وزير الري: ضرورة تكثيف الجهود بكافة الدول بمجال التكيف مع التغيرات المناخية
شارك الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والرى افتراضيًا في اجتماع لجنة قادة الائتلاف الدولي للمياه والمناخ، والمنعقد بهدف الاتفاق على خطة عمل الائتلاف ووضع منهجية للتنفيذ خلال الفترة القادمة، وتحديد دور القادة في رفع الوعى بالترابط بين المياه والمناخ.
وشارك في الاجتماع الرئيس المجري يانوش آدير، وبيتري تالاس أمين عام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، والمبعوث الهولندى رفيع المستوى للمياه، ووزراء وكبار مسئولى المياه بدول المغرب وطاجيكستان وتوجو وناميبيا، ورئيس منظمة الشراكة العالمية للمياه، ومدير السياسات بالبنك الدولي، وممثلي عدد من شركات القطاع الخاص.
وأكد عبد العاطى خلال كلمته على الاهتمام الكبير الذي توليه مصر للائتلاف الدولي للمياه والمناخ، وحرص مصر على عرض أولويات وتحديات القارة الأفريقية فى كافة المبادرات الدولية مثل إئتلاف المياه والمناخ، وحشد الدعم الدولي للائتلاف خلال مؤتمر المناخ COP 27 والذي تستضيفه مصر في شهر نوفمبر المقبل، وأهمية البناء على نتائج مؤتمر المناخ السابق COP 26 والذي عُقد في جلاسكو.
وأشار عبدالعاطي إلى البيان الصادر عن المؤتمر والذى تعهدت فيه الدول بالعمل معًا لدفع التنفيذ الطموح لإتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس، وتحقيق التعهدات المالية وإحراز تقدم نحو مضاعفة التمويل المخصص لإجراءات التكيف.
كما أكد وزير الري على ضرورة تكثيف الجهود الوطنية بكافة الدول في مجال التكيف مع التغيرات المناخية، وتوفير التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات التى تُسهم في تحقيق هذا الهدف، فضلًا عن اتخاذ الإجراءات اللازمة للتقليل من الانبعاثات للتخفيف من التغيرات المناخية.
وأشار إلى ضرورة تحويل التعهدات الدولية في مجال التكيف مع التغيرات المناخية إلى إجراءات ومشروعات يتم تنفيذها على الأرض على نطاق واسع وفي أسرع وقت، مضيفًا أن مصر قامت بالفعل بتنفيذ العديد من المشروعات في هذا المجال مثل مشروعات حماية الشواطئ التى تهدف للتكيف مع ظاهرة إرتفاع منسوب سطح البحر والناتجة عن ذوبان الجليد في العديد من مناطق العالم، وأن تراجع كميات الثلوج على قمم الجبال أصبح ظاهرة يتم رصدها في مدار أعوام متتالية.
من جانبه أكد الرئيس المجري يانوش آدير في كلمته أن مصر تمتلك أدوات كثيرة للتأثير إيجابيًا بما يخدم ملف المياه والمناخ في محيطها العربى والأفريقى، حيث تُعد المنطقة العربية من أكثر المناطق في العالم التى تُعانى من الشح المائى والأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية، كما تفتقر معظم الدول الأفريقية للبنية التحتية القوية التي تمكنها من التعامل بمرونة من التغيرات المناخية.
وأشار الرئيس المجرى إلى ضرورة التعامل مع قضيتى المياه والمناخ بإعتبارهما قضية واحدة، مؤكدًا أن عدد سكان العالم سيزداد بحوالى 2 مليار نسمة حتى عام 2050 وهو ما سيمثل ضغوط متزايدة على موارد المياه حول العالم، مشيرًا للتأثير الواضح للتغيرات المناخية على الموارد المائية وزيادة حالات الجفاف، مثل ما تعرضت له عدد من البحيرات بدولة المجر من نقص في منسوب المياه نتيجة تناقص كميات الأمطار، وإنعكاس ذلك على الزراعة والرعى والإنتاج السمكى، كما أشار لنضوب الخزانات الجوفية بالعديد من المناطق بالهند.
ولفت رئيس الوزراء التوجولى السابق إلى أهمية البعد العابر للحدود في قضايا المناخ، وضرورة تناول قضايا التغيرات المناخية إقليميًا بما يستلزم تحقيق التعاون والتنسيق على مستوى الأحواض والأقاليم، مؤكدًا أن التأثيرات لا تقف عند حدود الدول بل تمتد على مستوى أقاليم بأكملها.
واستعرض بيترى تالاس أمين عام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الهدف الرئيسى من إنشاء الائتلاف وهو السعي لإنشاء منظومة وقاعدة بيانات ومعلومات هيدرولوجية موحدة حول العالم، وهو الأمر الذى يتطلب بذل مجهودات ضخمة من كافة الدول، مشيرًا لضرورة الإلمام بكافة البيانات الخاصة بالموارد المائية لتحقيق الإدارة المثلى لها.
وأكد وزير المياه الطاجيكي على ضرورة الحفاظ على درجة حرارة الأرض، مشيرا لخطر ذوبان الجليد وما ينتج عنه من إرتفاع منسوب سطح البحر والتأثير على المناطق المنخفضة حول العالم وخاصة دلتاوات الأنهار، بالإضافة لتأثير التغيرات المناخية المتمثل فى ذوبان الجليد على قمم الجبال الأمر الذى يتسبب فى زيادة الفيضانات في أحواض الأنهار بوسط آسيا، وما ينتج عن ذلك من نزوح السكان.
ويعد هذا الاجتماع هو الثاني لقادة الائتلاف الدولي للمياه والمناخ، حيث تم عقد الإجتماع الأول بمشاركة الدكتور محمد عبد العاطى على هامش مؤتمر "كوكب بودابست للتنمية المستدامة" والذى عُقد بدولة المجر في شهر ديسمبر الماضى.
ويضُم الائتلاف الدولي للمياه والمناخ في عضويته فريق رفيع المستوى أبرزهم رئيسى دولتى المجر وطاجيكستان، وهو الكيان الرئيسي المحرك لهذا الائتلاف، ويُعد الإئتلاف أحد المبادرات الدولية التي تهدف بشكل رئيسي لتحقيق التكامل بين أجندتي المياه والمناخ، والتعجيل من تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة والمعنى بقطاع المياه، والاهتمام بوضع حلول مستدامة وتبنى سياسات رشيدة للتعامل مع قضايا المياه والمناخ.
كما يعمل هذا الائتلاف تحت قيادة عدد كبير من المنظمات الأممية المعنية ومنها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والتى تُعد من أهم مؤسسي هذا الإئتلاف.