"إحنا مش صراصير يتداس علينا".. "الفجر" تحاور أسرة "يوسف" ضحية حادث الشيخ زايد (فيديو وصور)

"حبيبي زينة الشباب راح.. عايزين حقه وإحنا مش صراصير يتداس علينا"، بهذه العبارات عبر أسرة "يوسف السباعي" البالغ من العمر 17عامًا، ضحية حادث الشيخ زايد، الذي راح ضحيته 4 شباب، فجر أمس الجمعة، عن حالتهم التي وصلوا إليها بعد صدمتهم بالحادث المأساوي.

كان الشباب الأربعة عائدين إلى منازلهم بعد سهرة جميلة قضوها معًا، لم يعلموا أنها ستكون آخر سهراتهم على الأرض، عندما اصطدمت سيارتهم بسيارة نجل صاحب سلسلة محلات شهيرة، لتخرج أرواحهم إلى بارئها على الفور، ويخرجون جثث هامدة ترقد في ثلاجة المشرحة بدلًا من العودة للنوم في أسرتهم في منازلهم.

وانتقلت محررة "الفجر" إلى منزل أسرة الضحية يوسف، ليرووا تفاصيل وكواليس اللحظات الأخيرة في حياة ابنهم.

بملابس سوداء، والدموع لا تتوقف من عينيها، تجلس والدة يوسف في منزلها، وهي تضع ملابس ابنها وصوره على قدميها، تستأنس بها وكأن روحه مازالت بها، وهي تتمتم وتقول: "حبيبي، حبيبي، حبيبي يا يوسف.. ابني كان زينة الشباب.. وشه كان جميل وضحكته حلوة، وكان أحن وأطيب ولادي".

مستقبل انتهى قبل أن يبدأ

تتذكر الأم مستقبل ابنها الذي انتهى في هذا الحادث، دون أن يستكمله، وتقول: "يوسف كان في تالتة ثانوي السنة دي، وملحقش ياعين أمه يروح الترم التاني.. كان مفروض السنة اللي جايه أقدمله في الجامعة، وكان خايف ميجبش مجموع وكنت بقوله أعمل اللي عليك، ولو ربنا مأرادش هنوديك جامعة خاصة.. ومكانش لية طلبات ولا يقول عايز فلوس".

"ملابس شتوية".. آخر الذكريات الجميلة

بينما تنهمر الدموع من عينيها، تستعيد الأم آخر ذكرياتها مع ابنها الأكبر، بين أخواته "ملك وياسمين"، موضحة أنه كان يرغب في شراء ملابس شتوية، وكانوا سيذهبون يوم الجمعة لشراء الملابس، لأنه يحب "ذوقها" في الملابس، مشددة على أنه كان يرغب في شراء "جاكيت تقيل"، و"كوتشي" كان سيشتريه "أونلاين".

أخت الضحية: متخرجش يا يوسف

وأشارت الأم إلى أن نجلها في يوم الحادث كان ذاهبًا إلى "الحلاق" مع أصدقائه، وملك شقيقته طلبت منه عدم الخروج، وقالت له: "متخرجش يا يوسف"، ولكنه خرج ووعد شقيقته بأنه "هيروح يفسحها يوم الجمعة"، وبعد أن تأخر حاولوا الاتصال به ولكنه لم يرد، فتواصلوا مع أهل أصدقائه، وعلموا بالحادث، مشددة: "محدش كان خارج سليم من العربية.. وكانوا خارجين معجونين من العربية".

تفاصيل التقرير الطبي

وأوضحت أن ابنها أصيب بسكتة دماغية، وهبوط حاد في الدورة الدموية، وأيضًا قصور بجميع أجهزة الجسم، مضيفة: "عوضي عليك يارب.. شهيد أنت وأخواتك عمر وسعيد وعبدالله يا حبيبي، أنتوا كلكم شهداء يا قلبي.. وإحنا عايزين اللي عمل فيهم كدة يتحرق قلب أمه عليه زي ما حرق قلب 4 أمهات، وكسر قلب 4 شباب، وإحنا عايزين محاكمة عادلة، لأنهم أخدوا منه عينه (في النيابة) ووجدوا أنه متعاطي مخدرات".

المتهم حاول الهرب

وأوضحت أن المتهم حاول الهرب، و"ساب دمهم ينزل على الأرض"، ولكن أحد شهود العيان صور الحادثة، والشرطة ألقت القبض عليه، معربة عن شكرها للمواطن الذي صور الحادثة، مطالبة بالقصاص، معقبة: "هما دلوقتي مش هيرجعوا.. لكن عايزة القصاص".

مناشدة للرئيس السيسي

وتلتقط خالته طرف الحديث، وتصف ابن شقيقتها بحسرة شديدة وتقول: "كان زينة الشباب، وأنا مصدقتش لما اتصلت بيا وقالتلي.. مكانش يستحق ده.. ونطالب بالقصاص، ووناشد الرئيس السيسي أن يأخذ لنا القصاص، وأقوله: (أنت عمرك ما ترضاها إن أربع زهرات يحصل فيهم اللي حصل ده).. إحنا مش صراصير عشان يتداس علينا عشان أبوه راجل أعمال.. ولازم القصاص.. وحق ابننا يرجع".

التقرير الطبي

وتباشر النيابة العامة تحقيقاتها في الحادث الذي وقع فجر الجمعة بشارع النزهة بالشيخ زايد، وأسفر عن وفاة المجني عليه عمر مع 3 آخرين، بعدما اصطدمت سيارة يستقلها نجل رجل أعمال، بسيارة كانوا يستقلونها، حيث عاينت النيابة مكان الحادث والسيارتين، كما أمرت بسحب عينات دم وبول من قائد السيارة المتسبب في الحادث، للوقوف على تعاطيه مواد مخدرة من عدمه.

وكشف التقرير الطبي للشابين "عمر" و"يوسف"، أنهما مصابان بكسر في قاع الجمجمة، ونزيف وكدمات وكسور شديدة متفرقة في أنحاء الجسم.

"الفجر" تحاور أسرة "يوسف" ضحية حادث الشيخ زايد