أضواء على الآثار الإسلامية في سيناء
“الآثار الإسلامية في سيناء”.. محاضرة بمتحف شرم الشيخ
ألقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار محاضرة تحت عنوان "أضواء على الآثار الإسلامية بسيناء والطرق التاريخية المرتبطة بها" 11 نوفمبر بمتحف شرم الشيخ ضمن فعاليات ورشة عمل تحت عنوان "مدخل إلى آثار جنوب سيناء" والذي ينظمها مركز تدريب جنوب سيناء والبحر الأحمر ومديره الدكتور مصطفي محمد نور الدين بمتحف شرم الشيخ في الفترة من 8 إلى 11 نوفمبر الجارى تحت رعاية المجلس الأعلى للآثار وضمن خطته للوعى الأثرى والسياحى والتعريف بالمقومات السياحية من سياحة الآثار وغيرها بكافة محافظات مصر.
وأكد ريحان في تصريحات إلى الفجر، أن محاضرته تتضمن عرضًا للآثار الإسلامية المكتشفة بسيناء منذ استردادها وجهود الآثار في الحفاظ عليها وتوفير الاعتمادات لأعمال التنقيب والترميم والمسح الأثري وتشمل آثار منطقة طور سيناء الإسلامية وتضم حصن رأس راية المكتشف بواسطة بعثة آثار منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية ثم استكملت العمل بعثة آثار يابانية وكشفت عن حصن من العصر العباسى واستمرار دوره إلى العصر الفاطمى وقد كشف به عن مجموعة أطباق كاملة من الخزف ذو البريق المعدنى الإيرانى وعملات عباسية والذى يلقى الضوء على العلاقات التجارية عبر موانئ الطور منذ العصر العباسى كما تشمل آثار الطور الإسلامية الميناء المملوكى المكتشف بمنطقة الكيلانى بواسطة البعثة اليابانية برئاسة الدكتور مؤسسو كاواتوكو تحت إشراف منطقة جنوب سيناء والذى استمر دوره حتى افتتاح قناة السويس واستخرجت منه تحف منقولة من الشرق والغرب من الصين وجنوب شرق آسيا وإيطاليا وإسبانيا وشرق أوروبا مما يدل على نشاط بحرى كبير للمماليك في مصر عبر الشرق والغرب.
وأشار إلى أن محاضرته تتضمن منازل الكيلانى بطور سيناء والتى تعد طرازًا فريدًا من المباني التي بنيت بالكامل من الأحجار المرجانية لتوفرها بكثرة في هذا الموقع واستخدمت هذه المنازل لسكن عمال الميناء فيما بعد والصيادين وأسرهم كما استخدم بعضها قناصل للدول الأوروبية علاوة على مقام الشيخ الجيلاني الذي جاء من السعودية وأصبح له مقام قبل بناء الجامع الذي اشترك في بنائه المسيحيون والمسلمون ويعد تل الكيلانى ملتقى للأديان حيث منازل المسلمين والمسيحيين تجاورت وكشفت عن العلاقات التجارية بينهم فكان المسلمون يعملون بحارة والمسيحيون تجارًا يتلقون منهم البضائع لتسويقها.
وأوضح ريحان أن محاضرته تتضمن قلعة صلاح الدين بطابا ودورها الحيوي والاستراتيجي قديمًا وحديثًا ويؤكد أن أعمال التنقيب بالقلعة منذ عام 1986 وتلتها أعمال ترميم شاملة بواسطة بعثة منطقة آثار جنوب سيناء صدرت في كتاب عام 1986 أصدرته هيئة الآثار المصرية في ذلك الوقت كان ضمن الوثائق التاريخية التى أكدت حق مصر في الجزء المتنازع عليه بطابا ويروى الدكتور ريحان قصة اكتشافه اللوحة الأثرية التي أعادت كتابة تاريخ سيناء وأكدت بناء قلعة طابا بواسطة السلطان صلاح الدين الأيوبى وفندت تقارير الحفائر الإسرائيلية التي حاولت تهويد آثار سيناء وهى لوحة إنشاء صلاح الدين لفرن تصنيع أسلحة داخل القلعة للغرض الحربى الأساسي وهو تحرير المسجد الأقصى.
ونوه في محاضرته إلى الآثار الواقعة على الطريق الحربى لصلاح الدين بسيناء وهو طريق صدر وايلة ومنها قلعة الجندي برأس سدر ورصد فكر صلاح الدين الاستراتيجي في تحصين الحدود الشرقية وعمق سيناء وكذلك إلى طريق الحج المصرى القديم عبر وسط سيناء وأهميته لحجاج مصر والمغرب العربي وشرق إفريقيا ومحطات هذا الطريق بوسط سيناء مثل قلعة نخل قلب سيناء النابض ونقش السلطان الغورى صاحب اليد الشريفة في إعمار هذا الطريق.
وكذلك إلقاء الضوء على الجامع الفاطمي داخل دير سانت كاترين وأسباب بناؤه وتفنيد الدعاوى الباطلة والغير علمية بربط بناء الجامع بحادثة تعدى على الدير وتزوير تاريخ الجامع بأن بناءه تم في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله ويؤكد بناء الجامع في عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله 500هـ، 1106م وليس الحاكم بأمر الله ليصلي فيه أهل سيناء من الجبالية وباقي القبائل وتبركًا بهذا المكان المبارك وقد زار هذا الجامع الحجاج المسلمون العابرون لطريق الحج بسيناء وتركوا أسماءهم وذكرياتهم على محراب الجامع الموجودة حتى اليوم.
كما يلقى الدكتور ريحان الضوء على أقدم قسم بوليس في سيناء خاصة ومصر عامة بمنطقة نويبع وأهميته التاريخية والسياحية ويقدم رؤية لترميم وإعادة تأهيل هذه المواقع لوضعها على خارطة السياحة المحلية والدولية حيث لا توجد بسيناء سوى ثلاثة مواقع أثرية فقط مفتوحة للزيارة وهي دير سانت كاترين وقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا ومتحف شرم الشيخ.