محمد سالم بـ "ديارنا شرم الشيخ": فخور بعرض منتجاتي أمام الرئيس
يشارك معرض "ديارنا" أقدم المعارض المصرية وأوسعها انتشارا في منتدي شباب العالم في نسخته الرابعة، بشرم الشيخ، حيث تفقد السيد الرئيس المعرض، وأثنى على المعروضات، وأدار حديثا ثريا مع العارضين، متمنية كل النجاح والتوفيق لجميع المشاركين في فعاليات المنتدي.
وتستعرض "الفجر" قصة أحد المشاركين في فاعليات المنتدي، حيث لم يرث المهنة أبا عن جد، ولا كانت مجال دراسته الجامعية، فهو خريج كلية الحقوق، وظل طوال 20 عاما صاحب جاليري للمنتجات اليدوية بمدينة شرم الشيخ، يشترى من أصحاب المهن ويبيع للسائحين، حتى جاءت ثورة يناير 2011 وما تبعها من أحداث، أثرت سلبا على تدفق السائحين، فقرر أن يغيّر مسار عمله.
وقتها قرر الأربعيني محمد سالم العودة للقاهرة، والاتجاه لصناعة الخزف، لحبه منذ الطفولة للأواني الخزفية الموجودة في بيتهم، الأطباق وفناجين القهوة وغيرها، وخاصة أن في عائلته أقارب متخصصون في نحت وتدريس الخزف بكلية الفنون التطبيقية، يمكنهم مساعدته.
أخذ محمد يبحث ويقرأ ويسأل عما يحتاجه ليبدأ العمل في صناعة الخزف، واشترى الأفران وما تحتاجه ورشته من أدوات، وأراد أن تكون منتجاته ذات جودة عالية، فاختار من طينة مصر القديمة أجودها، ومن الجليز والألوان أجودها، ليصلح منتجه من الخزف لتحمل الوضع على النار المباشرة أو داخل المايكرويف، ولتكون صالحة للطعام وللزينة معا.
في 2016 أصبحت ورشة محمد سالم قادرة على الانتاج، واختار لمنتجاته "قدم السعد" كعلامة تجارية، وكان عدد العاملين معه في الورشة اثنين من الخزافين فقط، وصلوا بعدها بعام إلى سبعة خزافين ورش جليز، ورسام، وكلهم من محبي الرسم من الشباب والفتيات، ويصل أجر الواحد منهم من 100 إلى 200 جنيه يوميا.
بعد عام من أول إنتاج لقدم السعد، استطاع محمد سالم أن يحقق واحدا من أهدافه،" بعد أول سنة، قدرت أعمل اسم كويس في السوق، والمعادلة هي اجتهد..تتميز في شغلك وتكون مختلفا عن الباقيين، وتبقى حطيت رجلك على بداية الطريق، وأعتبر أن سر المهنة ألا تقلد أحدا، والأرزاق بيد الله".
يهتم محمد كثيرا بالتصميمات، ويعتبرها الجزء الأهم من تميز "قدم السعد"، ويظل يجرّب لكل تصميم ما يناسبه من ألوان على الكمبيوتر قبل أن يطبعها على الورق، "بعض التصميمات يناسبها الألوان المطفية، مثل الفازة ذات الجسم الدائري الكبير والعنق الرفيع، وتصميمات أخرى تناسبها الألوان الزاهية، مثل المناظر الطبيعية للريف المصري، والموتيفات الاسلامية الشهيرة كزخرفة الطبق النجمي على الماجات والأطباق".
يجذب قدم السعد الأطفال والأمهات برسوم للشخصيات الكرتونية المحببة مثل ميكي ماوس وبطوط وأحيانا صورة الطفل نفسه، وألعابه، ويمكن أن يصنع لهم أدوات طعام يحتفظ بها الطفل في مطعم المدرسة لاستخدامه الشخصي، أو في البيت، ولمحبي أم كلثوم طاجن مكتوب عليه "عودت عينى"، ولمحبي القطع الفريدة فازة كبيرة طويلة العنق مكتوب عليها بشكل دائري "الحمد لله رب العالمين" ويصل سعرها إلى 1700 جنيه، فيما لا يتعدى سعر الماج 90 جنيها.
بعض هذه التصميمات تحتاج إلى محترفين مختصين لتنفيذها، وليس فقط حرفي فخار، "أجلس بجانب الحرفي الفنان أثناء التنفيذ لنصل لما أريده والطينة لاتزال طرية، الكتابات تحتاج لخطاط يجيد الخط، وليس أى حرفي صناعة فخار، ليكتب بالكشط على الطينة وهي طرية، وفي تنفيذ رسوم الماندلا استعنت بفنان متخصص في رسم الماندلا على الحوائط والتي شيرتات والكابات، لمعرفته بألوانها وسومها والموضة فيها، وقد احتاج لثلاثة أيام من التجريب ليستطيع التحكم والرسم باستخدام الفرشاة والجليز، بدلا من الأقلام التى يرسم بها".
يلبي خزف قدم السعد" طلبات العرايس اللاتي يرغبن في تجهيز بيوتهن الجديدة بأطقم أطباق ذات تصميمات يخترنها، إما من تصميمات قدم السعد أو تصميم من عند العروسة،"سعر تنفيذ التصميم الخاص هو نفس سعر تنفيذ تصميات قدم السعد، لأنى أحب أن أعامل المشترى بأمانة، ولذا أضع أسعار كل منتج عليه، ليشترى الجميع بنفس السعر".
يدين محمد سالم بأفكار الكثير من تصميماته المبتكرة لجمهور معارض ديارنا، التى يشارك فيها منذ 5 سنوات، فهو يحرص على سماع رأي الجمهور في منتجاته، يفرح بالإطراء، ويهتم أكثر بالنقد، ويتوقف كثيرا عند جملة " حلوة..بس لو.. " التى يتبعها فكرة من أحد الزائرين لتطوير تصميمه أو منتجه، فيعرف ما يحتاجه السوق، وينفذها في المعرض التالي، ويرصد بالفعل إقبال الجمهور عليها.
"معارض ديارنا غيّرت ثقافة الكثيرين من المصريين تجاه منتجات الحرف اليدوية التراثية، وأصبحت الكثير من الأسر تميل لشراء أدوات المائدة الخزفية خاصة؛ ليس فقط لأنها منتج صحي يمكن تناول الطعام والشرب والطهي فيه، ولكن لروحها التراثية الشعبية ولهويتها المصرية".
يحب محمد سالم أجواء معارض ديارنا، " في كل معرض يزيد التنظيم ويزيد عدد العارضين، وألاحظ زيادة جودة معروضات زملائي من الحرف الأخرى، فالخبرة والرغبة في التطوير تعلي من جودة المنتج، وتنافسنا يجعلنا دائما نسعى لتجويد منتجاتنا ونتبادل الأفكار الجديدة، فقد جذبتني بعض الشخصيات التى صممها زميلي في المعرض فنان النحت على الخشب محمود بغدادي من الأقصر، فاستأذنته في أن أرسمها على أطباق الخزف ووافق مسرورا، وفي معارض ديارنا روح جميلة، الحرفيون من مختلف التخصصات يفرحون لنجاح بعضهم البعض".
لازال محمد سالم يعتمد على السوق المصري في تسويق منتجاته، لكن منتجاته تصدر للخارج بشكل غير مباشر من خلال بعض الأفراد، ممن يطلبون منتجاته ويسوقونها في الإمارات والسعودية والعراق والبحرين وأمريكا وفرنسا.