السلالة الجديدة.. صفارة إنذار للأسواق
شهدت البورصات العالمية تراجعا كبيرا أمس، بسبب المخاوف الناجمة عن رصد متحورة جديدة لفيروس كورونا في جنوب إفريقيا، حذرالعلماء من أنها قد تكون أشد عدوى من "دلتا" وأكثر مقاومة للقاحات الحالية، ما يمكن أن يسدد ضربة قاسية للتعافي الاقتصادي العالميمن الوباء.
وبحسب "الفرنسية"، هبطت أسعار أسهم مجموعات الطيران والسياحة مع إعلان دول قيود سفر جديدة، فيما سجلت مجموعات طاقةخسائر كبيرة.
وقال نيل ويلسون كبير محللي السوق لدى مجموعة "ماركتس كوم"، "أسواق الأسهم انخفضت بشدة.. في وقت ستؤدي فيه المخاوف منالمتحورة الجديدة إلى تدابير إغلاق جديدة وقيود على التنقل وتراجع النمو الاقتصادي".
وسجلت البورصات الأوروبية الرئيسة انخفاضا 3 في المائة على الأقل في أعقاب تراجع حاد في الأسواق الآسيوية.
وقال كايل رودا من مؤسسة التداول "آي جي ماركتس"، "إنه "عنوان رئيس مخيف عن الفيروس، لذا قد يكون تسبب في رد فعل غيرمحسوب".
من جانبه قال جاستن تانج من "يونايتد فيرست بارتنرز"، "إنه فيما الأنباء الأخيرة مقلقة، فإن العالم اختبر الأمر من قبل مع المتحورة دلتا"،مبينا أن الحكومات باتت أكثر مهارة في كيفية التعامل مع الوضع.
واعتبر "المتحورات أمرا متوقعا، وليست مسألة مجهولة".
وتراجعت المؤشرات الرئيسة للأسهم الأمريكية بشدة أمس، حيث تكبد المؤشران داو جونز وستاندرد آند بورز 500 أكبر خسارة يومية بالنقاطالمئوية منذ شهور، وانخفضت بشدة القطاعات التي كانت قد استفادت من إعادة فتح الاقتصادات.
وكانت عمليات بيع الأسهم واسعة النطاق، حيث سجلت خسائر كبيرة في القطاعات الأحد عشر الرئيسة على المؤشر ستاندرد آند بورز،باستثناء قطاع الرعاية الصحية، الذي تقلصت خسائره بفضل مكاسب قوية لشركات فايزر ومودرنا المنتجة للقاحات كورونا. ومن أكثرالقطاعات تضررا من موجة البيع، قطاعات السفر والبنوك والسلع الأولية.
وتراجع المؤشر داو جوز الصناعي 905.04 نقطة، أو 2.53 في المائة عند الإغلاق إلى 34899.34 نقطة. ونزل المؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي 106.74 نقطة، أو 2.27 في المائة، إلى 4594.72 نقطة، في حين هبط المؤشر ناسداك المجمع 353.57 نقطة، أو 2.23 في المائة،إلى 15491.66 نقطة.
كما تراجعت الأسهم الأوروبية بشكل حاد أمس وسط عمليات بيع واسعة النطاق، بعد تقرير عن اكتشاف السلالة الجديدة، الأمر الذي أبعدالمستثمرين عن الأصول المحفوفة بالمخاطر.
وأنهى المؤشر ستوكس 600 التعاملات منخفضا 3.7 في المائة، ليسجل أسوأ أداء يومي منذ حزيران (يونيو) 2020، أي خلال 17 شهرا. وبلغت خسائر المؤشر خلال الأسبوع 4.5 في المائة.
وانخفض مؤشر فاينانشيال تايمز 100 البريطاني 3.6 في المائة وتراجع المؤشر داكس الألماني 4.2 في المائة كما نزل المؤشر كاك 40 الفرنسي 4.8 في المائة. وهوت أسهم قطاع السفر والترفيه 8.8 في المائة في أكبر خسارة يومية لها منذ آذار (مارس) 2020.
وأعلنت بريطانيا فرض حظر مؤقت على رحلات الطيران من جنوب إفريقيا وعدة بلدان مجاورة.
وهوى قطاع السفر 13.6 في المائة خلال الأسبوع وكان الأسوأ أداء، حيث تراجعت أسهم شركات الطيران الأوروبية في ظل التحركات لحظرالسفر الجوي في جنوب القارة الإفريقية. ودفعت المخاوف من زيادة إصابات كوفيد - 19 أسواق الأسهم الأوروبية للهبوط من مستوياتقياسية مرتفعة الأسبوع الماضي وسط مخاوف من فرض مزيد من القيود.
وخسر قطاع النفط والغاز 5.8 في المائة، بينما تراجعت أسهم التعدين 5 في المائة، مع هبوط أسعار النفط والمعادن.
