زيارة الرئيس "السيسي" تنعش ماتبقي من آمال حرفيين "الفخار"
أعادت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لقرية الفخارين بمصر القديمة مركز صناعة الفخار، الآمال من جديد لمن تبقى من حرفيين فيها، بعد أن هجرها العديد منهم، وسط تراجع الدعم الحكومي؛ وضعف عائدها المادي، وانخفاض الطلب المحلي على منتجاتها التى كانت حجر أساس في حضارة المصريين القدماء.
قبيل دقائق من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للقرية يوم الجمعة الماضي، يقول الأسطى "محمد صلاح" أحد أصحاب الورش وهو يقف بجانب منتجاته " لم يكن لدي أي أمل يذكر في تلك الحرفة التي ورثتها عن أبي، وفكرت في هجرها كما فعل العديد من أصحاب الورش في القرية، والتوجه إلى أي مشروع خاص استطيع ان احقق أبيه عائد مادي أنفق به على اسرتي، ولكن مع زيارة الرئيس السيسي اعطتني امال انا وباقي صنايعية بالورشة، لأننا لأول مرة نرى مسوؤل منذ افتتاحها يتحدث معنا بصدق ونشعر أن هناك إصرار في حل ما نعانيه من مشكلات، والحفاظ على ماتبقى من المهنة.
وأسست" القرية الفخارية" بالتعاون بين وزارة الصناعة والتنمية المحلية لإقامة مجمع صناعي صغير يضم أصحاب حرف الفخار، والخزف التى تنشط بتلك المنطقة وتحويلها إلى صناعات صديقة للبيئة باعتماد أفران تجفيف المنتجات الفخارية على طاقة الغاز الطبيعي بدلا من حرق الاخشاب، ولكن واجه المشروع كثير من المعوقات التى لم تجعل تنفيذه يسير كما هو مخطط.
وقال أحمد ذكي نائب رئيس جمعية التعاونية للفخار والخزف، "إن المشروع لم يسير وفقًا للمخطط عليه رغم التمويلات المالية التي منحتها العديد من الجهات الأجنبية للمشروع، فكان من المستهدف إنشاء مدرسة لتعليم حرفة الفخار لضمان تناقلها بين الأجيال، وتوسيع مساحة القرية لاستيعاب مزيد من الأسر، وتقديم خدمات ترفيهية وحفلات للجمهور، بينما على أرض الواقع لم يتحقق شئ.
ويبلغ إجمالي عدد الورش بالقرية نحو 152 ورشة وتتنوع منتجاتها بين أواني فخارية، وفازات، وتماثيل، وانتيكات، وتحف فنية.
وتابع" زكي"، " كان من المفترض ان تدعم الحكومة أصحاب تلك الورش بعد افتتاح القرية مع ضعف مبيعات المنتجات الفخارية في السوق المحلي، ولكن اكتشفنا انهم تم تحميلهم أعباء إضافية وبدلا من معاملتهم كمصنعون أصبح يتم توريد لهم الماء والكهرباء، والغاز الطبيعي اللازم لتشغيل الأفران بعد تطويرها بالسعر التجاري وهو ما أدى إلى تراكم المديونيات على كثير منهم، وهجرة المهنة.
وأشار زكي، " بعد مغادرة الرئيس السيسي وجدنا عدد كبير من القيادات الحكومية في مختلف الجهات تحدثت معنا عن طلبتنا، وبدأت بالفعل العمل عليها خاصة بافتتاح المدرسة لبدء تعليم فن الفخار، ما أعاد الأمل لكثير من حرفيين تلك المهنة والذي كانوا قد فقدوا واعتقدوا أن مهنتهم نحو الاندثار."
ويبلغ إجمالي تكلفة تحويل أفران الحرق للعمل بالغاز الطبيعي للورش نحو 30 ألف جنيه، ويتم حسابها على كل متر مكعب بقيمة 3.60 جنيه.
وقال " عبد العزيز" صاحب احد الورش، إنه يقوم بتصنيع أواني فخارية تستخدم لإطعام الطيور، ويستهلك يوميا ما يتراوح بين 170 إلى 180 متر مكعب غاز، بينما يبيعها في السوق المحلي 2 جنيه لضعف الإقبال عليها، وهو ما لا يحقق له أي ربحية.
وتابع "عبد العزيز"، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الغاز، زادت فواتير المياه والكهرباء، كل هذا تكاليف إضافية ومع تدني المبيعات دفعني إلى تسريح عدد كبير من العاملين؛ لتصبح الورشة بها اربع عمال بعدما كان يتم تشغيلها بنحو 20 عامل في السابق.
وأشار "عبد العزيز"، نحتاج ايضا الاهتمام بتسويق منتجاتنا، وتقليل عمليات استيرادها من الدول المنافسة مثل تركيا والصين، التي تغزو بضائعهم الأسواق بأسعار أقل من المنتج المحلي لاعتمادهم على الآلة في تصنيعها بينما لا يزال المنتج المصري يتم تصنيعها يدويا وبنفس أساليب القدماء المصريين.
وأضاف " عبد العزيز"، "عرضنا كل المشكلات على الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشعرنا أن هناك إصرار لحلها لأنه رجل يحب الحرف والحرفيين