طلاق الـ WATS APP يدخل محكمة الأسرة
تكتظ محاكم الأسرة بالعديد من القضايا التى أقامت دعواها سيدات يطالبن بتوثيق الطلاق الذى كانت تتم إجراءاته من داخل مكتب المأذون، أما فى عصرنا الحالى ومع تطور وسائل التكنولوجيا الحديثة أصبح الطلاق يتم من خلال رسالة عبر موقع التواصل الاجتماعى «واتس آب» يخبر من خلالها الزوج زوجته بالطلاق، لتستيقظ العديد من الزوجات على رسالة نصية مفادها «إنتى طالق» لتبدأ بعدها الزوجة رحلة معاناة لإثبات هذا الطلاق الذى يهرب الزوج منه حتى لا يتحمل تبعاته.
وراء كل رسالة نصية حكاية مؤلمة وهدف للزوج دفعه للجوء لهذه الطريقة حتى يتنصل من المسئولية، القصة الأولى بطلتها «عبير» والتى قضت عاما كاملا لتثبت طلاقها بعد أن أخبرها الزوج بالطلاق عبر «واتس آب» حتى يتهرب من دفعه نفقة صغيرهما الذى لا يتعدى عمره الأربع سنوات.
سردت قصتها قائلة: «اتمرمطت حتى أحصل على نفقة لابنى وفى النهاية حصلت على نفقة ألف جنيه رغم أن راتب طليقى ٩ آلاف جنيه بعد إثبات الطلاق الذى تم بطريقة مهينة عبر الواتس آب وكأن لا أهل لى حتى يتم الطلاق بالشكل الشرعى اللائق».
ليست «عبير» وحدها ضحية طلاق السوشيال ميديا، حيث دفعت سمر الفتاة العشرينية ثمن البقاء مع زوجها البالغ من العمر ٦٠ عاما، والذى قام بتطليقها بنفس الطريقة حتى يتهرب من دفع مستحقاتها الشرعية بموجب ورقة الطلاق، وفى نفس الوقت تظل تحت خدمته أطول فترة ممكنة من دن الحصول على أى مستحقات، ونتيجة لذلك ظلت أكثر من ٦ أشهر تخدمه حتى تحصل على الطلاق وتنجو بحياتها من هذا العجوز وتنازلت عن كل مستحقاتها.
أما «نهلة» فقد أخبرها زوجها بطلاقها بعد عامين، ظل خلالهم الزوج بعيدًا عنها لسفره فى إحدى دول الخليج لتفاجئ فى أحد الأيام برسالة من زوجها يخبرها أنه قام بتطليقها غيابيًا منذ عامين واكتفى بهذه الرسالة على موقع التواصل الاجتماعى «واتس آب»، فأقامت دعوى لتوثيق الطلاق للحصول على ورقة تثبت أنها مطلقة ورفعت قضايا نفقة من أجل الحصول على نفقة لابنتها أيضًا.
الطلاق المستمر كان مسار حياة «رجاء» التى اعتاد زوجها على حلف يمين الطلاق مع كل مشاجرة ثم يتم التصالح بينهما حتى حدث الطلاق للمرة الثالثة وأخبرها الزوج بذلك عبر رسالة على «واتس آب» ولم يقبل بتوثيق الطلاق وتطليقها عند مأذون شرعى حتى لا تتمكن من الحصول على حقوها الشرعية أو الزواج مرة أخرى.
زواج لم يستمر لأكثر من عام، هذا هو حال «صباح» التى بقيت مع زوجها لمدة عام كامل ومع تكرار الخلاف بينهما قام بطردها من مسكن الزوجية وخلال الفترة التى بقيت فيها بمنزل أهلها تفاجأت برسالة نصية من زوجها عبر تطبيق «الواتس آب» يخبرها بالطلاق، ولم يرد لها أيًا من مستحقاتها حتى المنقولات الخاصة بها استولى عليها، فرفعت قضية ضده بالقائمة للحصول على حقوقها وإثبات الطلاق الذى فشلت فى إثباته فقامت برفع قضية خلع ضد زوجها ولم تحصل على أى حقوق لها بسبب الخلع. «هدى» ضحية أخرى لطلاق «الواتس آب» فبعد عامين تعرضت فيهما للإهانة والضرب لم تتحمل فى أحد المرات عندما وصل الأمر بالزوج لإحداث كسور بها قضت بسببها أسبوع داخل المستشفى، ومع ضغط الأهل أقنعوها بأن التحمل وإكمال حياتها الزوجية أفضل من الطلاق، قائلة: «للأسف رضخت وعدت مرة أخرى لزوجى الذى كرر فعلته بالضرب المتكرر»، مشيرة إلى أنها عندما ثارت ضده أخبرها برسالة على تطبيق «واتس آب» بالطلاق وطلب منها مغادرة المنزل قائلًا لها أنه سيتركها «معلقة» ولن تحصل منه على شىء لأنها لن تستطيع إثبات الطلاق من الأساس.