من التخريب لإبهار العالم..
"طريق الكباش".. قصة تاريخ طويل من عصر الرومان إلى الجمهورية الجديدة (صور)
حلم طال انتظاره، تحول إلى حقيقة في انجاز غير مسبوق تحت مظلة الجمهورية الجديدة، بفضل جهود القيادة السياسية، ليحول طريق الكباش الأثري الذي شهد العديد من أحداث التدمير والتخريب على مر العصور إلى واجهة حضارية تلفت أنظار العالم أجمع.
ويرجع تاريخ طريق الكباش إلى بداية بنائه خلال عصر الدولة الحديثة واكتمل في عهد حاكم الأسرة ثلاثون ونختنبو الأول (380-362 قبل الميلاد)، إلى أنه تعرض للعديد من أحداث التدمير والتخريب على مر العصور، ودفن تحت طبقات من الرمال.
وفي عام 1949 تم العثور على أول أثر للطريق على يد عالم الآثار الدكتور زكريا غنيم، تحت أنقاض أمام معبد الأقصر، وكانت عبارة عن ثمانية تماثيل، مع اكتشاف 17 تمثالًا آخرين من الفترة 1958 إلى 1961 و55 أيضًا تم اكتشافها من 1961 إلى 1964 في محيط 250 مترا.
ويقول الطيب غريب “مدير معابد الأقصر”، لـ" الفجر"، في عام 2004، عندما ترأس الدكتور سمير فرج المجلس الأعلى للأقصر، طرحت فكرة إعادة مشروع كشف طريق الكباش، من قبل الدكتور منصور بريك المشرف على آثار الأقصر، حيث تم التنسيق مع مجلس الوزراء والاتفاق على المشروع، رغم الصعوبات التي كانت تواجه بسبب المباني الأهلية والزراعات التي كانت عليها.
وأوضح “غريب”، أنه في بادئ الأمر، تم الحفر بالقرب من مكتبة مصر العامة بعمق 4 أمتار، إلا أن الحفر لم يسفر عن شيء، فتم زيادة الحفر إلى عمق 6 متر، وكانت هنا المفاجأة بوجود بعض التماثيل المغلفة بطبقة طينية من "الغرين" الذي يرجع إلى فيضان النيل، وعلى عكس المتوقع قام هذا الطين بحماية الآثار.
وأردف "مدير معابد الكرنك"، أن أعمال الحفر استمرت إلى نحو 6 سنوات، حتى أتت أحداث ثورة 25 يناير، فتوقفت الأعمال تمامًا حتى عام 2016، مشيرًا إلى أن القيادة السياسية أخذت على عاتقها هذا الأمر وتقديم الدعم الكامل له من قبل مجلس الوزراء ليتم انجازه.
وذكر أنه، أثناء العمل على كشف الطريق، اكتشف أنه تعرض للتخريب والتدمير على مر العصور، خاصة في عصر الدولة الرومانية، حيث تعرضت كل الأحجار المرصوفة في المنتصف بين التماثيل والمصنوعة من الحجر الرملي، بجانب بعض أحجار التماثيل، تم اعادة استخدامها من قبل الرومان لعمل مجموعة من الاثار الرومانية، والتي تم الكشف بعضها، في داخل الطريق.
وأشار إلى أنه تم الكشف بعض المقاصير والمعابد الرومانية ومعاصر النبيذ التي كان يتم استخدامها في عصر النبيذ وتعبئته في "جرار"، ومناطق سكنيه، تعود إلى العصر الروماني، بالإضافة إلى التخريب الذي تعرض له طريق الكباش في العصور الوسطى، وحتى في العصور الحديثة عندما أقيمت عليه بعض المباني كبازارات سياحية ومنازل أهلية وزراعات، التي كانت من أكثر الصعوبات التي واجهت المشروع، حتى تم اقناع الأهالي بأهمية المشروع كمشروع قومي سيغير من خارطة السياحة في مصر والأقصر بصفة خاصة.
وتشهد محافظة الأقصر استعدادات مكثفة لانطلاق حفل افتتاح طريق الكباش، وسط اهتمام عالمي في انتظار تلك الاحتفالية التي تشهد إحياء ممر تاريخي يعود عمره لما يزيد علي 3 آلاف عام وبربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك علي امتداد نحو 2700 متر.
ويقام الحفل على غرار، احتفال القدماء المصررين، بعيد إبت الجميل (أو مهرجان الأوبيت) الذي كان يقام سنويًا في عهد الدولة الحديثة وما بعدها، في موكب احتفالي كبير، من معبد آمون في الكرنك، إلى معبد الأقصر.