"الآثاريين العرب" يختتم فعاليات دورة فنون الفخار
أكد الدكتور محمد الكحلاوي، رئيس المجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب، أن الدورة التدريبية “قراءات في الفخار حتى العصر البيزنطي، التقنية – الأنماط والاستخدامات - الرسم والتسجيل" اختتمت اليوم وهي الدورة التي أقامها المركز الإقليمي للآثار والفنون والحضارات القديمة بالمجلس العربي للاتحاد العام للآثارين العرب ومديرته الدكتورة وفاء الغنام من 22 إلى 24 يناير 2022 عبر منصة زووم والتى شهدت متدربين من مصر ولبنان والمغرب شاملًا طلبة آثار وخريجين وطلبة دراسات عليا وكادر جامعي وآثاريين من وزارة السياحة والآثار.
وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير المركز الإعلامي للمجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب، بأن اليوم الأول شمل محاضرة "تقنيات صناعه الفخار وتطورها للدكتورة بسمه خليل محمود محاضر بكلية الآثار واللغات جامعة مطروح، ومحاضرات "أهمية الفخار وارتباطه بحياة الإنسان القديم - مراحل صناعة الفخار من التشكيل إلى الاستخدام، وورش الصناعة - الفخـــار اليـــوناني للدكتور حسين عبد العزيز أستاذ الآثار اليونانية والرومانية، كلية الآداب جامعة الإسكندرية، ومحاضرات اليوم الثاني شملت طرز وزخارف الفخار في العصر الهلينستي من خلال الحفائر الحديثة بمدينة الإسكندرية ألقتها الدكتورة ميرفت يحي المشرف على متاحف الإسكندرية ورشيد بوزارة السياحة والآثار.
وشمل اليوم الأخير أنماط الفخار المحلي في العصرين البطلمي والروماني للدكتورشريف عبد المنعم مدير وحدة الفخار بوزارة السياحة والآثار والرسم الأثري وطرق رسم الفخار للأستاذ وليد أبوزيد نصير مفتش آثار بمنطقة آثار البحيرة
وأضاف الدكتور ريحان أن محاضرة الدكتورة ميرفت يحيى شملت الفخار المستخرج من مواقع الحفائر بالإسكندرية من حيث تشكيل عجينة الفخار ومرورها بثلاث مراحل هى التشكيل -الحرق –الطلاء، وتنقسم الطينة المصنع بها الأواني في العصرين البطلمي والروماني إلى قسمين رئيسيين، الطينة المحلية وهي ثلاثة أنواع طينة طمي النيل، الطينة الجيرية، طينة الإسكندرية علاوة على الطينة المستوردة وتتميز بخلوها من الشوائب، ومضغوطة وخالية من فقاعات الهواء وسمكها رقيق.
ويوضع الطلاء على الإناء بعد حرقه ثم يدخل الفرن مرة أخرى لتثبيت الطلاء واختلفت أنواع الزخرفة وطرق تنفيذها على حسب الطراز المنفذ على الآنية والذي يختلف من عصر إلى آخر ما بين الزخارف الهندسية والتصويرية والنباتية ونفذت إما بالدهان أو بالبارز أو بالحز أو بالقالب وأن أشكال الأواني المستخدمة خلال العصر الهلينستي والروماني هي موروثة من الأشكال اليونانية القديمة مع بعض التطورات التي طرأت على الشكل والاستخدام
ونوه الدكتور ريحان إلى أن المحاضرة تعرضت لتصنيف الأوانى ومنها الأواني الخاصة بالدفن وهى هيدرا الحضرة ( إنتاج محلي ومستورد)، الأواني ذات الطلاء الأسود ( إنتاج محلي ومستورد)، الهيدرا ذات الطلاء الأبيض ( إنتاج محلي)، واستخدمت الهيدرا للدفن خلال العصر الهلينستي واختفت تمامًا خلال العصر الروماني، وأواني الحفظ والتخزين وتشمل الأمفورا التى استخدمت منذ العصور القديمة وحتى العصر الإسلامي للتخزين والتبادل التجاري للسلع والمواد الغذائية المختلفة منها النبيذ والزيت والخل والعسل والزيتون والفواكه والأسماك المملحة، وتعد الأمفورا من أكثر اللقى الأثرية التي يعثر عليها في الحفائر وهي تساعد في تأريخ الطبقات الأثرية والتعرف على حجم الحركة التجارية لمدينة الإسكندرية.
