علقت موسكو على وصف "الناتو" للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بالعداون، حيث قال المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، اليوم السبت، إن "الناتو" ليس لديه ما يدعو إلى وصف العملية العسكرية الروسية الجارية في أوكرانيا "بالعدوان".
وأضافت "زاخاروفا"، في تعليق على القمة الافتراضية الاستثنائية لرؤساء دول الناتو يوم الجمعة لمناقشة الأزمة الأوكرانية: "في سياق عدم قدرة دول الناتو على التفاوض وعدم رغبتها في تعزيز الأمن حقًا في أوروبا على أساس مبدأ الأمن المتكافئ وغير القابل للتجزئة، فإننا نعتبر أن محاولاتهم لاتهامنا بالعدوان لا أساس لها من الصحة"، حسبما أوردت وكالة سبوتنيك.
وأشارت المتحدثة إلى أنه: "قبل تحميل روسيا المسؤولية عن عمليتها لتجريد أوكرانيا من السلاح وتشويه سمعتها، يتعين على دول كتلة شمال الأطلسي "الناتو" الرد على مغامراتها العسكرية، وكذلك تقاعسها عن اتخاذ أي إجراء بشأن مسألة تشجيع النظام في كييف على حل مشكلة دونباس سلميًا".
وبحسب "زخاروفا"، أعرب قادة حلف الناتو في القمة عن كل دعم ممكن لأوكرانيا، البلد الذي أصبح، بتواطؤ من الغرب، مرتعًا للأيديولوجية النازية".
ومضت المتحدثة متهمة الكتلة الغربية بـ "النفاق" فيما يتعلق بالتدمير المزعوم لأساس السلام في أوروبا بسبب تصرفات روسيا في أوكرانيا.
كما قالت "زخاروفا": "بأيدي من تم ذلك؟ أليست دول الناتو هي التي نظرت بصمت إلى الولايات المتحدة التي دمرت معاهدة الصواريخ المضادة للباليستية؟ لقد وقفوا مكتوفي الأيدي عندما انسحبت واشنطن من جانب واحد من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى. لقد سمحت للأمريكيين للانسحاب من معاهدة الأجواء المفتوحة، التي جعلت هذه الاتفاقية عديمة الجدوى كآلية فعالة للسيطرة على الأنشطة العسكرية".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية: "ألم تكن دول الناتو هي التي شاركت في قصف يوغوسلافيا والهجوم على ليبيا وغزو العراق؟ على مدى 20 عامًا، قادوا الوضع في أفغانستان إلى التدهور التام، وعندما فروا تركوا وراءهم أسلحة بمليارات الدولارات".
وزعمت "زاخاروفا": "على مدى ثماني سنوات، راقبت الدول الغربية بشكل سلبي قتل وإساءة معاملة الآلاف من المدنيين في جنوب شرق أوكرانيا. وبشكل فعال، أصبحوا شركاء في الإبادة الجماعية طويلة الأمد لسكان جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين".
وأشارت إلى "أن نية الناتو لمواصلة ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي، تتحدث عن شيء واحد: الولايات المتحدة وحلفاؤها غير مهتمين بحل الأزمة في هذا البلد".
كما قالت "زاخاروفا": "تواصل الكتلة الغربية بناء قواتها العسكرية وبنيتها التحتية بالقرب من روسيا، والانخراط في الحشد العسكري لأعضاء التحالف بالقرب من روسيا، باستخدام مواردها لتطوير خطط لاحتواء روسيا. لا يمكننا تجاهل مثل هذا المسار المواجه تجاه بلدنا. خاصة عندما تظل مخاوفنا الأمنية الرئيسية دون إجابة".
وبحسب وكالة سبوتنيك، فقد أدانت الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا وآسيا العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ووصفتها بأنها "عمل عدواني" و"غزو" غير مبرر، وفرضت على موسكو عقوبات جديدة ووعدت بإرسال مساعدات عسكرية إضافية إلى كييف. الأزمة الحالية في أوكرانيا هي تتويج لوضع يتفاقم منذ أكثر من ثماني سنوات.
وكان قد دعا مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن بوريل جوزيب بوريل، اليوم السبت، المجتمع الدولي لتوحيد الجهود والمساعدة في إنهاء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، وفقًا لقناة سكاي نيوز عربية.
وبدأت روسيا، في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس، عملية عسكرية جديدة في إقليم دونباس على الحدود الروسية الأوكرانية.
واستهدفت وزارة الدفاع الروسية، البنية التحتية العسكرية والدفاع الجوي والقوات الجوية لأوكرانيا بـ "أسلحة عالية الدقة".