رئيس مجلس إدارة هواوي بالنيابة بمؤتمر بيتر دراكر الدولي للإدارة في فيينا:

الغوص في أعماق العالم الرقمي يحتم على الشركات تشجيع حالة التعامل مع الأزمات

الاقتصاد

بوابة الفجر


• الشي الوحيد الذي لا يمكن لشركة هواوي تغييرة هو "التغيير".


• أهم عامل لنجاح التغيير التسامح مع الفشل وتشجيع الباحثين على تبني نهج متنوع قائم على التجربة وإعادة المحاولة وتقبل الخطأ


• الحاجة الملحة للتغيير والتأقلم مع الواقع الجديد تولد "إحساسًا بالمهمة الواجب إنجازها" وتعطي "زخمًا للتغيير".


• تغيير نمط تفكير الموظفين كان "التحدي الأكبر"، لكنه "مفتاح التحول الناجح"
 

خلال مشاركته في الدورة الثالثة عشر من مؤتمر بيتر دراكر العالمي في فيينا بسويسرا الذي نظم تحت شعار "الضرورة الإنسانية للتغلب على عدم اليقين في العصر الرقمي" وجمع نخبة من محترفي الإدارة الدوليين، قال جو بينج، الرئيس الدوري لمجلس إدارة شركة هواوي أن التحديات والمتطلبات المتسارعة للغوص في أعماق العالم الرقمي يحتم على الشركات تحفيز نهج التعامل مع الأزمات على مستوى الإدارة، وأن التشجيع على رفع مستوى العمل في مواجهة الأزمات من شأنه أن يضع الشركات على الطريق الصحيح لحصد ثمار التحول الرقمي.

وأوضح بينج بأنه على ضوء تجربة هواوي، يمكن للموظفين الذين يتم تحفيزهم للقيام بعملهم على أساس أنهم في مهمة عاجلة للتخطيط الاستراتيجي بالتماشي مع تحقيق أهداف الشركة هم العامل الأهم على طريق خلق التغيير الناجح المطلوب للشركات للوفاء بمتطلبات الحقيبة الرقمية.  
وقال بينج بأنه لا بديل لكافة الشركات من خوض تجربة الرقمنة، وأن بعضها قد تنبه فعليًا لذلك وبدأ العمل على وضع الأطر الصحيحة للتغيير، لكن العديد من الشركات والمؤسسات لا تزال في المراحل البدائية لمسايرة الرقمنة وتفتقر لوجود أهداف استراتيجية وخطة عمل واضحة لخوض غمار التحول الرقمي ودخول العالم الرقمي.      
ولدى سؤاله في حلقة نقاش عن السبيل الأمثل للتعامل مع متطلبات الرقمنة، أوضح بينج بأن النهج السليم لتجهيز الشركات والمؤسسات لخوض تجربة الرقمنة يبدأ بسؤال هام هو: كيف يمكن للشركة أن تحسن من مستوى تنافسيتها وتحقق أهدافها الاستراتيجية على صعيد تنمية وكفاءة وجودة الأعمال من خلال تحولها للرقمنة. 

 

وأن نقطة البداية للرقمنة الناجحة تتمثل بالتخطيط الرفيع المستوى، حيث أكدت تجربة هواوي في التحول نحو الرقمنة بأن البحث والتطوير والتخطيط المستدام لتوفير المنتجات الجديدة التي بدأتها الشركة قبل 20 عامًا وتضمنت العديد من أطر تغيير استراتيجية تقنية المعلومات، كان لها الأثر الأكبر في بقاء هواوي في ساحة المنافسة.

 

 وبالنظر لما حققته الشركة بناء على التخطيط المبكر، نشعر بأننا اليوم محظوظين على طريق الارتقاء بإمكانيات الشركة وتحقيق أهدافها بفضل برامج التحول الرقمي التي طبقناها وآتت أكلها كما أريد لها.  


وأوضح بينج بأن تغيير نمط تفكير الموظفين كان "التحدي الأكبر"، لكن كان "مفتاح التحول الناجح"، حيث تولد الحاجة الملحة للتغيير والتأقلم مع الواقع الجديد "إحساسًا بالمهمة الواجب إنجازها" وتعطي "زخمًا للتغيير". لذلك،  فإن الشعور بوجود أزمة يعتبر أمرًا مهمًا يجب تشجيعه، ويجب أن يكون ذلك مرئيًا بشكل واضح للجميع، وأن يتم تكثيفه  لجعل الموظفين يفهمون حقًا الحاجة للتغيير. وأنه في حالة هواوي، فإن طبيعة التحديات التي تواجهها الشركة كانت" فرصة مثالية لتهيئة مناخ مثالي للتغيير "، حيث عمدت الشركة للتأكيد على فهم الموظفين لطبيعة التغيير اللازم، وخلقت بيئة مواتية للتغيير وعملت بالدرجة الأولى على حماية الموظفين الذين طالتهم آثار التغيير.


وقال بينج بان أهم عامل لنجاح التغيير كان نهج التسامح مع الفشل وتشجيع الباحثين على تبني نهج متنوع قائم على التجربة وإعادة المحالة وتقبل الخطأ. واستشهد بينج بتقنيات الجيل الخامس المتعددة التي طورتها هواوي قبل أن يتم اختيار أي تقنية لتكون جزءًا من المعايير الدولية المعتمدة، حيث أشار إلى كلمات مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي رن تشنغ فاي حين قال: "عندما تسلك طريقًا يؤدي فقط إلى نهاية مسدود، تقوم بتشاركه مع الآخرين حتى لا يكرروه ويجربوا مسارًا آخر، فهذا بحد ذاته نجاح ولا يمكن اعتباره فشل".


وأكد بينج على أن إدارة التغيير أمر محوري يجب الاهتمام به، وأن الشي الوحيد الذي لا يمكن للشركة تغييرة هو "التغيير". واختتم بيج حديثة مع المشاركين في المنتدى بقوله: "نقوم بمراجعة خططنا للتحول في كل عام، ونقوم بذلك على ضوء التحديات والمتطلبات الفعلية لتطوير الأعمال والأهم من ذلك الأهداف التي يتطلع عملائنا تحقيقها لمستقبل أعمالهم. ولا شك بأن إدارة التغيير المستمر ستمكن الشركات من تحسين قدراتها باستمرار على طريق خوض أغوار العصر الرقمي. وأمل أن تتبنى جميع الشركات نهج جرأة التغيير، فالواقع يقول بأنه لا بديل عنه".


الجدير بالذكر بأن مؤتمر بيتر دراكر العالمي يعتبر أحد أهم المنصات الدولية في مجال الإدارة، ويعقد كل عام  في فيينا بالنمسا لكونها مسقط رأس بيتر دراكر، الرمز العالمي للإدارة. وبدأ تنظيم الحدث منذ عام 2009، ويجمع بين المتخصصين في الإدارة الحديثة من جميع أنحاء العالم. وكان موضوع مؤتمر هذا العام هو "الضرورة الإنسانية للتغلب على عدم اليقين في العصر الرقمي"