ومنها الأمفورات المستوردة من منطقة بحر ايجة ومن غرب حوض البحر المتوسط ومنها الأمفورات المحلية وخاصة من إقليم مريوط، وهناك نوع من الأواني خاص بتخزين المواد السائلة والحبوب تم استخدامها في العصر الهلينستي والروماني ولقد أنتجتها الورش المحلية بكثرة، وأوانى حفظ العطور والتى استخدمت في العصر الهلينستي والروماني وهي موروثة من الأشكال اليونانية والمصرية ومن الأشكال التي شاع استخدامها في العصر الهلينستي والروماني الانجونتاريا والألبسترون والليكثوس.
كما تضمنت محاضرة الدكتورة ميرفت يحيى أواني الطهي ومنها الأشكال المفتوحة الأطباق -الطاسات- الأغطية – الطاجن والأشكال المغلقة مثل القدور وأواني المائدة ولقد نفذت الزخرفة بطرق مختلفة سواءً كانت بارزة أو محززة أو الاثنين معًا أو بالدهان وقد شهدت الورش المحلية في منطقة الإسكندرية والدلتا نشاطًا ملحوظًا خلال العصر الهلنستي والروماني وأنتجت طرز متعددة منها ما هو تقليد للمستورد ومنها ذو صبغة محلية وقد انصب هذا الإنتاج في الاسكندرية التي زخرت بمعظم أنواع الفخار السائدة في ذلك الوقت باعتبارها عاصمة العالم الهلينستي فضلا عن أهميتها الاقتصادية التجارية.
وفي ختام الدورة اقترح الدكتور ريحان إضافة مادة "رسم معماري وأثري" تتضمن تعليم الرفع المعماري بحيث يقوم الطالب برفع أثر بنفسه شاملة مساقط أفقية ورأسية للأثر وكذلك رسم فني للقطع المستخرجة من الحفائر وطريقة رفع النقوش الصخرية على أن يدّرس هذه المادة آثاريون من وزارة السياحة والآثار بدلًا من انتداب كادر جامعي بعمل بروتوكول بين المجلس الأعلى للجامعات ووزارة السياحة والآثار على أن تكون هذه المادة عملية وفى موقع الأثر ويتم تقييمها من خلال الآثاري المشرف على تدريس المادة بالموقع وبالتالي يحدث الربط بين دراسة الآثار نظريًا ودراستها ميدانيًا.
وأشادت الدكتورة وفاء الغنام مدير المركز الإقليمي للآثار والفنون والحضارات القديمة بالمجلس العربي للاتحاد العام للآثارين العرب بالفكرة وأوضحت أنه يجب وضع صياغة منهجية لهذه المادة والاتفاق عليها بين أساتذة الآثار حتى لا تخضع لرؤى مدرس المادة والتقدم بها للمجلس الأعلى للجامعات واعتمادها فى كل كليات الآثار وأقسام الآثار بكليات الآداب وهى وسيلة هامة للربط بين كليات وأقسام الآثار ومواقع العمل الميداني بوزارة السياحة والآثار.
وأضافت الدكتورة وفاء الغنام بأنه نظرًا لإعجاب المتدربين بالدورة وحاجتهم لوقت أطول لتحصيل معلومات أكثر قرر المركز الإقليمي للآثار والفنون والحضارات القديمة عمل ندوة إضافية مجانية عبر منصة زووم خلال أسبوع يستدعى بها كل المحاضرين بالدورة لمزيد من المعلومات والرد على كل استفسارت المتدربين وعمل ندوة شهرية لمحاضر من كبار الأساتذة في التخصص والتواصل مع الآثاريين فى كافة ربوع الوطن العربي عبر صفحة المركز الإقليمي للآثار والفنون والحضارات القديمة على فيسبوك التي ترحب بكل الاستفسارات والاقتراحات لأنشطة جديدة بالمركز تثرى العمل الأثري.