“في يومها العالمي” الحضارة المصرية كرمت المرأة وحفظت حقوقها
"في يومها العالمي" خبير: المرأة المصرية مكتشفة النحاس المشاركة بمعاهدات السلام قديمًا
في اليوم العالمي للمرأة الذى يوافق 8 مارس من كل عام أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار على ضرورة تغيير نظرة الرجل للمرأة ككيان أنثوي بل هي كيان متكامل واحترام كيانها هى أولى الخطوات للوصول إلى قلبها.
المصري القديم والمرأة
ونوه ريحان إلى نظرة المصري القديم للمرأة الذي اعتبرها كيان متكامل واحترمها احترامًا وصل إلى مرحلة التقديس وقد قدست بعض الملكات مثل “أحمس نفرتارى” التي وضعت في صفوف المعبودات وظل تقديسها حتى العصر المتأخر، كما وجدت بعض مظاهر تقديس لملكات منهن “أحمسمريت آمون”، و”أحمس”، و”مريت رعحاتشبسوت”، و”تى عا”، و”تى”، و”نفرتيتى”،و”نفرتارى” وحملت المرأة ألقابًا عظيمة مثل“طاهرة اليدين” و”العظيمة في القصر” و”سيدة الحب” و”سيدة الجمال” و”عظيمة البهجة”، وقد بلغعدد ملكات الدولة الحديثة 60 ملكة.
المرأة مكتشفة النحاس
وأشار إلى مصاحبة المرأة للرجل فى مصر القديمة فى كل أمور حياته وحتى فى الأعمال الشاقة حيث صاحبته فى بعثات وحملات التعدين لاستخراج الفيروز من سيناء، وكن النساء يرافقن أزواجهن في الرحلة، ليقمن بإعداد الطعام على مواقد بدائية عبارة عن حفرة في الأرض الجافة توضع بها قطع الأخشاب وفروع الأشجار للوقود قبل اكتشاف الفحم النباتي، وهن من لاحظن البريق المعدني الأصفر يلمع وسط رماد النار بعد خمودها، وقد كانت بعض مكونات النحاس بسيناء على شكل رواسب في الطبقات السطحية من الأرض، وبذلك بدأت عمليات اكتشاف النحاس فى سيناء على أيدى المرأة التى لا تفارق زوجها
ولفت الدكتور ريحان إلى وصول المرأة إلى أعلى المناصب السياسية فهناك ملكتان اعتليتا عرش مصر كحاكمات، وهما “حتشبسوت” في الأسرة الـ ١٨، و”تاوسرت” في الأسرة الـ ١٩، كما حملت ملكات الدولة الحديثة ألقابًا عديدة ذات طابع سياسي مثل “سيدة الأرضين” وهو اللقب المناظر للقب الملك “سيدالأرضين” في إشارة إلى نفوذ الملك الممتد على مصرالعليا والسفلى، وشاركن في تسيير شئون البلاد السياسية والدبلوماسية، ومنها والدة الملك رمسيس الثاني “تويا” وزوجته الأثيرة “نفرتاري” واللتين شاركتا في معاهدة السلام التي أبرمها الملك مع الحيثيين في العام ٣٤ من عهده، والتي تعتبر أقدم معاهدة صلح في التاريخ.
وتابع الدكتور ريحان بأن المصرى القديم قدّس الحياة الزوجية الذى كان يسودها المودة والرحمة والاحترام المتبادل وكانوا أحرص الناس على إقامة حياة زوجية ناجحة، وتأتي نصوص التعاليم المصريةلتؤكد على ضرورة المحافظة على العلاقات القوية بين الزوجين، ومنها تعاليم بتاح حتب (الأسرة الخامسة) فنجده يشير إلى مسئولية الرجل تجاه زوجته قائلًا “إذا أصبحت رجلًا معروفًا فتزوج، وأحبب زوجتك كما يليق بها، قدم لها الطعام وأسعد قلبها ماحييت”.
وقد جسّد المصري القديم كل هذه المعاني وكل هذاالحب والاحترام والمكانة للمرأة في العمارة والفنونالمصرية القديمة وقد خلّد الملك رمسيس الثاني اسمزوجته نفرتاري في التاريخ ببناء المعبد الصغير علىبعد مائة متر شمال شرق معبده وارتبط اسمهابأشهر المعابد في مصر وهو معبد أبو سمبل وبهتمثال الملكة نفرتاري وهي ترتدي فستان طويلشفاف وتضع على رأسها التاج الحتحوري المميزالذي يتكون من الريشتين وبينهما قرص الشمس واكتشفت مقبرة نفرتاري بمنطقة البر الغربي بمدينة الأقصر عام 1904 على يد بعثة إيطالية برئاسة الأثرى الشهير "سكياباريللي" وصورت نفرتاري بمقبرتها تضع على رأسها تاجًا من الذهب على هيئة طائر الرحمة "نخبتط" وقد تزينت الملكة بالكثير منالحلى من أقراط وأساور وعقود.