وتمثل القيود على حركة السفر ضربة أخرى لصناعة الطيران التي تأثرت عملية تعافيها هذا الشهر بسبب الموجة الرابعة من جائحة كورونا،التي تسببت في سلسلة جديدة من عمليات الإغلاق في أوروبا.
ويتابع المضاربون بقلق "الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي" الذي يدرس خطواته التالية لمحاربة تضخم عالمي متزايد، يمثل تهديدا آخر للتعافيالاقتصادي.
وقد تحدث بعض مسؤولي البنك عن تسريع وتيرة تقليص برنامج "الاحتياطي الفيدرالي" الضخم لتحفيز شراء السندات، مع احتمال رفعأسعار الفائدة الأمريكية في منتصف العام المقبل.
وقال بنك الاستثمارات جولدمان ساكس في رسالة إلى عملائه: "إن الانفتاح المتزايد على تسريع وتيرة تقليص البرنامج يعكس على الأرجحتضخما أعلى إلى حد ما من المتوقع على مدى الشهرين الماضيين، وارتياحا أكبر لدى مسؤولي "الاحتياطي الفيدرالي" في أن تسريعالوتيرة لن يشكل صدمة على الأسواق المالية.
وفي اليابان، تراجع مؤشر نيكاي الياباني أمس إلى أدنى مستوى خلال شهر بفعل مخاوف مرتبطة باكتشاف سلالة جديدة من فيروسكورونا في جنوب إفريقيا، فضلا عن أنباء ذكرت أن الصين طلبت من شركة ديدي الصينية لخدمات نقل الركاب شطب إدراجها في بورصةنيويورك، ما أثر سلبا أيضا في المعنويات.
ونزل "نيكاي" 2.53 في المائة، ليغلق عند 28751.62 نقطة، وهو أقل مستوى إغلاق منذ 25 تشرين الأول (أكتوبر)، وسجل أكبر تراجع يوميله خلال أكثر من خمسة أشهر.
وانخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 2.01 في المائة، ليغلق عند 1984.98 نقطة، وهو أقل مستوى في ستة أسابيع.
ونزل "نيكاي" خلال الأسبوع 3.3 في المائة في حين تراجع "توبكس" 2.9 في المائة وهو أكبر مستوى انخفاض للمؤشرين منذ الأسبوعالأخير من أيلول (سبتمبر).
وقد تكون سلالة كورونا المكتشفة في جنوب إفريقيا مقاومة للقاحات، ما دفع بريطانيا إلى المسارعة بفرض قيود على السفر إلى هناك.
وكانت الأسهم المرتبطة بالسفر، التي كانت تستفيد من زيادة الاستهلاك المحلي بفعل الاحتواء الناجح للفيروس، الأكثر تضررا.
وهوى مؤشر توبكس لشركات الطيران 5.4 في المائة إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر في حين تراجع مؤشر توبكس للنقل البري، الذييضم أسهم شركات تشغيل القطارات على نحو أساسي 2.9 في المائة إلى أقل مستوى في عام.
وتراجع سهم "إيه.إن.إيه هولدينجز" 4.5 في المائة بعدما جمعت شركة الطيران أموالا عبر بيع سندات قابلة للتحويل، في خطوة تلقي الضوءعلى الصعوبات التي تواجه القطاع.
وبين شركات تشغيل السكك الحديدية نزل سهم "كيسي إلكتريك" 6.3 في المائة، لتصبح الأسوأ أداء على مؤشر "نيكاي".
وانخفض سهم مجموعة سوفت بنك 5.2 في المائة بعدما ذكرت وكالة "بلومبيرج" أن الجهات التنظيمية في الصين طلبت من كبار المسؤولينالتنفيذيين في شركة خدمات نقل الركاب العملاقة ديدي جلوبال وضع خطة لشطب الإدراج في بورصة نيويورك بفعل مخاوف متعلقة بأمنالبيانات. وسوفت بنك مستثمر كبير في شركات تكنولوجيا صينية مدرجة في الولايات المتحدة منها ديدي وعلي بابا.
ومنذ انطلقت جلسة التعاملات سلك "نيكاي" مسارا انحداريا. وقال ريوتا أوتسوكا، كبير المحللين الاستراتيجيين في "تويو سيكيوريتيز"،"على ما يبدو هناك مخاوف بشأن النسخة المتحورة الجديدة من فيروس كورونا التي اكتشفت لأول مرة في جنوب إفريقيا، وهذه المخاوف تؤثرفي السوق".
وأضاف "نظرا إلى ضعف حجم التداولات، فإن الانخفاضات كبيرة في ظل توجه صناديق التحوط وغيرها إلى البيع. على ما يبدو ليستهناك قدرة كافية على التصدي لهذا المنحى الانحداري"