بعد العناد الإثيوبي.. كيف ردت مصر على البدء بشكل أحادي في تشغيل سد النهضة؟
شكلت مياه نهر النيل رابطًا متينًا بين الدول خاصًة بين مصر وإثيوبيا؛ فالعلاقات المصرية الإثيوبية تقوم على دعائم تاريخية وجغرافية واقتصادية وحيوية، ويبرز النيل أهمية استراتيجية وأمنية كبرى فى الحياة المصرية والإثيوبية، فهناك مصلحة مؤكدة ومشتركة لمصر وإثيوبيا فى مياه نهر النيل.
وتستعرض بوابة الفجر القصة الكاملة وراء بدء إثيوبيا العمل بشكل احادي فى تشغيل سد النهضة.
أعلنت إثيوبيا عن بدء بناء سد النهضة فى مارس 2011، والتكلفة التقديرية لبنائه نحو خمسة عشر مليار دولار بالتجهيزات والتوربينات بسعة تخزين 74 مليار متر مكعب، وهذه السعة تساوي حصة مصر والسودان معًا تقريبًا، وهذا السد سيحرم مصر من 9 مليارات متر مكعب سنويًا من حصتها، وهذا النقص سيلقي بتأثيراته السلبية على مجالات أخرى كثيرة حيث سينقص إنتاج الكهرباء في مصر بنحو20 %، وسوف يؤثر على حصة مصر في أثناء ملء الخزان، وبالتالي فإذا قررت إثيوبيا أن تملأ السد دون التوصل إلى طريقة أو آلية الملء خاصةً إذا تم الملء في فترة من 1 – 3 سنوات فمعنى ذلك عدم وصول أي إيرادات مائية إلى كل من مصر والسودان لمدة بسبب خصم هذه المياه من حصة الدولتين.
وبدأ التحرك المصري الدولي الاقليمي منذ عام 2010، بعدما رفضت مصر دراسات الجدوى لهذه السدود لعدم أخذ الآثار السلبية على دولتي المصب في الاعتبار، وتم ارسال ملاحظات مصر على الآثار السلبية لها إلى سكرتارية مبادرة حوض النيل وإلى حوض النيل الشرقي وإلى البنك الدولي والسوق الأوروبية وإلى المكاتب الاستشارية التي تقوم بتصميم هذه السدود، والتحرك الإثيوبي بعد وضع حجر أساس سد النهضة كان وما زال قويًا وحقق أهدافه من إشهار دولي للسد والبدء في إنشائه، وتشجيع للاستثمار الزراعي الدولي في إثيوبيا واستنفار للشعب الإثيوبي وفرض الأمر الواقع على كل من مصر والسودان وبل محاولة استمالة السودان.
وفيما يتعلق بالسودان فإنه قد يستفيد على الأرجح من سعر كهرباء السد المخفض وتدفق المياه المستقر الذي سيقلل من الفيضانات ويزيد من الري، وفقًا لمجموعة الأزمات الدولية، ولكن قرب سد النهضة من السودان، قد يعرّض سد الروصيرص السوداني لخطر الفيضان فهو يقع على مسافة 12.5 ميل من حدوده، في حال غياب التنسيق بين الدولتين.
اتفاقية سد النهضة 2015
بعد التدخلات الدولية وسعي العديد من الدول لحل الأزمة تم الاتفاق على 10 مبادئ تلتزم بها الدول الثلاث مصر السودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة وتم التوقيع عليها من قبل الدول الثلاث ومرفق بها ورقة شارحة حول إيجابيات الاتفاق وانعكاساته على علاقات الدول الثلاث.
وأكدت الاتفاقية التعاون على أساس التفاهم المشترك، والمنفعة المشتركة، وحسن النوايا، والمكاسب للجميع، ومبادئ القانون الدولى، والتعاون فى تفهم الاحتياجات المائية لدول المنبع والمصب بمختلف مناحيها، مشيرة إلى أن الغرض من سد النهضة هو توليد الطاقة، المساهمة فى التنمية الاقتصادية، والترويج للتعاون عبر الحدود والتكامل الإقليمى من خلال توليد طاقة نظيفة ومستدامة يعتمد عليها، وتوفر كل من مصر وإثيوبيا والسودان البيانات والمعلومات اللازمة لإجراء الدراسات المشتركة للجنة الخبراء الوطنين، وذلك بروح حسن النية وفى التوقيت الملائم.
مفاجأة غير متوقعة
أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد رسميًا تشغيل أول توربين بسد النهضة لتوليد الكهرباء، قائلا: "إثيوبيا تحتفل بميلاد عهد جديد له"
فقد أعلنت إثيوبيا عن بدء عملية تشغيل سد النهضة بشكل أحادي وهي خطوة اعتبرها المصريين إمعانًا من الجانب الإثيوبي فى خرق التزاماته بمقتضى اتفاق إعلان المبادئ لسنة 2015، الموقع من قِبَل رئيس الوزراء الإثيوبي.
رد مصر على تحرك إثيوبيا الأحادي
سلكت مصر طريق الإجراءات الدبلوماسية والقانونية للحفاظ على حقوقها في مياه النيل، واعتبرت إعلان إثيوبيا عن بدء إنتاج الكهرباء من سد النهضة خرقا للالتزامات الإثيوبية في اتفاق إعلان المبادئ الموقع عام 2015.
فقد أصدرت وزارة الخارجية بيانًا، اليوم الأحد 20 فبراير، حول الإعلان الإثيوبي البدء بشكل أحادي في عملية تشغيل سد النهضة.
وقالت الخارجية خلال البيان: "تعقيبًا على الإعلان الإثيوبي اليوم ٢٠ فبراير الجاري عن البدء بشكل أحادي في عملية تشغيل سد النهضة، وذلك بعد سابق الشروع أحاديًا في المرحلتين الأولى والثانية من ملء السد، تؤكد مصر على أن هذه الخطوة تُعد إمعانًا من الجانب الإثيوبي في خرق التزاماته بمقتضى اتفاق إعلان المبادئ لسنة 2015، الموقع من قِبَل رئيس الوزراء الإثيوبي".