا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، مع إمكانية انضمام دول أخرى إليها، وهذه المعاهدة ستحذو نظيرًا محسنًا لآلية الناتو للمشاورات والالتزامات الملزمة قانونًا لتقديم المساعدة العسكرية في حالة الهجوم على أوكرانيا."
وفي السياق، أشار "نيتشاي"، إلى أن القوة الضامنة الوحيدة الآن لأوكرانيا هي الجيش والمقاومة الشعبية وكلما نجحت القوات الأوكرانية في الدفاع عن سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا كلما انخفض سقف طموح القوات الروسية في السيطرة علي البلاد، مؤكدا أن وقف الحرب الفوري وانسحاب كل القوات الروسية من أوكرانيا سيؤدي إلى السلام وحل هذه المأساة.
سفير ليتوانيا
من جانبه، قال أرتوراس جايليوناس، سفير ليتوانيا، إن روسيا هاجمت مولدوفا في بداية التسعينات واحتلت جزءً منها مع أن مولدوفا كانت ولاتزال دولة محايدة ولم تعلن عن رغبتها في انضمام لأي حلف دولي دفاعي، موضحًا أن سبب الغزو الروسي الآن لا علاقة له بالناتو ولكنه حرب استعمارية إمبريالية ضد دولة مستقلة ذات سيادة سياسية.
سفير بولندا
وأضاف ميهاو وابيندا، سفير بولندا في القاهرة، أن أوكرانيا دولة مستقلة تقرر بنفسها المنظمات التي تريد أن تكون عضوا فيها والتي لا تريد أن تكون عضوا فيها، لافتًا أن روسيا تطبق معايير مزدوجة في هذا السياق، فبيلاروسيا دولة مجاورة لبولندا وغيرها من دول حلف الناتو، عضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، لكن لا تتعامل بولندا ولا أي دولة أخرى في حلف الناتو مع هذا كذريعة للحرب، على الرغم من أن التدريبات العسكرية الهجومية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي تجرى أحيانًا على الحدود البولندية - البيلاروسية.
وتابع " أن روسيا خلافًا لجميع التزاماتها، تعمل على توسيع إمكاناتها العسكرية، خاصة الهجومية، في جيب كالينينجراد المتاخمة لبولندا وليتوانيا، وقد إنتشرت مؤخرًا العديد من المعلومات الخاطئة في وسائل الإعلام التي تظهر فيها الخطاب الروسي، ومنها إن روسيا تناضل من أجل نظام عالمي يخلو من هيمنة قوة واحدة وخالٍ من الاستعمار."
وأردف سفير بولندا في القاهرة، أن العالم العربي مر بالعديد من التجارب التاريخية المرتبطة بالاستعمار، كما حُرمت بولندا من الاستقلال لأكثر من 100 عام، بسبب الاستعمار من قبل دول الجوار بما فيهم روسيا، مشيرًا إلى أن أوكرانيا اعتمدت على روسيا لأكثر من نصف قرن، ولم تحصل على الاستقلال التام إلا في عام 1991.
وأوضح "ميهاو وابيندا"، أن سبب الحرب الحالية هو رغبة روسيا في جعل أوكرانيا مستعمرة لها مرة أخرى؛ وأن كابوس روسيا الأكبر هو رغبة وقدرة أوكرانيا على أن تكون مستقلة حقًا.