لأكثر من 35 عاما.. أم حنان تبيع طعمية لتنفق على أبنائها وترغب في قرنية لابنتها بالمنوفية (فيديو)
في برودة الشتاء القارس وحرارة الشمس الحارقة دون وجود أى أغطية أو مكان مغلق حيث توجد أدوات تحضير الطعمية والفول بالجوعديد والجرجير والسريس تقف أكثر من 10 ساعات يوميا للحصول على لقمة العيش لأبنائها وأحفادها ال8 أنها السيدة خيرية طلبه عبده ندا صاحبة ال ٥٨ عاما والتى تعرف بالمنطقة باسم أم حنان والتى اعتمدت على نفسها لتكسب قوت يومها، تقف لتبيع الفول والطعمية فى وسط شارع بجوار بنزينة وامام مسجد الانصاري بالحي القبلي بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية.
يتوافد عليها العشرات من أهالى المنطقة بل وجميع الموظفين الذين يعملون بشركة الكهرباء والأوقاف والبنزينة وبعض المؤسسات الأخري القريبة منها.
التقت بوابة الفجر "أم حنان" ورصدت قصة كفاحها تلك السيدة التى تعمل أكثر من 35 عاما فى عمل بيع الطعمية والفول، والتى تقف على طاسة الزيت تقلى الفلافل الشهية بالجرجير والجوعديد والفول بالزيت الحار من الساعة السادسة صباحا لزبائنها لتقدم لهم وجبة شعبية منتوعة.
تقول أم حنان: استقيظ يوميا من الثالثة عشر صباحا لتجهيز أدوات العمل لتسوية الفول وطحن فول الطعمية وتجهيز الجوعديد والجرجير وتنظيفه وتقطيع السلطة حتى الساعة الخامسة صباحا وتبدأ الشغل، والبيع والرزق حسب التساهيل، ممكن اقف ابيع حتى الثانية ظهرا أو حتى الانتهاء من قدر الفول وعجينة الطعمية.
واوضحت السيدة الخمسينية أنها منفصلة عن زوجها منذ ٣٠ عاما، وأصبحت تعمل فى بيع الطعمية وان ليس لديها اى دخل اخر، فعافرت لكي تقوم بتربية أبناؤها الأربع، وزوجت الابنة الكبيرة حنان ولكن لسوء الحظ ابنتها الكبيرة انفصلت عن زوجها بعد أن أنجبت أربع أبناء مشيرة أن أبنتها حنان من كثرة البكاء والحزن فقدت قرنية عينيها.
أم حنان استطاعت تربية أربعة من الأبناء من بيع الطعمية، والأن تربى أبناء احفادها من ابنتها المطلقة من بيع الطعمية وابنتها تساعدها من اجل لقمة العيش الحلال والرزق، وزبائن أم حنان يترددون يوميًا على فرشتها طالبين الفلافل والتحبيشة وطبق الفول مع المخلل.
حيث قال أحد الزبائن ويدعي محمد احمد أنه يشتري الطعمية منذ ١٥ عاما من عند أم حنان والكثير من الزبائن قدموا الشكر والتحية لما تقوم به السيدة أم حنان من مجهودات لتربية أبناؤها.
واوضحت السيدة خيرية أن ابنتها حنان فرج تعاني من عتامة القرنية وتريد إجراء عملية ترقيع قرنية لها حيث أنها لا تستطيع أن تقوم بإجراء هذه العملية على نفقاتها، لذا تناشد اللواء ابراهيم ابو ليمون محافظ المنوفية وأصحاب القلوب الرحيمة بمساعدتها لعلاج ابنتها.
كما أكدت أم حنان أن ارتفاع أسعار الزيت والفول وأنابيب البوتجاز لم يجعلها تستطيع تجميع أموال تكفيها هي وأبناؤها وأحفادها طوال الشهر وأنها لا تعتمد على اى دخل اخر لذا تناشد محافظ المنوفية بعمل معاش تكافل وكرامه لها، وعمل كشك يقيها من أمطار الشتاء التى تتسبب فى وقف حالها ونزول أمطار على الزيت التى تقلي به الطعمية وعلى الخبز وهذا يتسبب فى خسارة كبيرة لها.
وتعتبر أم حنان نموذج جيد للحد والاجتهاد ومثال جيد وقصة كفاح لاعالتها لأولادها واحفادها بمفردها دون الاعتماد على أحد.
