خبير: وادي فيران كنز أثري ينتظر الاستغلال
قال الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، إن وادي فيران أصبح في القرن الرابع الميلادي مدينة أسقفية حولها العديد من القلايا "أماكن تعبد الراهب" وكانت إيبارشية أو أبرشية فيران مقعدًا للباباوية وكان فيها عدة أديرة وكنائس.
وفى عام 535م كان الراهب ثيوناس يحمل لقب أسقف ومندوب الجبل المقدس ودير رايثو وكنيسة فيران المقدسة وآخر مطارنةفيران هو ثيودورس عام 649م ثم انتقل مركز الأبرشية إلى طور سيناء(منطقة سانت كاترين الحالية ) بعد بناء دير طور سيناء الذى أطلق عليهدير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى، أي انتقل مركز الأبرشية من فيران إلى دير طور سيناء بعد بناؤه بحوالى 90 عامًا حيث أن الديربنى ما بين 548 إلى 565 م وأصبح دير سانت كاترين مركزًا لأبرشيةسيناء وأصبح رئيس الدير مطرانًا للأبرشية وأصبح لقبه مطران دير طورسيناء وفيران وراية وختم المطران حتى الآن باسم دير طور سيناء
ويوضح الدكتور ريحان أن "وادي فيران" كنزًا أثريًا وسياحيًا وبيئيًا، ينتظر الاستغلال الأمثل ووضعه على خريطة السياحة المحلية والعالميةويبعد الوادى 60كم عن دير سانت كاترين وهو مرتبط روحيًا بدير سانت كاترين لذا فإن أى تطوير بسانت كاترين يستلزم تطوير وادى فيران
وأشار إلى أن التسمية الصحيحة للدير الحديث الموجود بوادي فيران هي دير البنات وليست دير السبع بنات، حيث إن دير البنات القديم الأثرى كشفت عنه بعثة أثار المعهد الألمانى بالقاهرة برئاسة الدكتور "بيترجروسمان" موسم حفائر 1990 تحت إشراف منطقة جنوب سيناء للأثارالإسلامية والقبطية.
وأن دير البنات الأثرى يبعد عن مقر دير البنات الحديث المجاور للمدينةالبيزطية 2كم ويعود إلى الفترة من القرن الخامس إلى السادسالميلادي، وبحكم أنه يشرف على الطريق، فمن المحتمل استخدام المبنىفي وقت من الأوقات كنقطة عسكرية بيزنطية لتحمى المدخل الجنوبى إلىوادى فيران
ولفت الدكتور ريحان إلى أنه طبقًا للحديث المتواتر فإن سبب إطلاق إسمجبل البنات الذى يقع عليه دير البنات القديم أن فتاتين من أهل المنطقةأحبتا شابين، وحين رفض أهلهما الزواج ربطتا ضفائرهما معًا وقفزتا منأعلى الجبل
أمّا دير البنات القائم حاليًا، والذي يقع ملاصقًا لتل محرض الأثري،حكايته بدأت عام 1898م حين حصل دير سانت كاترين على حديقةكبيرة بهذا الموقع، يسقيها خزان كبير وقام راهبان من دير سانت كاترين،ببناء كنيسة بهذه الحديقة عام 1970م تسمى كنيسة سيدنا موسى، وتمبناء دير حول هذه الكنيسة عام 1979م، يتميز بأشجار السرو الباسقةرمزًا للخلود وخصص للراهبات التابعين لدير سانت كاترين، ويسمى ديرالبنات الحديث أو دير موسى النبى للراهبات لوجود كنيسة سيدنا موسى داخله
ويتابع الدكتور ريحان بأن طول وادى فيران 5 كم، وعرضه ما بين 250 إلى 375م وكان يتميز بغزارة المياه من الآبار والعيون التى تغذى حدائقالوادي، وقد نضبت بعض آبار الوادى، مما أدى لقلة المياه، وقد أخذالوادى شهرته من وجوده فى سفح جبل سربال العظيم الذى يبلغ ارتفاعه2070م فوق مستوى سطح البحر، واسم سربال ارتبط بشجر النخيل عندسفح الجبل، وكان الجبل محل تقديس قبل رحلة خروج بنى إسرائيل إلىسيناء.
يحتضن الوادي مدينة مسيحية متكاملة مكتشفة بتل محرض الأثرىتحوى أثارًا من القرن الرابع إلى السادس الميلادي شهدت قدوم الحجاجالمسيحيين إليها من أوروبا آمنين مطمئنين على أرض الفيروز فى رحلتهمإلى الجبل المقدس بمنطقة سانت كاترين ومنها إلى القدس ومنهم الراهبكوزماس عام 535م والراهب أنطونيوس عام 565م وكان الوادى ملجأًللمتوحدين الأوائل بسيناء الذين لجأوا إليه فى القرن الرابع الميلادى وبنواقلايا من أحجار الوادى ما زالت باقية حتى الآن، ويواجه تل محرض جبلالطاحونة الذى يرتفع 886م فوق مستوى سطح البحر، ويضم قلايامسيحية من القرن الرابع الميلادى، وكنائس من القرن الخامس والسادس الميلادي.
ويطالب الدكتور ريحان بتعظيم الاستفادة من وادى فيران ضمن مشروع التجلى الأعظم باعتباره كنزًا أثرى طبيعى وتحويله إلى متحفحضارى طبيعى مكشوف يضم الكنوز الأثرية التى تؤكد التعايش الحضاري على أرض مصر، لتنشيط السياحة الثقافية والروحية بالوادي، واستغلال مجاري السيول بالوادي، بعمل سدود وخزانات لتوفير المياه وإعادة اللون الأخضر لأشجار الوادي التاريخية، واستغلال الطبيعة المتفردة من جبال لها سحر خاص يجمع بين البشر والحجر والشجر فىمكان واحد