جريمة دُبرت على مقهى.. لماذا سُرق نصف مليون جنيه من تاجر كرداسة؟

وصلة حديث جمعت تاجر نباتات زراعية " مشتل"، بصديقه خلال جلوسهما على إحدى المقاهي، بمركز كرداسة، ليخبره بمروره بأزمة مالية قائلًاً: "الحال واقف معايا.. عديلي ربنا كرمه معاه نصف مليون جنيه وأنا مش لاقي جنيه".

فكر الصديق في حيلة لسرقة "عديله" صديقه، ليعرض عليه خطته: "أنا أعرف واحد اسمه إبراهيم طه ساكن في بولاق.. إيه رأيك نكلمه يجيب لنا عيال يعمل نمرة وناخد الفلوس".

سرعان ما وافق التاجر على خطة صديقه، ليجري الأخير مكالمة هاتفية بـ "إبراهيم"، الذي حضر في عجالة، ليخبرهم بخطته هو الآخر لسرقة النصف مليون جنيه، ومعرفته بشخص يتقن تمثيل دور ضباط الشرطة"، قائلة: "عندي اللي هيخلص لكم المصلحة.. واحد اسمه محمد ممدوح “أبو روفيدة”، هنروح نقابله في قهوة في بولاق نتفق معاه".

توجه الصديقان وثالثهما لمقابلة "أبو روفيدة"، في المكان المتفق عليه، وهناك اتفقوا على ساعة الصفر لتنفيذ جريمتهم.

يوم الواقعة توجه "أبو روفيدة" إلى القرية محل سكن " العديل"، رفقة شركائه، مستقلين سيارة ميكروباص دون لوحات معدنية، وكان يتواصل معاهم تليفونيا العقل المدبر للجريمة، لحين وصولهم، إلى مدخل القرية ولدى وصولهم استقل التاجر دراجة نارية رفقة صديقه، للسير أمام الميكروباص لإرشادهم إلى المنزل، ولدى وصولهم أخبرهم: "البيت اللي على اليمين ده".

ليصلوا إلى المنزل في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، عقب مباراة منتخب مصر أمام نظيره السوداني، في بطولة كأس الأمم الإفريقية، المقامة في الكاميرون،  وكان حينها يجلس "محمد ومحمود" تاجري مشاتل، رفقة والدتهما العجوز، وزوجاتهما، داخل منزلهم، إذ تفاجأوا بشخص يطرق باب مسكنهم ولدى فتح العجوز له، تفاجأت بـ 8 أشخاص يخبروها بأنهم رجال شرطة "فين عيالك يا حاجة احنا مباحث".

دلف الـ 8 أشخاص إلى المنزل، ممسكا أحدهم بيده جهاز لاسلكي منتحلا صفة ضابط مباحث، وبمقابلة نجليها أُخبر نجلها "أنت روحت المنوفية إمبارح.. وتعرف واحد اسمه هيثم"، ولدى ارتباكه استكمل حديثه "احنا مراقبينك بقالنا فترة".

توجه منتحلو صفة رجال الشرطة إلى غرف المسكن لتفتيشها، حتى عثروا على حقيبة بداخلها نحو نصف مليون جنيه، ليحملها أحدهم، ثم يخبر الضابط المزيف بعثوره على الحقيبة "تمام يا باشا"، دون رؤيته من قِبل سكان المنزل.

طلب "الضابط المزيف "من باقي الأفراد اصطحاب تاجري المشاتل، إلى قسم الشرطة وأخذ هواتفهم المحمولة "هاتوا العيال دي غموا عنيهم وكتفوهم"، ليستقلوا سيارة ميكروباص دون لوحات معدنية.

توقف قائد السيارة الميكروباص بمنتصف الطريق، وتحديدا بالطريق الأبيض، وأعطى الضابط الهواتف المحمولة لأحد التاجرين "خد التليفونات دي وانزلوا.. احنا بكره هنكلمك"، وبعودة الشقيقين إلى منزلهما اكتشفوا بسرقة حقيبة الأموال "فين الفلوس اللي كنا هنشتري بيها الأرض بكره"، ليتوجه أحدهما إلى مركز شرطة كرداسة لتحرير محضرا.

تلقى اللواء مدحت فارس مدير مباحث الجيزة إخطارًا من العميد عمرو البرعي رئيس مباحث قطاع أكتوبر بورود إشارة من الرائد معتصم رزق رئيس مباحث مركز كرداسة بتلقيه بلاغ من تاجرين بأن قوة أمنية اصطحبتهما عنوة داخل ميكروباص وتركتهما بالطريق الأبيض واكتشافهما اختفاء حقيبة بداخلها نصف مليون جنيه بعد عودتهما.

كلف اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير مباحث الجيزة بتشكيل فريق بحث تركزت خطته على فحص كاميرات المراقبة المركبة بمحيط الواقعة وخطوط السير المحتملة لمرتكبي الواقعة فضلا عن مناقشة مقدمي البلاغ لتحديد أوصاف المتهمين.

بتتبع خط سير هروب الجناة تبين هروبهم إلى منطقة بولاق الدكرور، وفي أقل من 72 ساعة، توصلت تحريات العقيد علي عبد الكريم مفتش مباحث شمال أكتوبر إلى أن العقل المدبر للواقعة "عديل" أحد التاجرين بالاتفاق مع 10 آخرين.

عقب تقنين الإجراءات بإشراف اللواء علاء فتحي مدير المباحث الجنائية بالجيزة، تمكن المقدم مجدي موسى وكيل الفرقة والرائد أحمد فايز من ضبطهم وإعادة المبلغ المسروق.

تحرر المحضر اللازم بالواقعة بإخطار اللواء خالد البروي حكمدار الجيزة والعرض على النيابة العامة التي أمرت بحبسهم على ذمة التحقيقات.